البطاطس رابع محصول غذائي علي مستوي العالم وتزرع في مصر في ثلاث عروات بإجمالي 560 ألف فدان وتنتج مايقرب من 7 ملايين طن منها مليون طن للتصدير الخارجي وتحتل مصر المركز الخامس عالميا في تصدير البطاطس الطازجة وفي الفترة الأخيرة ارتفعت أسعارها في الاسواق المحليه حتي وصل سعر الكيلو 25 جنيها في بعض المناطق ومن المفارقات الغريبة ان اسعارها تخطت أسعار المانجو في موسمها الحالي.
توقع خبراء زراعة البطاطس أن تهدأ الاسعار مع بداية أكتوبر المقبل نظرا لوجود عروة جديدة في هذا الوقت
قال د. محمود سامي الأستاذ بقسم بحوث البطاطس بمركز البحوث الزراعيه إن البطاطس من أهم محاصيل الخضر في العالم العربي وفي عدد كبير من دول العالم خاصة في الأمريكتين ودول الإتحاد الأوروبي. وتتبع البطاطس العائلة الباذنجانية والتي منها الطماطم والفلفل والباذنجان والحرنكش. وتعرف في العديد من الدول العربية بإسم بطاطا وتم اكتشاف البطاطس في أمريكا الجنوبية بواسطة الأسبان مستكشفي أمريكا الأوائل ومن ثم تم نقلها إلي أوروبا بواسطتهم خلال القرن السادس عشر. ثم انتشرت بعد ذلك بقرنين سريعا في أوروبا الغربية. أصبحت من أهم الأغذية التي يعتمد عليها شعوب هذه المنطقة في معيشتهم.
.أضاف سامي أن تاريخ زراعة البطاطس في مصر يعود لعهد محمد علي. ولكنها لم تنجح بسبب ظهور أعفان التقاوي. وخلال الحرب العالمية الأولي إزدهرت زراعة البطاطس في مصر بسبب إستيراد قيادة الجيش الإنجليزي لتقاوي البطاطس من بريطانيا وتوزيعها علي المزارعين مجانا مقابل توريد طنين إلي أربعة أطنان من المحصول لكل طن من التقاوي التي تسلمها المزارع. مع بيع باقي المحصول للجيش الإنجليزي. ومما ساعد علي إنتشار زراعتها قيام الحكومة بفرض ضرائب علي زراعات الدخان.
أكد د. سامي ان البطاطس تزرع في حوالي مائة دولة حول العالم وترجع أهميتها في مصر والعالم لكونها غذاء متكاملا..كما تعتبر البطاطس رابع محصول غذائي علي مستوي العالم من حيث الأهمية الاقتصادية بعد القمح والذرة والأرز. وذلك لما تحتوية درنات البطاطس من العناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها الجسم من مواد كربوهيدراتية وبروتين ودهون بجانب احتوائها علي ما يحتاجه الجسم من الفوسفور والماغنسيوم والفيتامينات وأهمها فيتامين C , B.
تزرع البطاطس في ثلاث عروات وتبلغ إجمالي المساحة حوالي 560 ألف فدان لتنتج ما يقرب من 7 ملايين طن سنويا يتم تصدير حوالي مليون طن كما حدث في الموسم التصديري للعام الماضي2023 بالإضافة إلي البطاطس المصنعة.
.أضاف خبير زراعة البطاطس أن مصر تحتل المركز الخامس في تصدير البطاطس الطازجة والعاشر في تصدير البطاطس المصنعة والمجمدة..وأكبر الدول إنتاجا للبطاطس هي "الصين- الهند- روسيا- أوكرانيا- الولايات المتحدة الأمريكية- ألمانيا- بنجلاديش- بولندا- فرنسا.. كما أن مصر تحتل المركز الثاني عشر عالمياً".
أما علي المستوي الإفريقي فتعتبر مصر هي أكبر الدول الإفريقية إنتاجا هي والجزائر ثم جنوب أفريقيا..وتستخدم درنات البطاطس في العديد من الأغراض وليس كمحصول خضر للطهي في المنزل فقط ولكن كمية منها تستهلك بصورة طازجة يمثل حوالي 50% من مجموع البطاطس التي تزرع في العالم. كما يستخدم الجزء الباقي من المحصول في الأغراض التالية:
تقاوي يعاد زراعتها مرة أخري أو أن يجري تصنيع باقي المحصول علي شكل منتجات ومكونات غذائية. أو قد يقدم علفا للماشية والدواجن في بعض الدول أو أن يستخدم في الصناعة لإستخراج النشا لإستخدامة في الأغراض الصناعية.
تسمح الظروف الجوية المصرية بزراعة محصول البطاطس علي مدي سبعة أشهر متتالية وذلك في الفترة من منتصف شهر أغسطس حتي منتصف شهر فبراير وذلك في العروات الصيفية والخريفية والشتوية علي النحو التالي:
أولاً العروة الصيفية:
تحتل العروة الصيفية للبطاطس في مصر مكانة هامة لدي جميع مزارعي البطاطس حيث أنها تعتبر المصدر الرئيسي لتوفير تقاويهم اللازمة لزراعة العروتين الخريفية والشتوية وتمثل مساحتها حوالي 28- 30% من جملة المساحة المنزرعة سنويا في مصر تزرع من شهر ديسمبر وحتي منتصف شهر فبراير التالي. وينصح عادة بالزراعة في منتصف شهر ديسمبر لتلافي أضرار الصقيع.
