تمسك الإنسان بحقه واسترداده ليس ظلمًا .. ولكن التسامح والعفو أفضل
لا مانع من تأدية هذه الصلوات وقت الكراهة
هكذا يشعر الميت بمرور الوقت
نعم .. يجوز الصلح مقابل مبلغ مالي
ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها د. أحمد وسام أمين الفتوي بالدار.
* أنا في فترة المراهقة. وأفعل الذنب وأتوب ثم أكرره وأعود إليه.. فكيف أتوب من ذنب أفعله باستمرار؟
** من يتوب ثم يعود لارتكاب نفس الذنب يجب عليه البحث عن الأسباب التي تجعله يقع في هذا الذنب ومحاولة تجنبه. فمثلاً. إذا كان الذنب يتكرر عند فتح روابط معينة أو الذهاب إلي أماكن محددة. فيجب عليه إغلاق هذه الطرق التي تؤدي إلي المعصية.
فالله- سبحانه وتعالي- يقبل التوبة. ولكن يجب أن تكون التوبة صادقة وعزيمة حقيقية من القلب علي عدم العودة إلي الذنب. يقول تعالي في القرآن الكريم: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَي أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا "سورة الزمر: 53". لذا. لا ينبغي لنا أن نقنط من رحمة الله. بل علينا أن نتوب مهما كثرت الذنوب ومهما عظمت. وسنجد الله سبحانه وتعالي يقبل توبتنا بصدق وإخلاص.
وفيما يخص فترة المراهقة. فهذه الفترة قد تكون مليئة بالاضطرابات رغم جمال مشاعر الشخص. وإذا كان الشخص يشعر بالذنب ويعبر بصدق عن رغبته في التوبة النصوح وعدم العودة إلي الذنب. فهذا يدل علي صدق نيته. ومع ذلك. قد تجعل الظروف المحيطة الشخص يضعف في بعض الأحيان. لذا يجب أن يتحلي بالصبر ويسعي لتجنب المعصية وممارسة مجاهدة النفس. وهي تدريب النفس علي البعد عن المعصية. لحديث النبي صلي الله عليه وسلم: رجعنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر. فسأله الصحابة: وما الجهاد الأكبر؟. فقال: مجاهدة النفس.
* هل أسامح من ظلمني أم آخذ حقي منه؟
** عدم مسامحة الشخص الذي أساء أو ظلم ليس ذنبًا بحد ذاته. ولكنه يشير إلي درجات مختلفة من الفضل عند الله.. أي ليس من الضروري أن يشعر الشخص بالذنب إذا لم يكن قادرًا علي مسامحة من أساء إليه أو ظلَمه. ولكن هناك درجات أعلي من الفضل عند الله سبحانه وتعالي لمن يسامح ويعفو. رغم أن تمسك الإنسان بحقه واسترداده ليس ظلمًا. ولكنه قد يكون أقل درجة من الفضل الذي يناله من يعفو ويسامح.
والله تعالي يقول في القرآن الكريم: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَي- "سورة النور: 22". وهو يشير إلي أن الفضل والكرم أعلي درجة من التمسك بالحقوق فقط. وهذه الآية نزلت في سياق حادثة الإفك. حيث كان سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يمد قريبًا له بمرتب شهري. وعندما انتشرت الشائعات عن ابنته السيدة عائشة رضي الله عنها. قطع سيدنا أبو بكر المساعدة المالية. ورغم أنه لم يكن عليه إثم. إلا أن الله سبحانه وتعالي يوصي بالعفو والفضل.
ومسامحة الآخرين والعفو عنهم هي درجة عالية من الفضل عند الله. في حين أن التمسك بالحقوق هو أمر مشروع ومسموح به. فإن العفو والتسامح يرفعان الإنسان إلي درجات أعلي من الأجر والمغفرة. فالله سبحانه وتعالي يقول في نهاية الآية: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ "سورة النور: 22". مما يدل علي أن العفو والتسامح قد يكون سببًا لمغفرة الله ورحمته.
