عن عبد الله بن مغفَّل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لَوْلَا أَنَّ الْكِلَابَ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَأَمَرْتُ بِقَتْلِهَا» (سنن أبي داود/ 2845).
واستنادا على ذلك،قال الدكتور مجدى عاشور_المستشار الأكاديمي للمفتي_أنه ما مِن خَلْقٍ لله تعالى إلَّا وفيه شيءٌ مِن المنفعة والحكمة ؛والكلاب في جملتها لها منافع كثيرة .
أشار د.عاشور إلى اتفاق الفقهاء على جواز اقتناء وتربية الكلاب لأغراض الحراسة والصيد ، لما ورد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ ، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ» ، وفي رواية : «إِلَّا كَلْبَ غَنَمٍ أَوْ حَرْثٍ أَوْ صَيْدٍ» (صحيح البخاري/ 2322).
وقد اختلف الفقهاء في جواز القياس على هذه الأغراضِ الواردة في الحديث :
فذهب المالكية إلى كراهة اتخاذه لغير هذه الأغراض .
وذهب الشافعية في وجه والحنابلة إلى وجوب الاقتصار على هذه الأغراض ؛ وقوفًا عند مَورد النص .
وذهب الحنفية وبعض المالكية والشافعية في وجه إلى جواز الزيادة على هذه الأغراض الواردة ما دامت هناك حاجة لذلك ؛ إذ هي العِلَّة المفهومة مِن الحديث .
أما عن أثر وجود الكلب في المنزل على دخول الملائكة ؛ بين د.عاشور أنه قد ورد ذلك في حديث أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا تَدخُلُ المَلائِكةُ بَيتًا فيه كَلبٌ ولا صُورةُ تماثيل» (رواه البخاري ومسلم).
وهذا الحديث ليس على عمومه ، فيُستثنَى مِن ذلك الملائكة الحَفَظَةُ والكَتَبَة وغيرُهم مِمَّن لا يُفارِقُون ابنَ آدم ، كما أن هناك اختلافًا بين العلماء في أن ذلك عام في كلِّ الكلاب ، أم هو خاصٌّ بالكلاب التي لا يُؤذَن في اقتنائها ، والراجح فيهما الثاني ؛ لقرينة الإذن الشرعي ، فضلا عن أن بعض العلماء مَن يُخَصِّص ذلك بملائكة الوحي ، فيكون ذلك خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم .
اترك تعليق