هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نعيش ونفتكر

زوزو حمدي الحكيم.. الصوت الرقيق المميز والطيبة المتناهية والثقافة الرفيعة وملهمة الشعراء
زوزو حمدى الحكيم
زوزو حمدى الحكيم

تُعد زوزو حمدى الحكيم واحدة من الأسماء اللامعة في تاريخ الفن المصري، وقد اسعدني الحظ بلقائها فى بدايات مشواري الصحفي فى الحقل الفني ، ولا أنكر انني كنت ذاهب اليها وداخلي بعض القلق من مقابلة شخصية تبدو امام الكاميرا بهذا الجبروت وتلك الجدية والصرامة ، ولكني فوجئت بأطيب انسان يمكن ان تقابله فى حياتك ، وبرقة ونعومة فى الصوت وحفاوة وكرم فى المشاعر لا حد له ، وكان من اجمل اللقاءات الصحفية التى لا تنسي فى حياتي .


تركت زوزو حمدى الحكيم بصمة واضحة في مجالات المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون. وُلدت يوم ٨ نوفمبر عام 1912 في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية، في أسرة مثقفة، حيث كان والدها يشجعها على التعليم. تخرجت من المعهد العالي للتمثيل عام 1934، لتبدأ مسيرتها الفنية التي ستعبر عنها بكل إبداع وشغف.

 

تزوجت زوزو في البداية من الصحفي محمد التابعي، لكن هذا الزواج لم يستمر طويلاً. بعد ذلك، تزوجت مرة أخرى. انطلقت في عالم المسرح، حيث عملت مع عمالقة الفن مثل فاطمة رشدي، وشاركت في مسرحيات شهيرة مثل "النسر الصغير" و"الملك لير". لم تقتصر موهبتها على المسرح فحسب، بل برزت أيضاً في عالم الإذاعة من خلال دور الأم في مسلسل "العسل المر"، وكذلك في التلفزيون من خلال أعمال مثل "مذكرات زوج" و"أفواه وأرانب".

 

خلال مسيرتها، قدمت زوزو العديد من الشخصيات القوية، حيث كانت تُجسد دور المرأة ذات الإرادة الحديدية. ولعل من أبرز محطاتها السينمائية فيلم "ريا وسكينة" الذي يعد من أشهر أدوارها، حيث قدمت شخصية سكينة بمهارة كبيرة. كما تعاونت مع المخرج شادي عبد السلام في فيلم "المومياء"، الذي يُعتبر علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية.

على الرغم من انشغالها بالفن، لم تنس زوزو دورها كمربية. خلال فترة الستينات، انتقلت إلى الكويت وأسهمت في تأسيس المسرح هناك، مما يعكس شغفها بنقل ثقافة الفن وتعليمه للأجيال الجديدة.

زوزو لم تكن مجرد فنانة، بل كانت مثقفة حقيقية. كانت تحرص على القراءة والمشاركة في الندوات الثقافية. وقد تركت بصمة في حياة العديد من الأدباء والشعراء.

على الرغم من التحديات التي واجهتها في حياتها الشخصية، بما في ذلك الطلاق، إلا أنها استمرت في تحقيق طموحاتها. تزوجت عدة مرات، لكنها استمرت في تقديم فنها وإلهام الآخرين.

توفيت زوزو حمدي الحكيم في 18 مايو 2003، تاركة وراءها إرثًا فنيًا وثقافيًا لا يُنسى. لقد كانت تمثل قمة الفنون النسائية في مصر، وما زالت تُعتبر مثالاً يُحتذى به للأجيال القادمة من الفنانات.


مع كل هذه المحطات والنجاحات، تظل زوزو حمدي الحكيم رمزًا للإبداع والتحدي في تاريخ الفن المصري.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق