الآن .. لم يعد خافياً على الصغير قبل الكبير حجم المؤامرة التى تتعرض لها مصر، والتى سوف تزداد وتقوى بعد ما حدث فى كل من فلسطين وليبيا والسودان واليمن وسوريا ولبنان وإيران، فالمتآمرون على مصر يرون المسرح الآن أكثر استعداداً للانقضاض عليها، والتفرغ لتنفيذ المؤامرة تلو الأخرى لمحاولة زعزعة الاستقرار فيها وشق الصف بين المصريين بكل فئاتهم وأعمارهم حتى يتسنى تنفيذ مخططهم الأزلى والتحكم فى منطقة الشرق الأوسط بكاملها وتحقيق حلم التوسع الاسرائيلى من النيل إلى الفرات، ولن يتحقق لهم ذلك إلا باسقاط الدولة المصرية وتقسيمها إلى دويلات مثلما حدث ويحدث وسيحدث فى دول عربية شقيقة.
هم يعلمون جيداً أن هذا المخطط الشيطانى لكى يتحقق لابد له من خطوة أولى وهى بث الفرقة بين المصريين سواء باستخدام الشائعات والتشكيك فى كل انجاز يحدث على أرض مصر، أو بث روح اليأس والإحباط فى نفوس المصريين حتى لا تكون لديهم الرغبة والإرادة فى دفع الخطر عن وطنهم، أو نشر حالة من عدم الثقة بين المواطنين والدولة من خلال اللعب على ملف زيادة الأسعار وهى ناحية اقتصادية تعانى منها كل الأسر فى العالم كله وليس فى مصر فقط.
ولعل الرسائل شبه اليومية التى يبعث بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى المصريين تستهدف توعية كل فرد من المصريين بالخطر الذى يحيط بهم وبالمؤامرات التى يخطط لها ويحاول تنفيذها أعداء مصر، وأن يظل المصريون دوماً على حذر وفى حالة يقظة تامة ودائمة لما يحاك بهم ، مع عدم التهاون بأى خبر ينشر على مواقع التواصل الاجتماعى يستهدف عزيمة المصريين ويشكك فى اى خطوة تتخذها الحكومة فى سبيل تحسين حياة الناس، وعدم ترديد ما يجدونه على الفيس بوك أو بقية وسائل التواصل الاجتماعى ولو على سبيل السخرية والفكاهة.
فما يحدث من حولنا بمنطقة الشرق الأوسط من تطورات وتغييرات سريعة ومتلاحقة يستوجب اليقظة والحذر والمتابعة والتحليل وقراءة المشهد جيداً وتحليل الأحداث وربطها ببعضها للخروج بنتائج تفسر لنا الكثير مما يحدث فى هذه المنطقة الملتهبة ، وبمعنى أوضح وأكثر مباشرة أنه يجب أن نكون فى حالة انتباه دائمة.
أعداء مصر يرونها أغلى وأهم وأكبر غنيمة، وفريسة يريدون التهامها وتقسيمها، ولن يمنعهم عن ذلك سوى وعى ووحدة المصريين وترابطهم واصطفافهم الوطنى، مع فهمهم لحقيقة ما يحدث واستيعاب واستشعار الخطر الذى يتهددهم، وأعتقد أن المصريين الآن اصبحوا على درجة كبيرة من الوعى تمكنهم من فرز الغث من السمين واكتشاف الحقيقة من الشائعة ، واصبحوا أكثر حرصاً وخوفاً على وطنهم.
إن الأطفال الصغار أصبحوا يتساءلون: ما الذى حدث فى سوريا ولماذا حدث واين الجيش السورى للدفاع عن بلده ولماذا ظهر أصحاب اللحى فجأة فى الدولة السورية ولماذا اطمأنت إليهم الولايات المتحدة واسرائيل وما معنى التصريحات الصادرة هؤلاء المتواجدين فى القصور الرئاسية السورية والتى ترى أن اسرائيل لها كل الحق فى احتلال أجزاء من الاراضى السورية وأنهم يتفهمون مخاوف اسرائيل ومستعدون للتعاون معها فى سبيل طمانتها على أمنها وسلامة شعبها.
