هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أماكن ذكرت في القرآن.. الصفا والمروة

شرفت بعض الأماكن والبلدان بالذكر في كتاب الله الحكيم إما لحدث وقع فيها أو لحكمة اقتضاها الذكر ومنها  الصفا والمروة ..


قال تعالي في الآية الثامنة والخمسين بعد المائة من سورة البقرة: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ". قد مضي عند الكلام عن أسباب النزول أن عروة بن الزبير لم يفهم هذه الآية علي وجهها فظن أن الآية تنفي الجُناح عمن لم يسع بين الصفا والمروة.

فالسيدة عائشة رضي الله عنها بينت له الصواب. وأن الآية نازلة في شأن الصحابة الذين تحرجوا من أن يسعوا بين الصفا والمروة بعد الإسلام» لأنه في الجاهلية كان عند الصفا صنم يقال له مناة وقيل أساف. وعند المروة صنم يقال له هبل وقيل نائلة. وكانوا حينما يطوفون يستلمونهما وإذا سعوا تمسحوا بهما. فأنزل الله هذه الآية ينفي الجُناح عمن سعي. لأن الجاهلية قد مضت بشرورها وآثامها. وما داخل هذه المناسك من شعائر الشرك فإنه لا ينفي كونها حقاً وخيراً.. وقيل إن من المسلمين قالوا لا نطوف بين الصفا والمروة. لأن الطواف بينهما من أمر الجاهلية. فأنزل الله تعالي هذه الآية.

ويعد السعي بين الصفا والمروة من الشعائر الأساسية في الحج والعمرة ومن معالمه ومواضع عباداته.. ومن قصد الكعبة بحج أو عمرة فعليه أن يطوف بين الصفا والمروة سبعاً.. وحكم السعي بين الصفا والمروة. أنه ركن من أركان الحج. ووجوبه وركنيته ومن فعل النبي صلي الله عليه وسلم. أنه سعي بين الصفا والمروة سبعاً.. مبتدئاً بالصفا ومنتهياً بالمروة. ولو بدأ بالمروة وانتهي بالصفا فتحسب له ستّاً لأن الأولي لا تحسب لأنه ابتدأها من المروة. وهنا ملاحظة يجب علي من طاف بين الصفا والمروة استيعاب المسافة في كل مرة. بأن يلصق عقبه بأصل ما يذهب منه. ورؤوس أصابع رجليه بما يذهب إليه.

وسبب الحركة بين الصفا والمروة. أن نبي الله إبراهيم عليه السلام ترك هاجر وطفلها إسماعيل. في صحراء مكة بين جبالها. حيث لا زرع ولا ماء ولا أنيس. ثم مضي في طريق عودته وترك لهم شيئاً من الطعام والشراب. فنادته الزوجة يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي؟ فلم يلتفت إليها "وكأنه علي يقين من وعد الله الذي لا يتخلف ولا يخيب" فقالت له: ألله أمرك بهذا؟ فردّ عليها: نعم. فأجابت من غير تردد ولا قلق:  إذاً لا يضيعنا .

انصرف سيدنا إبراهيم وهو يدعو ربه لأهله بالرزق والأنيس. ثم نفد الماء والزاد. والأم لا تجد ما تروي به طفلها وقد جف لبنها. ولا تجد ما ترضعه. فيتلوي جوعاً ويصرخ وصراخه يتردد في الصحراء والجبال يدمي قلب الأم الحنون. تسرع الأم وتصعد علي جبل الصفا لتنظر أحداً ينقذها وطفلها من الهلاك. لكنها لا تري شيئاً فتنزل مسرعة من الصفا وتذهب إلي المروة فتصعد إلي قمته. وتفعل مثل ذلك وتنظر.. ولما أخذ منها التعب. بعث الله جبريل عليه السلام فضرب الأرض بجناحه فخرج الماء إلي جانب الصغير. فتهرول الأم نحوه وقلبها ينطق بحمد الله علي نعمته. وجعلت تغرف من الماء وتعطيه لفلذة كبدها حتي تنقذه من الهلاك الذي كاد أن يقضي عليه. وأخذت تحبس الماء قائلة زمّ الماء زمّ الماء "أي جري". فلذلك سميت هذه العين "زمزم" والنبي صلي الله عليه وسلم يقول:  رحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت عيناً معيناً .
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق