هناك أصنافٌ من الناس غلب عليهم التقصير والتفريط في حقِّ الله تعالى، فتركوا الواجبات والمستحبَّات فيما مضى من شهر رمضان.
ولكن، هل يمكن لهؤلاء أن يلحقوا بركب المغفور لهم في هذا الشهر الكريم، وأن يستفيدوا من رحماته ؟
بداية جديدة مع الله
"العبرة بكمال النهايات، لا بنقص البدايات".
وكذلك ما قاله الحسن البصري رحمه الله:
"أحسن فيما بقي؛ يُغفر لك ما مضى".
وقال بعض السلف:
"إذا لم تحسن الاستقبال، فلعلّك تحسن الوداع".
كما نشير إلى قول الله تعالى:
﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].
وقوله جل شأنه:
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "الزمر: 53 .
يمكن للمسلم أن يعوِّض ما فاته من فضلٍ في شهر رمضان المبارك باتباع سنَّة النبي ﷺ في العشر الأواخر، وذلك من خلال:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:"كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ". [رواه مسلم].
_ الاعتكاف:
فقد جاء في صحيح البخاري:"أنَّ النبيَّ ﷺ كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ".
_ تحري ليلة القدر:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال:"التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ، لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى".
قانون الإزاحة.. فرصة لمحو الذنوب
ونختم بما ذكره الداعية عمرو خالد:
"هناك قانونٌ في ديننا جميل اسمه قانون الإزاحة:" إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ "هود: 114 .
بمعنى أن الحسنات تمحو السيئات".
إذن، مهما كان تقصيرك في بداية الشهر، لا يزال لديك الفرصة لتعويض ما فات، فاغتنم ما بقي من أيام رمضان وتقرَّب إلى الله بالإحسان.
اترك تعليق