حذَّر الإسلام تحذيرًا شديدًا من الادعاء الكاذب للنسب، سواء بالانتساب إلى غير الأب أو ادعاء الانتماء إلى قبيلة أو نسب لا يمتّ له بصلة، لما في ذلك من الكذب، والتعدي على الحقوق، وإشاعة الفوضى في الأنساب، وهدم القيم المجتمعية.
وقد بيّن الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن هذا الأمر من الكبائر التي تُوجب العقوبة في الدنيا والآخرة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ:
"ليس من رجل ادّعى إلى غير أبيه –وهو يعلمه– إلا كفر، ومن ادعى قومًا ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار"
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية أخرى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال النبي ﷺ:
"من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام"
رواه البخاري ومسلم
وفي ضوء هذه التحذيرات النبوية، نصح فضيلته من يُسارعون لاستخراج شهادات الانتساب إلى آل البيت أن يتقوا الله في ذلك، وألا يجعلوا الأنساب وسيلةً لرفعة أو تميّز زائف.
ففي الإسلام، الميزان الحقيقي هو التقوى والعمل الصالح، لا الشجرة التي ينحدر منها الإنسان.
وقد دلَّ القرآن على ذلك في مواطن كثيرة، منها:
_ابن نوح: لم تنفعه نبوّة أبيه، وهلك مع الهالكين، قال تعالى:
"إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح" (هود: 46)
_ والد إبراهيم: لم تنفعه أبوته لنبي، بل قال تعالى:
"فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه" (التوبة: 114)
واكد أن الانتساب لا يُغني عن الإنسان شيئًا ما لم يصدقه الإيمان والعمل الصالح.
اترك تعليق