رسالةٌ للشَّيخِ العلَّامةِ عبدِ المجيدِ الملَّويِّ، وهي تُعنى بكلماتِ القرآنِ المجيدِ وأنوارِه، وتَهْتَمُّ بأحكامِه؛ إذْ تقَعُ في حَجْمٍ يسيرٍ؛ لتتناولَ أحكامَ النُّونِ الساكنةِ والتنوين، وبعضًا مِن أحكامِ الوقفِ في خِتَامِهَا، وهذا يُبرهِنُ على أنَّ الأزهرَ الشريفَ بقطاعاتِه ومُؤسَّساتِه يُسْهِمُ في تيسيرِ قراءةِ القرآنِ على الوجهِ الصحيحِ، وفَهْمِه وتهيئةِ العقولِ والقلوبِ لامتثالِ أمرِه، فلم تَنحصِر الإصداراتُ الأزهريَّةُ في مُجرَّدِ الدراساتِ العِلميَّةِ القائمةِ حولَ ذلك المصدرِ الرفيعِ في التشريع؛ إنما تبـرُزُ جهودُه في العنايةِ بتلاوتِه كذلك، على النَّحو الذي تشهدُهُ أروقةُ الأزهرِ المعمور، في إقراءِ القرآنِ الكريمِ وتحفيظِه، والفروعِ التابعةِ له داخلَ مصر وخارجها.
على أنَّه ليس لِمَنْ دَرَسَ كتابًا أو كُتُبًا في التجويد، يستطيعُ أنْ يقرَأ القرآنَ كما نزلَ على سيدنا محمد ﷺ؛ بل لا بُدَّ أنْ تناله بركاتُ التلقِّي والتعلُّمِ مِنَ المشايخ المُتقِنِين.
واستجابةً لتوجيهاتِ فضيلةِ الإمامِ الأكبـرِ أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حفظه الله، بضرورةِ نَشْرِ البحوثِ العلميةِ التي تُسْهِمُ في رَبْطِ الجمهورِ بعلومِ تُرَاثِهم، وفنونِ حضارتِهم، باعتبارِه واجبَ الوقتِ الذي يُحَتِّمُهُ دَوْرُ الأزهرِ الشريفِ في صناعةِ الوعيِ الفكريِّ؛ رأت الأمانةُ العامَّةُ لمجمعِ البحوثِ الإسلاميةِ نَشْرَ هذا الكتاب.
اترك تعليق