"خط التماس" اللبناني أعاد لذاكرة المشاهد أهوال الحرب الأهلية
أشادت مجلة "كادر" السينمائية الفرنسية بمهرجان الاسماعيلية الدولي للافلام التسجيلية والذي انتهت فعالياته الاسبوع الماضي .. وقالت المجلة ان لجنة تحكيم المهرجان منحت الفيلم اللبناني الفرنسي "خط التماس" الجائزة الكبرى وهو واحد من أقوى الأفلام التي تناولت الحرب الاهلية في لبنان من اخراج سيلفي بايو، حيث نرى شخصية الفيلم الرئيسية "فداء بزري" تحمل العلم اللبناني على ظهرها وهي تسير في شوارع بيروت، تبدو وكأنها صدى لصورة المخرجة مريم الحاج في فيلم "يوميات من لبنان" الذي عرضه مهرجان برلين .
وأضافت المجلة : "يبدأ الفيلم باستحضار اليوم الذي انقسمت فيه المدينة إلى نصفين، بيروت الشرقية في أيدي الكتائب المسيحية، ومن جهة أخرى بيروت الغربية، التي تسيطر عليها الميليشيات المسلمة والفلسطينية.
الخط الأخضر أو "خط التماس" كما يقول اللبنانيون يفصل بين شطري المدينة، وأصبحت هذه المنطقة مأهولة فقط بالمقاتلين من كلا الجانبين، ويعبرها ركضاً أولئك الذين يغامرون بالدخول إليها، تحت أنظار القناصة المهددة من جميع الجهات. هذا هو المكان الذي نشأت فيه فداء برزي في ثمانينيات القرن العشرين، في الجزء الغربي من المدينة، والذي أطلقت عليه جدتها اسم "جهنم الحمرا".
وذكريات طفولتها مليئة بالجثث التي يتعين عليها أن تخطيها في طريق عودتها إلى المنزل من المدرسة، ورجال الميليشيات المتمركزين أسفل منزلها، والذين من المفترض أن يحموها، والخوف الدائم الذي يخيم على الحياة اليومية.
وتقول المجلة : "قدمت المخرجة سيلفي بايو أسئلة حاسمة في كشف القصة : حيث تعمل التماثيل الصغيرة على خريطة رملية لبيروت على كشف بعض غموض احداث الحرب الاهلية وتلتقي "فداء" برجال الميليشيات والكتائب وغيرهم من شهود تلك الفترة العصيبة من التاريخ اللبناني باستخدام نموذج ماكيت لشوارع بيروت بالإضافة إلى الحالة الذاتية التي تشعر بها من خلال ذكرياتها المؤلمة .. إن هذا النهج على مستوى الطفل، يسمح لفداء بزري بالانخراط تدريجيا في حوار مع أبطال الرواية، وكسر الغطاء الرصاصي الذي يثقل كاهل كلماتهم، والتعامل مع الفظائع المرتكبة من زاوية جديدة. ومع ذلك، فإن العملية طويلة. كم مرة تكرر فدا بزري لأحدهما: "لا تتحدث مع الشخص البالغ أنني أنا، اشرح للطفلة التي كنتها" ماذا ستقول لهذه الطفلة؟
يقول أحد الرجال المسنين الذين سألتهم سيلفي بايو في فيلمها عن دورهم في الحرب الأهلية اللبنانية: "أنا فقط أجلس هنا وأنسى، فالناس لديهم موهبة النسيان". لكن هذا على وجه التحديد ما لا تريده المخرجة أو الفتاة الجريئة فداء بزري.
كما أشادت المجلة الفرنسية بالجهد الذي بذلته المخرجة هالة جلال رئيس مهرجان الاسماعيلية وفريق العمل الذي ساعدها في الخروج بالدورة 26 الى بر الامان ، وقد حصل الفيلم المصري "كان مساء وكان صباح يوما واحدا" للمخرج يوحنا ناجي على جائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية المعروف بأسم الفيبريسي.
اترك تعليق