في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف انطلقت فعاليات اليوم الأول من الأسبوع الثقافي بمسجد الخلفاوي بشبرا مصر تحت عنوان: "حق الجار"، حاضر فيه أ.د/ محمد أبو زيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري سابقاً ، و أ.د/ علي عبد الوهاب مطاوع أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، وقدم له الدكتور/ وليد الحسيني المذيع بإذاعة القرآن الكريم و التليفزيون المصري، وكان فيه القارئ الشيخ/ علي سيد محمود قارئًا، وبحضور الدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والشيخ/ منتصف محمود مدير الإدارات بالمديرية، والشيخ/ مصطفى حسني مدير إدارة أوقاف الساحل وروض الفرج، والشيخ/ محمود سويف إمام وخطيب المسجد، والشيخ عماد عبدالوهاب مفتش المساجد بالإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد أ.د/ محمد أبو زيد الأمير أن تعاليم الإسلام جاءت تدعو إلى ما فيه خير البلاد والعباد، والعمل على التآلف والترابط، والأمر بالإحسان إلى الجار والوفاء والاحترام والتكافل والحب قال (صلى الله عليه وسلم): "ما زال جبريلُ يوصيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنه سيورِّثُه"، مبينًا أن جبريل (عليه السلام) كرر الوصية بالجار، وهو القريب من الدار، قريبًا كان أو أجنبيًّا، مسلمًا كان أو غير مسلم، وذلك بالإحسان إليه، ورعاية ذمته، والقيام بحقوقه، ومواساته في حاجته، والصبر على أذاه، ولكثرة ما أوصى جبريل (عليه السلام) بالجار، ظن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الله (عز وجل) سيشرك الجار في ميراث جاره، كما بين أن المحافظة على حق الجار عبادة حيث قرن الله (عز وجل) عبادته بالإحسان للجار فقال (سبحانه): "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا"، مختتمًا حديثه بأن إيذاء الجار من الكبائر، لقوله (صلى الله عليه وسلم): "وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ" قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ".
وفي كلمته أكد أ.د/ علي عبد الوهاب مطاوع أن الإحسان إلى الجار وإكرامه من الإيمان قال (صلى الله عليه وسلم): "مَن كان يُؤمنُ بالله واليوم الآخر؛ فليُكرم جارَه"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "من كان يُؤمن بالله واليومِ الآخِر فليُحسِن إلى جاره"، مشيرًا إلى أن مفهوم الجوار الذي تعارف عليه الناس هو الجوار في المنزل الذي يعيش فيه الإنسان فقط وهذا مفهوم قاصر، مبينًا أن الجوار يشمل من يجاورك في دارك، ومن يجاورك في العمل، أو المتجر، أو المسجد، أو الطريق، وكل من يليك في البلدة التي تعيش فيها وما يجاورها .
كما أشار إلى أن للجار على جاره حقوقا يجب الوفاء بها، وعدم التقصير فيها والتماطل في أدائها، ويتفاوت الجيران في استحقاق هذه الحقوق زيادة ونقصانا لاختلاف الروابط والعلاقات الزائدة على هذه الرابطة فإن من الجيران من له حق واحد، ومنهم من له حقان، ومنهم من له ثلاثة حقوق، مختتمًا حديثه بأن من حقوق الجار بث روح التعاون المثمر، مع المحافظة على الحوار البناء الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
اترك تعليق