* من استيقظ قبل الشروق بقليل.. هل يبدأ بالفجر أم السنة؟.. وما هي أوقات الكراهة بعد صلاة الفجر؟
** أصلي. وياريت لو توضأت بسرعة. وأدركت تكبيرة الإحرام قبل ميعاد الشروق فهكذا أكون أدركت الصبح حاضرا.. أما لو تكبيرة الإحرام كانت بعد دخول موعد الشروق فهكذا أكون صليت الصبح قضاء. لكن في الحالتين سأصلي ولن أنتظر حتي مشرق الشمس وارتفاعها قدر رمح. فهذا خاص بوقت الكراهة. خاصة بالنافلة المطلقة أو النافلة التي لها سبب ولكن هذا السبب بعدها مثل صلاة الاستخارة وصلاة الحاجة. فسبب صلاة الاستخارة لكي أدعي ربنا. وبالتالي أقدم الصلاة للدعاء بعدها. ويدخل في الكراهة. ونفس الأمر في صلاة الحاجة".
أما صلاة الفريضة لا تدخل في الكراهة ويمكن تأديتها. أو نافلة سببها سابق مثل تحية المسجد أو ركعتي الوضوء لا يدخلوا في الكراهة.
* كيف يشعر الميت بمرور الوقت. وهل يختلف عن إحساسنا بالوقت؟ وهل يشعر بالوقت الطويل إلي يوم القيامة؟ وإذا كانت العملية الزمنية نسبية. كيف تؤثر علي الميت؟ وما الأمور التي يجب علينا الإيمان بها من الشرع بشأن الميت. وما الذي لا نبحث عنه؟
** الحياة بعد الموت هي حالة زمنية تختلف عن الحياة الدنيا. والزمن في البرزخ يعتبر نسبيًا. ويمر بسرعة بالنسبة للميت مقارنة بمروره بالنسبة للأحياء.
وما جاء في الشرع من أحاديث نبوية صحيحة حول الميت. مثل سماعه للسلام الذي يُلقي عليه من الأحياء هو ما نؤمن به. أما التفاصيل الدقيقة حول شعور الميت بالوقت لا تدخل في نطاق تكليفنا. بل ينبغي علي المسلمين التركيز علي الأعمال الصالحة التي تنفع الموتي مثل الصدقة. وتلاوة القرآن. والصلاة النافلة.
والإسلام يوجهنا إلي الاهتمام بالأعمال الصالحة التي يمكن أن تصل إلي الميت وتفيدهم. مثل الأعمال الخيرية والعبادات التي يتم تنفيذها بنية إهداء الثواب للميت.. فمن المهم أن نحرص علي الأعمال التي تنفع الميت بدلًا من الانشغال بالتفاصيل التي لا تأتي بها الشريعة.
* هل يجوز الصلح مقابل مبلغ مالي. كتعويض عن ضرر؟
** مسألة التعويض تتوقف علي طبيعة التلف. إذا أتلف شخص شيئًا مثل فانوس. فإن التعويض يمكن أن يكون إما بقيمة الفانوس نفسه أو شيئًا مشابهًا له. ولكن يمكن أيضًا التوصل إلي تسوية أقل بناءً علي ظروف المعتدي. هذا الوسط هو ما يعبر عنه القرآن الكريم بعبارة 'والصلح خير'. وهو ما يوازن بين تحقيق العدالة الكاملة والفضل الخالص.
والصلح في الفقه الإسلامي يحظي بأهمية كبيرة. حيث يتم تشجيع الأطراف علي التنازل والاتفاق. ما يحافظ علي العلاقات الاجتماعية ويعزز التفاهم بين الناس. فالصلح ليس فقط حلاً وسطًا بين العدالة والفضل. بل هو ما يحفظ العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين الأفراد.
وفيما يتعلق بالخطأ المعنوي. إذا أساء شخص إلي آخر. كالتعرض للسب أو القذف. فإن المتضرر يمكنه المطالبة بتعويض. هذا التعويض في هذه الحالة هو عقوبة تُفرض علي المؤذي وتُصرف للمؤذي لتعويض الأضرار النفسية. والأصل في التعويض هو كونه عقوبة تُحدد من قبل القاضي أو ولي الأمر. والهدف منها هو تعويض الأضرار النفسية التي تعرض لها المتضرر.
اترك تعليق