الانزلاقات الأرضية والفيضانات الأخيرة في أثيوبيا أصبحت تهدد وجود السد الأثيوبي وتجعل المخاطر تحيط به.
الخبراء أكدوا أن الظروف الحالية تشير إلي أن هناك مخاطر متزايدة حول السد بعد زيادة الأمطار بشدة في الفترة الأخيرة وحدوث انهيارات أرضية في منطقة غرب أثيوبيا لدرجة وجود ضحايا بالمئات.
أشاروا إلي ضرورة إجراء دراسات مباشرة لتقييم المخاطر الجيولوجية المحيطة بالسد والتأكد من أن تصميم السد قادر علي تحمل الضغوط المائية والجيولوجية المتزايدة.
أضافوا أن تصميم السد الإنشائي مخالف تماماً لضوابط السدود العالمية والاشتراطات المطلوبة.
أكدوا أن مصر اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية تحسباً للسيناريو الأسوأ من خلال تخزين كميات المياه الزائدة في بحيرة ناصر والاعتماد علي مفيض توشكي لاستيعاب الكميات الزائدة من المياه بجانب العديد من الخطوات الأخري.
قال د.وفيق نصير أستاذ الهندسة البيئية عضو البرلمان العالمي إن منطقة سد النهضة مختلفة جيولوجياً عن المناطق التي شهدت الانهيارات ولكن هناك عدة عوامل قد تؤثر علي سلامته
اولهم الحركات الأرضية: تشير الدراسات إلي أن هناك حركات وهزات أرضية قد تؤثر علي استقرار السد وتم رصد هبوط أرضي في الجانبين الشرقي والغربي للسد مما قد يزيد من المخاطر
وايضا الضغط المائي وجود كميات كبيرة من المياه في السد قد يؤدي إلي زيادة الضغط مما يمكن أن يتسبب في مشاكل إنشائية إذا لم تكن هناك تدابير كافية للتعامل مع هذه الضغوط.
والظروف المناخية: مع استمرار هطول الأمطار قد تزداد المخاطر المرتبطة بالفيضانات والانزلاقات الأرضية مما قد يؤثر علي استقرار السد علي المدي الطويل.
اضاف أنه لا توجد دلائل قاطعة علي أن سد النهضة سيتعرض لانهيار وشيك فإن الظروف الحالية تشير إلي أن هناك مخاطر متزايدة تتطلب مراقبة دقيقة ومن المهم أن تتخذ السلطات الإثيوبية تدابير وقائية لضمان سلامة السد بما في ذلك:
تحسين الدراسات الجيولوجية: إجراء دراسات شاملة لتقييم المخاطر الجيولوجية المحيطة بالسد وتطوير خطط الطوارئ ووضع خطط للتعامل مع الفيضانات والانزلاقات الأرضية المحتملة وتعزيز البنية التحتية: التأكد من أن تصميم السد قادر علي تحمل الضغوط المائية والجيولوجية المتزايدة.
أوضح بناء علي المعطيات الحالية يمكن القول إن هناك احتمالات لزيادة المخاطر علي سد النهضة ولكن لا يمكن الجزم بانهياره في المستقبل القريب دون وجود دلائل واضحة علي ذلك.
قال د.عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية إن موسم الأمطار في إثيوبيا يبدأ من يونيو حيث الأمطار الخفيفة لتزداد بشدة في يوليو وأغسطس وسبتمبر وحتي الآن معدل الأمطار أعلي من المتوسط في أماكن عديدة في إثيوبيا والسودان ومع شدة الأمطار صباح يوم الاثنين 23 يوليو 2024 حدثت انهيارات أرضية في منطقة جوفا (Gofa) جنوب غرب إثيوبيا في منطقة الأخدود الاثيوبي "جزء من الأخدود الأفريقي الذي يمر باثيوبيا" حيث المناطق الجبلية والمكونة من عدة طبقات أرضية مائلة بسبب النشاط الزلزالي مما يجعلها تتشرب كميات كبيرة من مياه الأمطار وبالتالي يزداد وزنها ثم تنزلق مع الانحدار ويزيد من هذه الحركة إذا كانت الطبقات العليا أسفلها طبقة طينية تعمل في هذه الحالة كمادة غرينية تساعد علي الانزلاقات وبلغ عدد الضحايا أكثر من 229 شخصا حتي الآن وكثير من المفقودين وجاري البحث عن ناجين تحت الطمي.
