هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

 من القصص الإسلامي

"وامعتصماه".. صرخة امرأة تفتح عمورية

"عمورية" هي مدينة حصينة في الأناضول تقع جنوبي غربي مدينة أنقرة. وتسمي اليوم "سيفلي حصار" وكانت موقعة "عمورية" في رمضان سنة 223» ردًا علي غزو ملك الروم "تيوفيل" حصن "زبطرة" - قرب مدينة مالطية - أثناء انشغال الخليفة المعتصم وجيشه برد فتنة "بابك الخرمي" وأصحابه ببلاد فارس. وكان "بابك الخرمي" قد أعلن التمرد والخروج علي حكم بني العباس. في زمن المأمون. وامتدت فتنته 20 عامًا. لم يستطع خلالها الخلفاء العباسيون رده ولا صده.


وكان من جراء ذلك أن دخل ملك الروم حصن "زبطرة" وقتل خيرة أهلها. واسترق الباقي. وأخذ في الأسر ألف امرأة من المسلمات. وفي هذه الحادثة أن امرأة من المسلمات الهاشميات صرخت مستغيثة لما أخذت في الأسر "وااامعتصماه. "

فلما بلغ المعتصم ذلك استعظمه وكبر لديه حيث بلغه أن امرأة هاشمية صاحت. وهي أسيرة في أيدي الروم: وامعتصماه! فأجابها وهو جالس علي سريره: لبيك لبيك! ونهض من ساعته. وصاح في قصره: النفير النفير. ثم ركب دابته... وجمع العساكر. فجلس في دار العامة. وأحضر قاضي بغداد وهوعبد الرحمن بن إسحاق. وشعبة بن سهل. ومعهما 328 رجلاً من أهل العدالة. فأشهدهم علي ما وقف من الضياع. فجعل ثلثًا لولده. وثلثًا لله تعالي. وثلثًا لمواليه".

وقيل إن "المعتصم" لما أراد الخروج حذره المنجمون من الخروج وإنّ ذلك طالع نحس. وإنه يهزم ويكسر. فلم يلتفت لتخرصاتهم. وعزم علي الخروج وغزو الروم» فأظفره الله عليهم  وقد خرج المعتصم علي رأس جيش عظيم. قيل كان جيشه يتكون من 200 ألف مقاتل. وقيل كان في 500 ألف مقاتل. وعندما وصل الجيش الإسلامي بلاد الروم أقام علي نهر اللامس - الحد الفاصل بين الخلافة العباسية والدولة البيزنطية. والذي علي ضفتيه كانت تتم مبادلة الأسري.

وقام المعتصم بتقسيم جيشه لعدة فرق. جعل علي كل واحدة منها قائدًا من خيرة قواده. ثم أمر قواده بغزو بلاد الروم من ثلاث جهات. وسير أمامه قائده "الأفشين" لكي يفتح الطريق أمام الجيش. وأمره بالاتجاه إلي أنقرة ففتحها المسلمون. ثم اجتمعت كل العساكر بقيادة "المعتصم" عند عموريّة. وتحصن أهلها بالأبراج. وجعل المعتصم كل قائد من قواده علي ناحية من أبراج المدينة. وجعل المسلمون يرمونهم بالمنجنيق. والروم يردون عليهم الضرب. والروم في منعة شديدة داخل أبراج المدينة.. ودار قتال شديد انتصر فيه المسلمون بالنهاية. ودخلوا عمورية لست ليال بقين من شهر رمضان. وتم قتل نفر كثير من أهل الروم المحاربين. كان علي رأسهم قائدهم "ياطس".

وسقطت عمورية بعد معركة طويلة صعبة استخدمت فيها أدوات الحصار الضخمة الكبيرة بعد حصار دام خمسة وخمسين يومًا.. وجاء في خبر هذه الموقعة أن المعتصم قتل قرابة 30 ألفًا من الروم. وأسر 30 ألفًا. وسار عائدًا إلي "طرسوس" في غنائم كثيرة. 
 
ويقال بعدها أحضر المعتصم الأعربي الذي أبلغه باستغاثة المرأة المسلمة. وطلب منه أن يأخذه إلي مكانها. ولما وصل إليها قال لها: هل لبي المعتصم نداءك. وملكها سيدها. والرجل الذي لطمها. وعادت حرة كما كانت بفضل المعتصم. وكان نداء هذه المرأة هو السبب في فتح عمورية.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق