يقول الخبراء أن السكتة الدماغية هي أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم، حيث يواجه المرضى غالبًا تحديات كبيرة في استعادة وظائفهم واستقلاليتهم. يعتمد مدى الإعاقة على موقع وشدة تلف الدماغ الناجم عن السكتة الدماغية.

وفي تقرير نشره موقع "هندوستان تايمز" قال الدكتور فيجاي باتينا، رئيس مركز Atharv Ability - مركز إعادة التأهيل العصبي في حيدر أباد، "يلعب إعادة التأهيل العصبي الشامل، بما في ذلك العلاج الطبيعي وأساليب إعادة التأهيل متعددة التخصصات المخصصة، دورًا محوريًا في مساعدة المرضى على استعادة الوظائف الحركية، وتقليل الاعتماد على مقدمي الرعاية وتعزيز نوعية حياة المرضى".

يركز إعادة التأهيل العصبي والعلاج الطبيعي بعد السكتة الدماغية على نهج موجه نحو تحقيق نتائج أفضل للمرضى. وأوضح الدكتور فيجاي باتينا، "لقد ثبت أن التعبئة المبكرة، في غضون 48 ساعة من بداية السكتة الدماغية، تعمل على تحسين النتائج بشكل كبير من خلال تشجيع اللدونة العصبية ومنع المضاعفات مثل تجلط الأوردة العميقة والالتهاب الرئوي وقرح الفراش. بالإضافة إلى ذلك، فإن التدريب المتكرر على مهام وأنشطة محددة للحياة اليومية يعزز التعافي الوظيفي لدى الناجين من السكتة الدماغية. لقد مكنت التطورات في التكنولوجيا من اتباع نهج متعدد التخصصات لإعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية. يعد العلاج بمساعدة الروبوتات والواقع الافتراضي والعلاج المائي والتحفيز الكهربائي الوظيفي (FES) من أحدث التطورات التي لوحظت لتسريع إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية واستكمال العلاج الطبيعي ".

وأوضح أن "إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية، بالإضافة إلى التركيز على إعادة التأهيل البدني، تتضمن أيضًا معالجة التحديات العاطفية والنفسية للمرضى ومقدمي الرعاية. غالبًا ما تتضمن جلسات العلاج الطبيعي استراتيجيات تحفيزية وتحديد الأهداف لتحسين الصحة العقلية للمريض وتعزيز ثقته بنفسه. ومع زيادة الوعي بأهمية إعادة التأهيل العصبي الشامل والعلاج الطبيعي في التعافي من السكتة الدماغية، فمن الضروري أن يدافع مقدمو الرعاية والمتخصصون في الرعاية الصحية عن جهود إعادة التأهيل المبكرة والمستمرة لضمان أفضل النتائج الممكنة لمرضى السكتة الدماغية".

كيف يمكن للعلاج الطبيعي أن يعيدك إلى المسار الصحيح

وبخبرتها الواسعة في هذا المجال، كشفت الدكتورة فينايا بهانداري، استشارية طب الأعصاب والعضلات العصبية في مستشفى ومركز أبحاث جاسلوك في مومباي، أن "السكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى تلف محتمل في الدماغ وعواقب تغير الحياة. هناك نوعان رئيسيان: السكتة الدماغية الإقفارية، الناجمة عن انسداد في أحد الأوعية الدموية، والسكتة الدماغية النزفية، والتي تحدث عندما يتمزق أحد الأوعية الدموية. يعد التعرف على العلامات مبكرًا أمرًا حيويًا لتقليل الضرر. عندما يتعلق الأمر بالسكتة الدماغية، فإن كل ثانية مهمة. يمكن للتدخل الطبي الفوري و/أو التدخل العصبي الوعائي أن يقلل بشكل كبير من تأثير السكتة الدماغية ".

وبحسب الدكتورة فينايا بهانداري، فإن الأعراض الرئيسية للسكتة الدماغية تشمل ظهور خدر/وخز أو ضعف مفاجئ، وخاصة في جانب واحد من الجسم، والارتباك، ومشاكل مفاجئة في الرؤية أو التوازن، وصعوبة مفاجئة في البلع وصعوبة في الكلام. وأكدت الدكتورة فينايا بهانداري أن "إعادة التأهيل جزء أساسي من التعافي، ويبدأ بمجرد استقرار حالة المريض. والهدف من إعادة التأهيل هو مساعدة الناجين على استعادة الاستقلال وتحسين نوعية حياتهم. هذه العملية فردية للغاية، اعتمادًا على شدة السكتة الدماغية والمناطق المصابة في الدماغ. وعادة ما تنطوي على نهج متعدد التخصصات، بما في ذلك العلاج الطبيعي لاستعادة الحركة والقوة، والعلاج المهني لإعادة تعلم الأنشطة اليومية وعلاج النطق لمعالجة صعوبات التواصل".

وأكدت الدكتورة فينايا بهانداري أن التعافي من السكتة الدماغية هو رحلة طويلة وليست حلاً سريعًا، وأكدت: "يمكن أن يؤدي إعادة التأهيل المبكر والمستمر إلى تحسينات كبيرة، حتى عندما تبدو عملية التعافي شاقة في البداية. يمكن أن تكون الرحلة عبر إعادة التأهيل صعبة، ولكن بالعزيمة والدعم المناسب، يمكن لضحايا السكتة الدماغية إحراز تقدم ملموس. وكلما بدأت إعادة التأهيل في وقت أقرب، كلما كانت فرص استعادة القدرات المفقودة وتحسين النتائج الإجمالية أفضل. إن فهم أعراض السكتة الدماغية، والسعي للحصول على رعاية طبية فورية والالتزام ببرنامج إعادة تأهيل شامل هي خطوات رئيسية على طريق التعافي، مما يوفر الأمل ونوعية حياة أفضل للناجين"