قال الله تعالى: "إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ" (المؤمنون: 111).
وهذا يعني أن الله تعالى لا يخفى عليه دموع الصابرين، ولا رجاؤهم، ولا زفرات الداعين منهم؛ فلكل شيءٍ موعد، والله أعلم بحكمته، ودقة أفعاله، وحُسن تدبيره فيما قَدّر.
قال ابن تيمية رحمه الله:
"وعلى هذا، فكل ما فعله علمنا أن له فيه حكمة، وهذا يكفينا من حيث الجملة، وإن لم نعرف التفصيل، وعدم علمنا بتفصيل حكمته بمنزلة عدم علمنا بكيفية ذاته."
ولهذا، فالأجدر بالمسلم ألا يملّ من الصبر، وليجعل الإلحاح في الدعاء مقصدًا له، فالدعاء بابٌ لا ينضب من الصلة بالله.
ونشيرُ إلى أهمية الدعاء بظهر الغيب للمبتلين والصابرين على مجريات أقدار الله تعالى. فقد قال النبي ﷺ:
"دعوةُ المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه مَلَكٌ موكّل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل" (رواه مسلم).
_فاللهم ولِّ الصابرين، وقاهر المعتدين والمستكبرين، أيد بجندك ونصرك عبادك المستضعفين، وزلزل الأرض من تحت أقدام أعدائك وأعدائهم يا رب العالمين.
_اللهم اجعل الدائرة عليهم يا كريم، واشفِ قلوب قومٍ مؤمنين، وانصرهم نصرًا مؤزرًا يا أرحم الراحمين.
_اللهم لا ترفع لهم راية، واجعلهم لمن خلفهم آية.
اترك تعليق