ابعث لكم بقصتي مع محنة تعلمت منها درس العمر لو اقدر ان اوصله لكل الناس لفعلت ليتعلموا الدرس دون ان يخوضوا ما خضته من تجربة مريرة حتي اتعلمه.
فقد عشت حياة صعبة مع زوجي لانه كان حد الطباع عنيف بخيلا ولكني كنت اتحمل من اجل اولادي الثلاثة علي امل ان يأتي وقت ويخلصني الله منه فكنت انتظر موته في أي وقت لانه كان يعاني من أكثر من مرض بالقلب وكان يدخن بشراهة رغم تحذيرات الاطباء فكنت انتظر يأتي الفرج بموته وان اكمل تربية اولادي من خلال ميراثنا عنه فننفق مما حرمنا منه في حياته ولكن كان للقدر كلمة أخري مختلفه تماما.
فقد توفي ابننا الكبير وهو في السابعة عشر دون أي سبب وبلا أي مرض أو انذار أو حتي نام ولم يستيقظ بل توفي بيننا ونحن في جلسة عادية نتحدث معا في هدوء تام.
كانت صدمة لا تصفها كلمات استغرقت منا جميعا وقتا طويلا فقط لنستوعبها فهمت الرسالة واستغفرت ربي طويلا ودعوته ان يربط علي قلبي فكان معي وامدني من حوله وقوته وقررت ان استودعه عند الله واحافظ علي اخوته الذين كانوا في حالة انهيار كبير وكانوا في حاجة لمن يمدهم بالقوة.
اما زوجي فقد تحول لانسان آخر تماما فظل يتقرب إلي الله وتغيرت معاملته معنا تماما وبدا يعطيني وأولادنا من الحب والحنان بل والعطاء المادي ما لم يخطر يوما علي ذهني انني احصل عليه منه.
والآن مضي أكثر من خمس سنوات علي وفاة ابننا تحسنت خلالها حالة زوجي الصحية بعد ان توقف عن تدخين السجائر والعصبية وبعد ان تقرب إلي الله كثيرا.
ومهما مضي من الوقت لن انسي الدرس الذي تعلمته من محنتي اننا لا نعرف من اين سيأتي الفرج والمخرج لان الله يعلم ونحن لا نعلم.
اترك تعليق