أضاف تختلف طبيعة هذه المنطقة جيولوجيا عن منطقة سد النهضة التي تفتقد الطبقات الرسوبية ولكن بها صخور نارية ومتحولة عالية التحلل والتشققات ويكثر بها الفيضانات وانجراف التربة والانهيارات الصخرية من تساقط الصخور وتحتل إثيوبيا المرتبة الأولي عالميا في انجراف التربة.
أضاف: تشير الأمطار الحالية والتوقعات للشهرين القادمين ارتفاع معدل الأمطار علي السودان وإثيوبيا وعلي الأخوة في معظم أنحاء السودان عدا الشريط الشمالي علي الحدود المصرية الاستعداد للسيول والفيضانات المتوقعة
قال الأمطار شديدة اعلي من المتوسط في اثيوبيا والسودان والتحذير للاخوة في السودان من الفيضانات والسيول في معظم الولايات السودانية خلال الأيام القادمة.
د.نادر نور الدين:
أوضح د.نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياة بجامعة القاهرة ان أسباب الانهيارات الأرضية والطينية في إثيوبيا وتوقعاته عن الأمطار والفيضانات في السودان يحددها الانزلاقات الحالية التي لن تؤثر مباشرة علي سد النهضة لكن الأزمة تكمن في أن مياه الأمطار من هذه المناطق تحمل معها كتلًا صخرية تصل إلي السد وتترسب فيه.
أضاف أن هذه الكتل تقلل من عمر السد لان يقاس عمر السد بكمية الطمي التي تملأ بحيرته وأن الحسابات أظهرت أن الطمي يقلل من السعة التخزينية للسد بمقدار مليار متر مكعب كل خمس سنوات
أضاف أن هناك نوعين من الجبال في إثيوبيا الأول يتكون من طبقات وهو الذي تحدث فيه الانزلاقات الطينية وامتصاص المياه مما يؤدي إلي ما يعرف بـالانزلاق الأرضي والآخر فهو جبال بركانية ويشهد انزلاقات أو امتصاص للمياه ولكنها قد تتعرض لتساقط كتل صخرية.
أشار إلي أن سد النهضة يمثل خطرا كبيرا بسبب تصميمه الإنشائي فهو يتكون من سد رئيسي خرساني يمتد علي مجري نهر النيل الأزرق بطول 1800 متر وارتفاع حوالي 145 مترا وسد مكمل السرج يمتد علي طول 5 كم بارتفاع نحو 50 مترا مضيفا إن المشكلة الرئيسية تكمن في أن السد مقعر في اتجاه المياه وهو تصميم مخالف لضوابط السدود العالمية.
أضاف أن الحكومة الإثيوبية حذرت الشهر الماضي من خطر الفيضانات والكوارث الأخري ذات الصلة خلال موسم الأمطار المستمر وتم إدراج منطقة جنوب إثيوبيا إلي جانب مناطق أخري والعاصمة أديس أبابا كمناطق من المحتمل أن تتعرض لفيضانات شديدة.
أشار إلي أن إثيوبيا دولة مساحتها كبيرة مثل مصر وبها مناطق مختلفة والمنطقة الموجود بها سد النهضة تختلف من الناحية الطبيعية والجيولوجية عن المنطقة التي بها الانهيارات الحالية.
أضاف أن المناطق التي بها الانهيارات عبارة عن مناطق مرتفعة وفيها الأخدود الإفريقي وبها مناطق جبلية وبيها طبقات طمي مضيفا حينما تسقط أمطار غزيرة الطبقة الطبقة الطينية تزداد ثقلا وتنزل وتحتها قري من السكان الفقراء التي لا يصل لها الحكومة
أوضح ان الإدارة المصرية اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية تحسباً للسيناريو الأسوأ بانهيار السد تتمثل في تخزين كميات المياه الزائدة في بحيرة ناصر.
أشار إلي الاعتماد علي مفيض توشكي لاستيعاب الكميات الزائدة من المياه بخلاف تنفيذ وزارة الري العديد من أعمال الإزالات علي مجري نهر النيل بفرعي رشيد ودمياط والتي تهدف إلي التمكن من تصريف المياه.
اترك تعليق