هؤلاء الاطفال يتابعون وسائل التواصل على مدار الساعة ويجدون أمامهم فيديوهات ومقاطع على تطبيق تيك توك تنقل لهم قصصاً على خلاف الحقيقة وتبث فى عقولهم خرافات لا علاقة لها بقيمنا الدينية وثوابتنا الوطنية ، ولذلك يبحثون عن إجابات لكل تساؤلاتهمن وهنا تأتى اهمية تسلح والديهم بدرجة عالية من الوعى بحيث يشرحون لهم الحقائق من التاريخ والواقع وربطه بخطط الاعداء المستقبلية حتى يكونوا على دراية بالحقائق فلا يؤثر فيهم مقطع فيديو هنا ولا شائعة هناك تبثها أجهزة استخبارات دول تستهدف عقول أبناء مصر من الشباب والاطفال والنساء والشيوخ.
يجب ان نشرح لأبنائنا لماذا انهار الجيش السورى فى أيام معدودة على الرغم من امتلاكه أحدث الأسلحة من غواصات وفرقاطات ودبابات وطائرات مقاتلة ومنها الطائرة الروسية (ميج 29) الأحدث فى جيلها، ونشرح لهم لماذا تحرص مصر على دعم الجيوش الوطنية للدول الشقيقة، ولماذا يأتى هذا التوجه كاحد الثوابت الاستراتيجية للدولة المصرية التى ترى انه يجب الا تكون هناك قوات مسلحة فى أية دولة بخلاف القوات المسلحة الرسمية للدولة.
ومن هنا نحمد الله أن لدينا اقوى جيش فى منطقة الشرق الأوسط، صاحب أرسخ عقيدة قتالية، وأشد عزيمة وإرادة بالحفاظ على هذا الوطن وحمايته، ومطمئنون بان الله سبحانه وتعالى هو الحافظ لمصر على مر الزمان ،وأنه سبحانه وتعالى لم يكن ليتجلى على أرضها الطيبة الطاهرة ويتركها تقع فريسة فى أيدى شياطين الإنس وخونة الأوطان، وأن مصر محفوظة بعد حفظ الله سبحانه وتعالى بجيشها الذى اشاد به رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام عندما قال لسيدنا عمرو بن العاص "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فإنهم خير أجناد الأرض،لأنهم وأهليهم فى رباط إلى يوم القيامة".
وهنا تأتى الرسالة المهمة من حديث الرسول الكريم ، فلم يكتف صلى الله عليه وسلم بقوله إنهم خير اجناد الأرض ولكنه ربط كونهم خير اجناد الأرض بكونهم فى رباط واهليهم إلى يوم القيامةن وفى ذلك إشارة نبوية شريفة إلى أنه مهما حاول الأعداء شق الصف بين القوات المسلحة المصرية وأبناء الشعب فلن تفلح محاولاتهم ، لأن رسولنا الكريم بشرنا بأنه لن يحدث انقسام ولا فقد ثقة بين المصريين وقواتهم المسلحة التى يبذل ابناؤها الغالى والنفيس ويقدمون أرواحهم ثمنا لحماية وطنهم من أى اعتداء خارجى ، فانطبقت عليهم الآية الكريمة "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً" صدق الله العظيم.
فالقوات المسلحة المصرية هى صمام الأمان وحامى حمى الوطن مهما زادت التحديات وتكالب الخونة والأعداء علينا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصبحنا على موعد مع الفيلم السنوى الذى يعرض فى التوقيت نفسه من كل عام ، وبالسيناريو نفسه والحبكة الدرامية نفسها ، فكلما اقترب شهر يناير يصاب خونة الأوطان من الجماعة الإرهابية ومن عاونها وناصرها ودعمها بالسعار على أمل تكرار ماحدث فى 2011 وتولى مقاليد الامور فى مصر، فعلى الرغم من مرور كل هذه السنين إلا انهم لم يستوعبوا الدرس ولم يتعلموا من اخطائهم واخطاء الآخرين ن ويصرون على اتكاب الحماقات نفسها وبالطريقة نفسها وينتظرون تحقيق نتائج مختلفة.