تستورد معظم التقاوي اللازمة لزراعة هذه العروة سنوياً من بعض دول غرب أوروبا أهمها هولندا- اسكتلندا- فرنسا- الدنمارك- أيرلندة الشمالية- أيرلندة الجنوبية- ألمانيا كما أنه يتم توفير جزء من تقاوي هذه العروة محليا كتقاوي معتمدة تحت إشراف الإدارة المركزية لفحص وإعتماد التقاوي ومشروع حصر ومكافحة العفن البني ويتم إنتاجها في بعض المناطق المعزولة الخالية من الإصابات المرضية والحشرية. كما أن هناك مساحات محدودة جداً من هذه العروة تزرع أيضاً بتقاوي معتمدة محلية ناتجة بطرق الإكثار السريع عن طريق مزارع الأنسجة. ويظهر محصول هذه العروة إبتداءا من أوائل شهر أبريل وحتي منتصف شهر يونيو وهو يفي بالأغراض التالية :-
1- تغطية احتياجات معظم المزارعين من التقاوي اللازمة لزراعة العروتين الخريفية والشتوية "المحيرة".
2- تغطية احتياجات السوق المحلي خلال الفترة من أوائل شهر مايو حتي أواخر شهر أكتوبر.
3- تصدير ناتج الزراعات المبكرة إلي بعض أسواق أوربا الغربية من ناتج العروة المبكرة.
ثانياً العروة النيلية "الخريفية":
تمثل هذه العروة حوالي 10- 12% حيث تزرع من منتصف أغسطس وأفضل ميعاد للزراعة في ظل التغيرات البيئية وارتفاع درجات الحرارة هو شهر أكتوبر ولا يزرع قبل هذا الميعاد إلا في المناطق الساحلية والقربية من البحار والأنهار. يستخدم في زراعتها التقاوي المحلية السابق حجزها من محصول العروة الصيفية السابقة لها بعد تخزينها خلال أشهر الصيف في الثلاجات أو النوالات المنتشرة في بعض محافظات الإنتاج في مصر.
يظهر محصول هذه العروة إعتبارا من شهر نوفمبر وحتي منتصف شهر فبراير وهو يلبي الأغراض التالية :-
1- تغطية إحتياجات السوق المحلي والتصنيع خلال الفترة من شهر نوفمبر وحتي نهاية شهر أبريل.
2- التصدير إلي الأسواق الخارجية خلال الفترة من منتصف شهر ديسمبر حتي أواخر شهر أبريل.
ثالثاً العروة الشتوية "المحيرة":
هي عروة إستحدثتها وزارة الزراعة في الثمانينيات لزراعة البطاطس المخصصة للتصدير خاصة إلي أسواق المملكة المتحدة وبعض الدول الأوربية وتزرع في مناطق التصدير مثل البحيرة والنوبارية والإسماعيلية والشرقية وذلك خلال الفترة من منتصف شهر أكتوبر وحتي أواخر شهر نوفمبر.. أصبحت الآن تمثل مساحتها حوالي 60% من إجمالي المساحة المنزرعة علي مدار العام بعد أن كانت لا تمثل أكثر من 10% من جملة المساحة المنزرعة سنوياً ويرجع ذلك إلي إكتساب المزارعين الخبرة في زراعة البطاطس في هذه الفترة الحرجة وإلي البحوث التي تم تطبيقها وإلي توعية المزارعين والمختصين بتطبيق الممارسات الزراعية الجيده خلال هذه الفترة. وتستخدم في زراعة هذه العروة تقاوي معتمدة محلياً ناتج العروة الصيفية السابقة بعد تخزينها في الثلاجات.
اكد د. سامي أن أسباب ارتفاع أسعار البطاطس في الأسواق المصرية خلال أشهر أغسطس وسبتمبر إلي العديد من الأسباب منها أسباب مباشر وأخري غير مباشرة.
فالأسباب المباشرة تتمثل الآتي:
1- هذه الفترة فاصل عروات أي أن هذه الفترة تخلو من زراعات البطاطس نهائياً وأن المعروض حالياً هو ما تم تخزينه من محصول العروة الصيفية السابقة والتي تم حصادها في أشهر مايو ويونيو.
2- مغالات تجار التقاوي قي الموسم الصيفي لأسعار التقاوي والتي وصلت ل 120-130 ألف جنية للطن تقاوي.
3- ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج والتي تشمل "التقاوي والأسمده والمبيدات"
4- ارتفاع ايجار الأرض.
5- ارتفاع أجور العمالة.
1- تحرير سعر الصرف الذي أثر علي أسعار التقاوي والأسمدة والمبيدات.
2- ارتفاع أسعار المواد البترولية والذي أدي إلي ارتفاع أسعار النقل والميكنة المستخدمة وآلات الري وآلات المكافحة.
3- انقطاع الكهرباء لتخفيف الأحمال إدي إلي قيام أصحاب ثلاجات التخزين بشراء مولدات كهربائية تعمل بالمواد البترولية والتي أدت بدورها لارتفاع إسعار التخزين.
متي تنخفض أسعار البطاطس بالأسواق
اترك تعليق