في مِثْلِ هذا اليومِ –الخامسِ والعشرِينَ منْ ينايرَ عامَ 1951م، المُوافِقِ الثَّامنَ عَشَرَ منْ ربيعٍ الآخِرِ سنةَ 1370هـ- وُلِدَ الأستاذُ الدُّكتور حسن أحمد محمد جبر، بقريةِ المناحريت، التَّابعةِ لمركزِ ديرب نجم، بمُحافَظةِ الشَّرقيَّةِ.
نَشَأَ فضيلتُه نشأةً دينيَّةً، فحفظَ القرآنَ في سنٍّ صغيرةٍ، وعندَما كانَ في الثَّانيةَ عشْرةَ منْ عُمُرِه أقامَ الأزهرُ الشَّريفُ مسابقةً للالتحاقِ بالمرحلةِ الإعداديَّةِ، فاجتازَ المُسابقةَ والتحقَ بمعهدِ الزَّقازيقِ الدِّينيِّ الإعداديِّ الأزهريِّ، وكانَتْ مدَّةُ الدِّراسةِ في هذه المرحلةِ أربعَ سنواتٍ، فحصلَ على شهادةِ الإعداديَّةِ عامَ 1967م، وأكملَ المرحلةَ الثَّانويَّةَ بالمعهدِ نفسِه، وكانَتْ مدَّتُها حينَئذٍ أربعَ سنواتٍ أيضًا، فحصلَ على شهادةِ الثَّانويَّةِ عامَ 1971م.
يسافرُ بعدَها فضيلةُ الأستاذِ الدُّكتور حسن جبر إلى القاهرةِ؛ حيثُ التحقَ بجامعةِ الأزهرِ، واختارَ أنْ يطلبَ العِلمَ في كُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ، ويتخصَّصُ في التَّفسيرِ والحديثِ معًا، وحصلَ فضيلتُه على اللِّيسانس بتقديرِ جيِّدٍ جدًّا معَ مرتبةِ الشَّرفِ عامَ 1975م.
عُيِّنَ فضيلتُه مُعيدًا في قسمِ التَّفسيرِ وعلومِ القرآنِ بكُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ، وأكملَ فضيلتُه الدِّراساتِ العُليا بالكُلِّيَّةِ؛ وفي عامِ 1980م استطاعَ فضيلتُه أنْ يحصلَ على الماجستير في التَّفسيرِ بتقديرِ مُمتازٍ عنْ رسالةِ: «الاستئذانُ في القرآنِ الكريمِ» وهي دراسةٌ موضوعيَّةٌ لما جاءَ في القرآنِ الكريمِ في الاستئذانِ، وما يرتبطُ به منْ آدابٍ وأحكامٍ، فُرُقِّيَ فضيلتُه إلى مُدرِّسٍ مُساعدٍ بقسمِ التَّفسيرِ.
وفي عامِ 1984م نالَ فضيلتُه درجةَ الدُّكتوراه معَ مرتبةِ الشَّرفِ الأولى في التَّفسيرِ وعُلومِ القرآنِ، وكانَتْ رسالتُه في تحقيقِ التُّراثِ، وعُنوانُها: «نظمُ الدُّررْ في تناسُبِ الآياتِ والسُّورْ، للإمامِ البقاعيِّ، تحقيقُ ودراسةُ سورتَيْ: آلِ عمرانَ والنِّساءِ»، فأصبحَ فضيلتُه مُدرِّسًا بقسمِ التَّفسيرِ، ثمَّ واصلَ فضيلتُه نشاطَه العِلميِّ إلى أنْ أصبحَ أستاذً مُساعدًا، ثمَّ أستاذًا بقسمِ التَّفسيرِ وعُلومِ القرآنِ بكُلِّيَّةِ أصولِ الدِّينِ بجامعةِ الأزهرِ بالقاهرةِ، وظلَّ يعملُ في الكُلِّيَّةِ إلى أنْ وَصَلَ إلى سنِّ التَّقاعُدِ، فأصبحَ أستاذًا مُتفرِّغًا في القِسمِ نفسِه.
وتقديرًا لمكانةِ فضيلةِ الأستاذِ الدُّكتور حسن جبر اختِيرَ لعضويَّةِ هيئةِ كبارِ العلماءِ، فأصبحَ عُضوًا في الهيئةِ بقرارِ رئيسِ الجمهوريَّةِ رَقْمِ (108) لسنةِ 2020م، الصَّادرِ في الثَّالثِ منْ رجبٍ سنةَ 1441هـ، المُوافِقِ السَّابعَ والعشرِينَ منْ فبرايرَ عامَ 2020م.
هذا وقدْ أثرى فضيلةُ الأستاذِ الدُّكتور حسن جبر المكتبةَ الإسلاميَّةَ بكثيرٍ مِنَ المُؤلَّفاتِ والأبحاثِ القِيمةِ، ومنْها: «الفرقانْ في بيانِ النَّسخِ في القرآنْ»، «الهدايهْ في آدابِ التِّلاوهْ»، «ائتلافْ مُوهِمِ التَّناقُضِ والاختلافْ في القرآنِ الكريمِ»، «كتابةُ القرآنِ الكريمِ ورسمِ المصحفِ»، «ترجمةُ القرآنِ الكريمِ»، «آياتُ الرِّبا في القرآنِ الكريمِ: دراسةٌ تحليليَّةٌ»، «الأحكامُ المُتعلِّقةُ بآياتِ الرِّبا في القرآنِ الكريمِ: دراسةٌ موضوعيَّةٌ»، «أقباسٌ منْ حياةِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في العهدِ المدنيِّ في ضوءِ الكتابِ والسُّنَّةِ»، «ما قِيلَ في تكرُّرِ النُّزولِ، وتحقيقُ القولِ في ذلك»، وغيرُها.
سبعونَ عامًا، بلْ تزيدُ أربعةً، ولا يزالُ فضيلتُه خادمًا للعلمِ بينَ: مشروعٍ علميٍّ يُقوِّمُه، أوْ بحثٍ عِلميِّ يُقيِّمُه، أو دَرْسٍ يُقدِّمُه. فحفظَ اللهُ فضيلته، وبارَكَ في عُمُرِه وعلمِه، وجزاه عنِ العلمِ وطُلَّابِه خيرًا.
واللهَ نسألُ أنْ يمدَّ في عُمُرِه، ويرزقَه الصِّحَّةَ والعافيةَ والعملَ الصَّالحَ
اترك تعليق