كان صهيب بن سنان بن مالك الشهير بصهيب الرومي صحابي جليل ومولي لبني تيم بن مرة . وأحد السابقين الي الاسلام ومن المستضعفين في مكة الذين عذبوا ليتركوا الاسلام.
عاش صهيب طفوله سعيدة مع ابيه في العراق الي ان سبي بهجوم رومي . وقضي طفولته وصدر شبابه في بلاد الروم . حتي اتقن لغتهم ولهجتهم.. وبعد ذلك باعة أحد تجار الرقيق لعبد الله بن جدعان في مكة ..الذي اعتقه فيما بعد لإعجابه بذكائه ونشاطه وأخلاصة ..ثم اشتغل في التجاره وأصبح لديه الكثير من المال.
كان صهيب بن سنان صاحبا للنبي عليه الصلاة والسلام قبل ان يوحي اليه ولما دعي النبي "ص" للإسلام ذهب اليه هو وعمار بن ياسر في دار الارقم واسلما الأثنين في ساعة واحدة وكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلا ..وكانوا من اوائل الذين أظهروا اسلامهم في مكة ..ولما كان صهيب من الموالي استضعفته قريش فعذبته .
لما اراد صهيبا الهجرة الي يثرب مع رسول الله وابوبكر الصديق منعه كفار مكة .. وحين استطاع الهروب منهم انطلق في الصحراء ولكن أدركه قناصة قريش فصاح فيهم "يامعشر قريش لقد علمتم اني من أرماكم رجل . وايم الله لا تصلون إلي حتي أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم اضربكم بسيفي حتي لا يبقي في يدي منه شيء. فأقدموا ان شئتم وإن شئتم دللتكم علي مالي وتتركوني وشأني " .. فقبل المشركون المال ودلهم علي المكان الذي خبأ فيه ثروته وتركوه يرحل .
واستأنف صهيب هجرته وحيدا سعيدا الي المدينة فأدرك الرسول في قباء ولم يكد يراه الرسول عليه الصلاة والسلام حتي ناداه متهللا: "ربح البيع أبا يحيي ..ربح البيع ابا يحيي" فقال يارسول الله ماسبقني إليك احد وما أخبرك إلا جبريل. فنزل فيه قرآن قال تعالي"ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد" "البقرة 207"..بذلك أخذ صهيب مكانه في قافلة المؤمنين.
عرف عن صهيب بن سنان رضي الله عنه أنه كان يتحدث صدقا عن ولائه العظيم لمسئولياته كمسلم بعد ان بايع الرسول صلي الله عليه و سلم وصار تحت راية الاسلام فكان يقول. "لم يشهد رسول الله صلي الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره ..ولم يبايع بيعه قط إلا كنت حاضرها ..ولم يسر سريه قط إلا حاضرها ..ولا غزا غزاة قط أول الزمان وأخره الا كنت فيها عن يمينه او شماله. .وما خاف المسلمون أمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا خافوا ورائهم الا كنت ورائهم وما جعلت رسول الله بيني وبين العدو أبدا حتي لقي ربه. .ان هذه الكلمات ماهي الا صوره مبهرة لإيمان فذ وولاء عظيم يتمتع بها صهيب الرومي.
ومن أهم ملامح شخصيته ايضا انه كان جوادا كريم العطاء . ينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله يعين المحتاج ويغيث المكروب ويطعم الطعام علي حبه مسكينا ويتيما واسيرا .
كانت حياة صهيب مليئه بالمزايا والعظائم ولذلك أختاره عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليؤم المسلمين في الصلاة..وكان ذلك بعد ان اعتدي عليه وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر .. وعندما احس بنهاية الأجل راح يلقي علي اصحابه وصيته وكلماته الاخيرة "وليصل بالناس صهيب"..وعليكم اختيار الخليفة .
وكان اختيار عمر رضي الله عنه لصهيب ليكون المسلمين&Search=" target="_blank">إمام المسلمين في الصلاة.. لكي ينهض الخليفة الجديد بأعباء مهمته . لإ تمام نعمة الله علي عبده الصالح "صهيب بن سنان "الذي كان له مكانه عظيمة بين المسلمين نتيجة لمواقفة الشجاعة التي لاتنسي في الغزوات والحروب ودفاعه عن الدين الاسلامي بكل مايملك من قوة .
عاش صهيب حتي خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ولما قتل عثمان أعتزل صهيب الفتنة الي ان توفي في المدينة في شوال سنة 38 هجرية وكان عمره سبعوين عاما رضي الله عنه وارضاه
اترك تعليق