يجب أن يعلم هؤلاء الخونة أن وعى الشباب والشيوخ والنساء وحتى الأطفال فى مصر الآن يختلف شكلا وموضوعا عنه منذ 13 عاماً، فالأحداث التى مرت بنا خلال السنة السوداء التى حكمت فيها جماعة الظلام مصر وما تلاها من أحداث وتطورات متلاحقة بمنطقة الشرق الأوسط رفعت مستوى الإدراك والوعى والفهم والاستيعاب لدى كل طوائف وفئات وأبناء الشعب المصرى وأصبح من الصعب خداعهم وتغفيلهم وتشكيل وعيهم بما يخالف المنطق والواقع.
يجب أن يعلم هؤلاء الخونة ان ما حدث فى يناير 2011 لن يتكرر، لسبب بسيط هو أن مصر الآن بكل مكوناتها تختلف شكلاً ومضموناً ووعياً عما كانت عليه فى يناير 2011.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خبر مهم جداً نشرته الصحف والمواقع الاليكترونية وتناولته نشرات الأخبار ، وربما مر على الكثيرين مرور الكرام، ولكنه خبر يجب ألا يمر علينا كأى خبر، خاصة فى هذا التوقيت المهم.
الخبر يقول: ((التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة مع رئيس جمهورية تشاد المشير "محمد إدريس ديبي اتنو" في العاصمة نجامينا، حاملاً رسالة له من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تؤكد على أواصر العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين والرغبة فى الارتقاء بالعلاقات الثنائية في كل المجالات.
الوزير عبد العاطى أشار إلى أنه بناء على توجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية، فقد اصطحب خلال زيارته إلى تشاد مجموعة من ممثلي أبرز شركات القطاع العام والخاص المصري، في ضوء التكليفات الرئاسية بدعم تشاد والمساهمة فى نهضتها التنموية، وأوضح إمكانية قيام الشركات المصرية بمساعدة تشاد فى بناء السدود وحفر الآبار لحصد مياه الأمطار، واستخدامها لاحقاً في المناطق الصحراوية النائية. كما ثمن مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها بين الجانبين لتنفيذ مشروع طريق الربط البري بين مصر وتشاد، مؤكداً على أهمية تنفيذ هذا المشروع في أقرب وقت ممكن، والذي سيعد شرياناً للتنمية بين مصر وتشاد، وسيحول تشاد إلى مركز تجارى هام يربط بين البحر المتوسط وخليج غينيا.
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مؤكداً على أهمية التعاون الثنائي في مواجهة ظاهرة الإرهاب التي تستهدف زعزعة استقرار الدول الأفريقية، وتناول اللقاء المستجدات على الساحة السودانية والجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية للأزمة تفضي إلى إنهاء الصراع، مع أهمية تكثيف التشاور على ضوء تأثير التطورات في السودان بشكل مباشر على مصر وتشاد)).
هذا الخبر يحمل فى محتواه الكثير من المعانى والرسائل، فمن يجيد قراءة الخرائط يعرف جيداً أهمية هذا الخبر وتوقيته فى ظل إطلاق سراح عشرات الألوف من المعتقلين المتطرفين من السجون السورية على ايدى من يملكون زمام الأمور هناك ، وفى ظل المؤامرات التى تحاك ضد مصر فلا يستبعد استخدام هؤلاء المطلق سراحهم فى تهديد امن مصر من خلال نشرهم على اراضى ليبيا والسودان المجاورتين لمصر غربا وجنوبا من خلال أراضى تشاد المجاورة أيضاً لكل من ليبيا والسودان بهدف إحداث نوع من التوتر والقلاقل وتشتيت الانتباه وتهديد الامن القومى المصرى ن ومن هنا تأتى اهمية رسالة الرئيس السيسى لرئيس تشاد وتوقيتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعل المتابع لما يحدث على أرض الواقع فى مصر خلال السنوات الاخيرة لن يخونه التفسير بأن الدولة المصرية تسير بحطى ثابتة على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتى من كل شئ تحسبا لاشتعال الأوضاع فجاة على مسرح الأحداث فى الشرق الأوسط ، وفى الوقت نفسه تسعى الدولة جاهدة لإحياء الصناعات الاستراتيجية الوطنية التى كانت تحقق لنا ايضاً الاكتفاء الذاتى من منتجاتها.
