يُعرف الربا شرعًا بأنه منفعة زائدة على أصل المال لا يقابلها عوضٌ مشروعٌ وهو محرم ومن أكبر الكبائر في شريعة الإسلام.
أنواع الربا فى الإسلام
اجمع العلماء على أن للربا نوعان هما ربا الفضل وربا النسيئة،ويُقصد بربا الفضل:بيع الشيئين من جنس واحد بزيادة في أحدهما يسمى ربا الفضل، جنيه بجنيهين، درهم بدرهمين، صاع رز بصاعين؛أما ربا النسيئة فهو درهم بدرهم إلى أجل دون قبضه أى آجل غير معلوم وقته.
وأصل باب الربا كما أوضح الدكتور محمد عبد السميع_أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية_ما أخذه العلماء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تَبيعوا الذَّهَبَ بالذَّهَبِ، إلَّا مِثلًا بمِثلٍ، لا تُشِفُّوا بعضَها على بعضٍ، ولا تَبيعوا الوَرِقَ بالوَرِقِ إلَّا مِثلًا بمِثلٍ، لا يُشَفُّ بعضُها على بعضٍ، ولا تَبيعوا غائبًا بناجِزٍ".
فيما لفت الدكتور هاني تمام_أستاذ الفقه بجامعة الأزهر_إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر معنى الربا العمومي والشمولي حتى أن بعض الصحابة عقب وفاته صلى الله عليه وسلم تمنوا لو كان الرسول عليه السلام كان قد فسر معنى الربا.
وأشار إلى أن بعض المسائل الخاصة بالربى لم يفسرها النبي عليه الصلاة والسلام وأوقعت خلافا بين الصحابة أنفسهم وانتقل هذا الخلاف للعلماء كالحديد أبو حنيفة أوقع فيه الربا،قائلا أن العلة هنا الوزنية استنادا لحديث النبي الذهب بالذهب فيما اختلف معه الإمام الشافعي قائلا أن بيع الحديد بالحديد ليس ربا مستندا على ذات الحديث معللا ذلك أن العلى التى كان يقصدها النبي عليه السلام من هذا الحديث الطعام والحديد ليس من الطعام.
لماذا حرّم الله تعالى الربا؟
بينت الإفتاء المصرية أن الله تعالى حرَّم الربا لأسباب متعددة منها: أنه يقضي على روح التعاون بين الناس، ويولِّد فيهم الأحقاد والعداوات، ويؤدِّي إلى وجود طبقة من الجشعين الذين قست قلوبهم في الأمة والذين تكثر الأموال في أيديهم دون جهد منهم، بل إن التعامل بالربا في عصرنا الحديث أدّى إلى استعمار بعض الدول الغنية لبعض الدول الفقيرة.
أدلة تحريم الربا من القرآن والسُنّة
جاء فى قوله تعالى:"وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ".
كذلك قوله تعالى:"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةًط،وقوله أيضا جل شأنه:"الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا".
أما الدليل من السُنّة ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الـمُوبِقَاتِ»، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الـمُحْصَنَاتِ الـمُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَت».
وفي "الصحيحين" أيضًا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ".
اترك تعليق