أشاد سفير الصين بالقاهرة، لياو ليتشيانج، بالزيارة الاخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسي للصين، للمشاركة في الاجتماع العاشر للقمة العربية الصينية.
وقال السفير في مؤتمر صحفي صباح اليوم الأربعاء، أن الزيارة تصادفت مع الذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين، كما جاءت كأول زيارة للرئيس السيسي بعد ولايته الجديدة لرئاسة جمهورية مصر العربية، مشيرا إلى أنها تعد دفعة كبيرة للعلاقات بين البلدين.
وأضاف أن الرئيسان خلال الزيارة، تواصلا بشكل معمق، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في كافة المجالات والتنسيق في إطارات متعددة الأطراف، وتبادلا الآراء حول القضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى توافقات واسعة، مما حدد الاتجاه للعلاقات الثنائية في المستقبل.
كما أشاد السفير باهتمام وسائل الاعلام المصرية والصينية بزيارة الرئيس السيسي، وأنها تعتبر تلك الزيارة كحدث استراتيجي مهم وتكتسب أهمية بالغة في الحفاظ على استقرار المنطقة.
وأشار إلى أن الزيارة لاقت إعجابا عبر مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة في الصين عبر الفيديوهات التي تم نشرها حول الزيارة ، وأعربوا عن أمنيتهم بزيارة مصر.
كما تحدث السفير عن الترحيب الحار من الرئيس شي جين بينج بالرئيس السيسي، حيث كان أول رئيس عربي التقى به واقام له مراسم ومآدب ترحيبية عديدة، كما تم إطلاق ٢١ طلقة مدفعية للترحيب به.
وأشار السفير إلى أن تلك الترتيبات عالية المستوى تعكس مدى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وكذلك مدى الصداقة العميقة بين الرئيسين.
ولفت الرئيس شي جين بينغ، قبل 68 عاما، كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة، ومهما كانت التغيرات الدولية، ظل هناك الثقة المتبادلة والتعاون المخلص والتنمية المشتركة بين البلدين.
يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، مشيرا إلى أنه خلال تلك الفترة عمل الرئيسان على التنمية المزدهرة للعلاقات الثنائية، مضيفا أن هذه العلاقات أصبحت الصورة الحية للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والإسلامية والنامية.
وأضاف أنه في ظل الوضع الجديد، فإن بناء العلاقات الثنائية الأكثر تنوعا وحيوية يلبي تطلعات الشعبين المشتركة، مشيرا إلى حرص الصين على تعميق الثقة المتبادلة ودفع التعاون لبناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد، بما يقدم مساهمة في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة والعالم.
ولفت إلى أن الزيارة شهدت أيضا إصدار البيان المشترك بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مؤكدان على هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد ورفع مستوى العلاقات الثنائية ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى جديد.
كما أبرز كلمة الرئيس السيسي التي أكد خلالها تطلع مصر إلى زيادة تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين، وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى التزام مصر بمبدأ الصين الواحدة، ودعمها بثبات موقف الصين من القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية، مثل تايوان وهونج كونج والتبت وحقوق الإنسان، وتدعم بثبات جهود الصين لتحقيق التوحيد الكامل للبلاد.
كما تطرق إلى كلمة الرئيس السيسي بشأن ترحيب مصر بالمزيد من الشركات الصينية للاستثمار في مصر، ومساعدة مصر في تنمية قطاع التصنيع ودفع العملية الصناعية.
ولفت السفير إلى كلمة الرئيس شي جين بينغ بأن الصين تدعم دور أكبر لمصر في الشؤون الدولية والإقليمية، واستعدادها لزيادة تكثيف التعاون والتنسيق مع مصر في الأمم المتحدة ومنظمة شانجهاي للتعاون ومجموعة بريكس وغيرها من المنصات متعددة الأطراف، وتدعو إلى التعددية العالمية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع، والحفاظ على العدالة والإنصاف الدوليين والمصالح المشتركة للبلدان النامية.
كما تطرق السفير إلى تبادل الرئيسان السيسي وشي جين بينج، الآراء حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أكد الرئيس شي جين بينج إن هذه الجولة من الصراع أسفرت عن عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الأبرياء، والوضع الإنساني في قطاع غزة خطير للغاية، وتشعر الصين بألم شديد، مشيرا إلى أن الأولوية الآن تكمن في الوقف الفوري للإطلاق النار، وتجنب توسع النزاع حتى يؤثر على السلام والاستقرار الإقليميين، وتجنب المزيد من الأزمات الإنسانية. ويعد "حل الدولتين" المخرج الأساسي لحل القضية الفلسطينية، وتدعم الصين بثبات فلسطين لأن تصبح عضوا كاملا في الأمم المتحدة.
كما أكد على تقدير الصين لدور مصر المهم لتهدئة الأوضاع وإيصال المساعدات الإنسانية، وأنها مستعدة لعمل مع مصر على تقديم ما في وسعها من المساعدات لأهالي غزة، والدفع بتحقيق حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.
وواصل السفير بأن تاريخ الحضارتان الصينية والمصرية يرجع إلى زمن بعيد، وقدمتا مساهمة هائلة للتنمية البشرية، مشيرا إلى دعم مصر اقتراح الصين بشأن اختيار يوم في شهر يونيو كاليوم الدولي للحوار بين الحضارات. كما أكد البيان المشترك، بمناسبة الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، أعلن الرئيسان هذا العام كـ"سنة الشراكة الصينية المصرية"، وستقام من خلالها سلسلة من الفعاليات الدبلوماسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والسياحية، لتعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.
واختتم بأن الرئيسان شهدا على توقيع "خطة التعاون بشأن التعاون في بناء الحزام والطريق" وغيرها من وثائق التعاون الثنائية في مجالات الابتكار العلمي والاستثمار والاقتصاد والحجر الصحي.
اترك تعليق