وأشار فضيلته إلى أن الصغر والكبر إنما يعود إلى الزمن الذي يستغرقه كل واحد منهما؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، ألا وهو جهاد النفس» (أخرجه البيهقي في «الزهد»)، وقال الله تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادًهِ}، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
فالجهاد بالقتال لا يستغرق إلا مدة المعركة وهي قليلة على كل حال، أما الذي يمتد العمر كله، ويعم الناس كلهم والأرض كلها فهو جهاد النفس.
تابع المفتي الأسبق:جهاد القتال يجود فيه الإنسان بنفسه من أجل سعادة غيره ففيه معنى الفداء؛ فوصفه بالأصغر لا يقلل من علو شأنه وأهميته، ولكنه يشير إلى مدته، وأنه صراع عارض لأجل الرجوع إلى حالة الاستقرار والتوازن التي خلق الله الناس عليها أول مرة.
فوسع لنا النبي عليه السلام مفهوم الجهاد، فشمل جهاد النفس، وشمل أيضًا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، سُئل سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أَىُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ « كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ »[سنن النسائي] ، وشمل أيضًا الحج؛ لأن سيدنا النبي عليه السلام قال: « جِهَادُ الْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَرْأَةِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ ».[سنن النسائي].
اترك تعليق