أكد العُلماء أن سؤال الملائكة للمولى عز وجل فى قوله تعالى
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" البقرة: 30
لم يكن سؤال معارضةٍ أو استنكار، أو محاججة،وإنما كان سؤال الملائكة: سؤال استعلام عن الحكمة ، التي جهلوها لنقص علمهم، لخفاء ما خفي عنهم.
فكل ذلك غير جائز من الملائكة ليس من شأنهم معارضة أمر ربهم، أو محاججته على شيء من تدبيره تعالى فهم أكرم واطوع لله واشد تسليما فهم لا يمكنهم اختيار عدم امتثال أمره تعالى، فقد جُبلوا على الطاعة والامتثال بلا شهوة ولا غرضٍ مخالفٍ، ولا اختيارٍ للعصيان.
قال الراغب الأصفهاني، رحمه الله: " إن قيل: ما وجه قوله: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا وهو عالم بما علمهم، وعالم بأن لا علم لهم إلا ما علمهم؟
وقيل: القصد بذلك: إظهار أنْ ليس سؤالُهم على وجه الاعتراض، بل على سبيل الاستفادة وإظهار العجز، وأنه قد بدا لهم ما كان خفي عليهم من فضيلة الإنسان. وإظهار الشكر لنعمته، وتعظيم منته بما عرَّفهم".
اترك تعليق