ففى شهر مايو الماضى أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء افتتاح موسم الحصاد بمشروع مستقبل مصر الزراعي عن أنه جارى العمل على إضافة 4.5 مليون فدان بحلول عام 2027، من بينهم مليونا فدان العام المقبل 2025، وبحجم ما بين 3 أو 4 محافظات كبار، وإذا علمنا أن مساحة مصر الزراعية الحالية تبلغ 8.9 مليون فدان فإن ذلك يعنى أنه سيتم إضافة نصف مساحة مصر الزراعية الحالية تقريباً إلى الرقعة الزراعية المصرية خلال عامين فقط، وهذا معناه أن الدولة تسابق الزمن لتحقيق الأمن الغذائى للمواطنين الذين يتزايد عددهم كل عام.
ومنذ أسابيع قليلة افتتح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء يرافقه المهندس محمد شيمى وزير قطاع الأعمال النشط خط انتاج الأتوبيسات بشركة النصر لصناعة السيارات ، مع وعد ببدء انتاج السيارات الملاكى بالشركة نفسها ليعيدا إلى الأذهان الدور الوطنى الكبير لهذه الشركة فى تصنيع السيارات نصر سواء أكانت ملاكى أو سيارات نقل.
وأمس فقط قام الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بجولته تفقدية فى مجموعة من المصانع التابعة لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، والتي شهدت أعمال تأهيل ورفع كفاءة، رئيس الوزراء أعرب عن سعادته بتقدم الأعمال في المشروع العملاق الذي تتبناه الدولة المصرية، وهو إعادة إحياء صناعة الغزل والنسيج والصباغة والمنتجات المعتمدة على القطن المصرى، وقال رئيس الوزراء إنه كان قد زار هذه المصانع فى شهر فبراير 2023 وتم وقتها تقديم العرض المقترح لتطوير هذا الصرح العملاق.
رئيس الوزراء قال إن المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج يتم تنفيذه على 3 مراحل، تشمل المرحلة الأولى والتى انتهت بالفعل وبدأت عمليات التشغيل: مصنع غزل 4، ومصنع غزل 1، ومصنع تحضير النسيج 1، ومحطة توليد الكهرباء، وتشمل المرحلة الثانية عددًا من المصانع بالمحلة الكبرى وغيرها بالمدن الأخرى (كفر الدوار، ودمياط، والمنصورة، والمنيا، وحلوان) وأكد أنه من المقرر الانتهاء من المرحلة الثانية منتصف عام 2025، وأنه يتوقع الانتهاء من المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج بنهاية عام 2025 أو بداية عام 2026 على الأكثر.
رئيس الوزراء أشار إلى أن التكلفة الإجمالية لتنفيذ مراحل التطوير الثلاث تتعدى الـ 56 مليار جنيه، منها 22 ملياراً تتعلق بتكلفة المنشآت بالإضافة إلى 640 مليون يورو تكلفة الماكينات والمعدات، وأكد رئيس الوزراء أن الدولة المصرية تعمل على إحياء أصولها الكبيرة، والتي ترى أن هناك جدوى حقيقية من إعادة إحيائها وتطويرها، قائلًا: لم تدخر الدولة المصرية جهدًا أو مالًا في توفير كل الإمكانيات للنهوض بتلك الصناعة مرة أخرى وبقوة.
الآن .. هل وصلت الرسالة لكل مصرى؟ وعرف ما الذى تخطط له الدولة المصرية وكيف تتحرك للحفاظ على أمنها القومى بمفهومه الشامل ؟
حفظ الله مصر وشعبها وبارك خطوات رئيسها الوطنى المخلص الأمين، الذى يواصل الليل بالنهار للحفاظ على أرضها وشعبها ومقدراتها من طمع الطامعين وخيانة الخائنين وغدر الغادرين.
[email protected]
اترك تعليق