وحُسْن العهد معناه حفظ الوُدَّ القديم، ورعاية العِشْرة السابقة، وعدم نسيان فضل أهل الفضل والمعروف، وهو خصلة مِنْ خصال الإيمان، وخُلق من أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم أبر البشر وأوفاهم، وما وُجِدَ على الأرض أنقى سيرة وسريرة، وأوفى بوعد وعهدٍ، وأحسن وأعظم خُلق منه صلى الله عليه وسلم..بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ..
تقول أُمنا عائشة رضي الله عنها : جاءتْ عجوز إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال لها: من أنتِ؟ فقالتْ: أنا جثَّامة المزنيَّة. فقال لها ﷺ : بل أنتِ حسَّانة المزنيّة! كيف أنتم؟ وكيف حالكم؟ وكيف كنتم بعدنا؟ فقالتْ: نحن بخير، بأبي أنتَ وأمي يا رسول الله فلما خرجتْ من عنده قلتُ: يا رسول الله تُقبلُ على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال ﷺ: إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان!
وقال السخاوي: “(وإنّ حسن العهد) ينصرف لغة إلى وجوه، أحدها: الحفظ والرعاية، وهو المراد هنا. أي: الوفاء والحفظ، ورعاية العهود القديمة، ورعاية من يحبّك أو يحبّ من يحبّك، (من الإيمان) أي: من أخلاق أهله وخصالهم، أو من شعب الإيمان ومقتضياته، لأن من كمال الإيمان مودّة عباد الله ومحبّتهم”.
والسيرة النبوية فيها من المواقف الكثير الدالة على حُسْن عهد ووفاء النبي صلى الله عليه وسلم، والتي نتعلم من خلالها عدم نسيان مواقف أهل الفضل والمعروف معنا .
اترك تعليق