خلال جلسته التباحثية مع القيادات الدينية وأمناء الفتوى وأعضاء مجلس التراث الإسلامي بولاية سلانغور الماليزية _ أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف أن هذه الزيارة تمثل خطوة فعلية نحو تفعيل مذكرة التفاهم بين البلدين، التي تم توقيعها في نوفمبر الماضي بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.
تناولت الجلسة سبل تعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية في البلدين، خاصة فيما يتعلق بتدريب الأئمة والدعاة، وتبادل البحوث العلمية في مجال الشريعة الإسلامية، إضافة إلى مناقشة آليات الحفاظ على التراث الإسلامي وتعزيز الوعي الديني.
وقد أوضح وزير الاوقاف خلال حديثه أن التصوف ليس مجرد مسألة تتعلق بكرامات الأولياء أو الرؤى المنامية الصالحة، ولا يتوقف عند حدود المسائل الفقهية المشهورة في هذا الباب، بل يتجاوز ذلك ليشمل بُعدًا أعمق، حيث يعبر عن جوهر الدين في تزكية النفس وبناء الأخلاق والقيم الرفيعة ومن ثم بناء الإنسان، وتطهير الإنسان من كل معاني الحقد والكبر والأنانية التي هي مفاتيح صناعة عقلية الإرهاب.
واشار الى أن تزكية النفس هي حائط الصد الأول ضد الإرهاب، والبداية الحقيقية لبناء الإنسان على قيم الذوق والآداب الرفيعة والانتماء الصادق للأوطان والبر بها.
ولفت وزير الاوقاف إلى أن الفهم العميق للتصوف يعزز توازن الإنسان الداخلي، ويجعله أكثر وعيًا بمسئولياته تجاه نفسه ومجتمعه، مشددًا على أهمية العودة إلى جوهر التصوف الحقيقي القائم على تزكية النفس وترقية الروح، بما يتفق مع منهج الأزهر الشريف في الدعوة إلى الاعتدال والتسامح.
وأضاف: "الله -عز وجل- خلق الإنسان وجعله مكونًا من خمسة عناصر: العقل، القلب، الروح، الجسد، والنفس، وجعل لكل عنصر وظيفة محددة تُسهم في خدمة الإنسان ليؤدي دوره ورسالته في الحياة".
من جانبه، أشاد الدكتور أنهار أوبير بالجهود المبذولة لتعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية في مصر وماليزيا، معتبرًا أن هذه الشراكة تفتح آفاقًا جديدة لتبادل الخبرات العلمية والدعوية. وأكد أن مثل هذه اللقاءات تعزز مكانة البلدين في العالم الإسلامي وتسهم في نشر قيم الاعتدال والتسامح.
واختُتم اللقاء بتأكيد أهمية استمرار التعاون من خلال لقاءات علمية دورية وتبادل الخبرات، بما يُسهم في ترسيخ قيم التعايش والسلام في المجتمعين المصري والماليزي، وتنفيذ بنود مذكرة التفاهم بما يحقق الأهداف المشتركة ويعزز من مكانة الإسلام الوسطي عالميًّا.
اترك تعليق