ثبت بالنص الصريح تبشير بعض النساء بالجنة. ومنهنَّ: نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول.. الفاضلة المجاهدة الأنصارية الخزرجية النجارية المازنية المدنية.. كان أخوها عبدالله بن كعب المازني من البدريين.. وأخوها عبدالرحمن من البكائين.. شهدت أم عمارة ليلة العقبة. وشهدت أحدا. والحديبية. ويوم حنين. ويوم اليمامة.وجاهدت. وفعلت الأفاعيل.. وروي لها أحاديث. وقطعت يدها في الجهاد.
تزوجت أم عمارة قبل الإسلام زيد بن عاصم الأنصاري وهو من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة وبدر ثم أحد. وأنجبت له ولديه حبيبالذي شهد بيعة العقبة وأحد والخندق وباقي الغزوات مع النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- وبعثه النبي إلي مسيلمة بن حبيب في اليمامة لما تنبأ فقطّع مسيلمة أطرافه وألقاه في النار حتي مات لما لم يشهد لمسيلمة بالنبوة. وعبدالله الذي أجهز علي مسيلمة بن حبيبب سيفه في معركة اليمامة بعد أن رماه وحشي بن حرب. وقد قُتل عبد الله يوم الحرةسنة 63هـ.. ثم تزوجت أم عمارة من بعده غزية بن عمرو الأنصاري. وكان أيضًا ممن شهد بيعة العقبة وأحد.وأنجبت له ضمرة الذي قتل في موقعة الجسر.ولأم عمارة ولد آخر يدعي تميم يختلف كتاب السير في نسبته إلي زيد بن عاصم أم لغزية بن عمرو.
كانت أم عمارة من أوائل أهل يثربدخولاً في الإسلام. فقد كانت إحدي امرأتان بايعتا النبي محمد في بيعة العقبة الثانية.. ولما هاجر النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- إلي يثرب. كانت أم عمارة من المخلصات في نشر الدين. فشاركت في غزوة أحد مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها. لتسقي الجرحي وتطبّبهم. لكنها بعد أن دارت الدائرة علي المسلمين قاتلت هي وزوجها وابناها دفاعًا عن النبي محمد. وأبلت بلاء حسنًا وجُرحت ثلاثة عشر جُرحاً بين طعنة برمح أو ضربة بسيف. فدعا لهم النبي محمد أن يكونوا رفقائه في الجنة.. وحين نادي النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- في أصحابه صبيحة يوم أُحد للخروج لمطاردة قريش. همّت أم عمارة للخروج معهم. لكنها لم تقو علي المشاركة في تلك الغزوة بعد أن أثقلتها جراح يوم أحد. وحين عاد المسلمون من تلك الغزوة. أرسل أخاها عبد الله بن كعب ليُطمئنه علي أم عمارة لما أبلته من بلاء في أحد. فطمئنه علي سلامتها. فسُر النبي بذلك.
شاركت أم عمارة بعد ذلك في غزوة بني قريظة وغزوة خيبر..وفي سنة 6هـ. خرجت أم عمارة مع النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- وألف وخمسمائة من المسلمين لأداء العمرة.. وقبل أن يدخل النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- وأصحابه مكة أرسل عثمان بن عفانليبلغ قريش أنهم جاءوا للعمرة. تأخر عثمان في العودة بالرد. فظنّ المسلمون أن عثمان قُتل. فبايعوا النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- بيعة الرضوانعلي الموت ثأرًا لعثمان. وكان فيهم أم عمارة. وهي البيعة التي نزل فيها الوحي بقوله تعالي: "لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا"81. كما قال النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- عمن بايعه يومها: "لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدى مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ". وقد شهدت أم عمارة بعدئذ صلح الحديبية الذي عُقد بين المسلمين وأهل مكة بعد عودة عثمان.. ثم حضرت مع النبي محمد- صلي الله عليه وسلم- عمرة القضاءفي العام التالي.
تميزت أم عمارة بالإخلاص لدينها. وشجاعتها في الذود عنه. وهو ما تجلّي من قتالها في غزوتي أحد وحنين ومعركة اليمامة. كما عُرف عنها صبرها. فعندما جاءها الخبر بمقتل ابنها حبيب علي يدي مسيلمة. قالت: لمثل هذا أعددته وعند الله احتسبته.
توفيت أم عمارة بعد معركة اليمامة بعام متأثرة بجراحها في خلافة عمر بن الخطاب. ودفنت في البقيع.
اترك تعليق