الأذان في الإسلام .. هو نداء التوحيد الخالد الذي يجمع المسلمين على كلمة سواء خمس مرات في اليوم، ليذكّرهم بعظَمة خالقهم وأهمية الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى. ولأنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالزمن والعبادة، فقد أولى الشرع الشريف أهمية بالغة لمن يتولى رفع هذا النداء المقدس.

فالمؤذن ليس مجرد شخص يرفع صوته بالأذان، بل هو أمين على مواقيت الصلاة، مسؤول عن دعوة الناس للوقوف بين يدي الله في أوقاتها المحددة. ولهذا، حددت الشريعة الإسلامية أوصافًا دقيقة يجب توافرها في المؤذن، تتراوح بين الإيمان الصحيح، والعدالة، والعقل، والعلم بمواقيت الصلاة، مع استحباب أن يكون حسن الصوت ليؤثر في قلوب السامعين.

وفي هذا السياق تلقت دار الإفتاء سؤالاً جاء فيه: "هل يوجد أوصاف حددها الشرع الشريف للموذن؟ فهناك رجل يحافظ على أداء الصلوات الخمس في مسجد صغير بإحدى القرى، ويؤذن به لوقت كلِّ صلاة، ويسأل عن الأوصاف التي يَطلب الشرعُ الشريفُ توافُرَها في المؤذن".

جاءت الإجابة كالتالي: يتمتع الأذان بمكانة متميزة لذلك يجب ان تتوافر في المؤذن عدة شروط أساسية. وقد بَيَّنَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن المؤذن مؤتَمَن؛ إذ يأتَمِنُه الناس على مواقيت صلاتهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ» أخرجه الإمامان: الترمذي وأبو داود في "السنن".

نظرًا لهذه المكانة العالِيَة للأذان فقد اشترط الفقهاء لصحة الأذان شروطًا يجب توافرها فيمن يقوم بأداء هذه الشعيرة العظيمة لجماعة المسلمين في المسجد وهي تنقسم إلى قسمين: شروط صحة وشروط كمال. وفقًا لما ورد في المذاهب الفقهية، يمكن حصر الشروط الأساسية في الآتي:

شروط واجب توافرها لصحة الأذان

الإسلام: فلا يصح الأذان من غير المسلم.

العقل: يجب أن يكون المؤذن عاقلًا، فلا يصح من المجنون أو السكير أو غير المميز.

التمييز: فلا يصح من طفل غير مميز.

الذكورة: شرط عند جمهور المالكية والشافعية والحنابلة، أما الحنفية فيعتبرونه وصف كمال لا شرط صحة.

العلم بمواقيت الصلاة: ليؤذن في الوقت الصحيح، ويمكن الاستعانة بالوسائل الحديثة مثل التطبيقات الفلكية.

شروط كمال مستحبة لتفضيل المؤذن

العدالة:  أن يكون معروفًا بالتقوى والأمانة.

حسن الصوت: ليكون نداؤه مؤثرًا وجاذبًا للناس.

الطهارة: من الحدثين الأصغر والأكبر (مستحب عند كثير من الفقهاء).

ألا يؤذن بغير إذن المؤذن الراتب: إذا كان هناك مؤذن راتب في المسجد.

فالشروط الأساسية (شروط الصحة) خمسة، أما شروط الكمال فهي مستحبة وليست واجبة لصحة الأذان.

والله سبحانه وتعالى أعلم.