التوجه نحو التعليم الرقمي ومجال الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات .. كان بمثابة دعوة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية خلال افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية عندما وجه نصيحته للأسر المصرية بتغيير بوصلتهم في تعليم أولادهم.
ولإنها نصف المجتمع وتقوم على تنشئة النصف الآخر تنعقد الآمال دوما على قدرات المرأة المصرية في التغيير والإنتقال نحو الأفضل .. فهل تكون المرأة هي أول من ينفذ دعوة الرئيس .. وما هي أدواتها لتحقيق ذلك ؟
الأساليب التربوية
قال الأستاذ الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس :تعتبر توجهات رئيس الجمهورية لأولياء الأمور نحو الإهتمام بتعليم أولادهم التكنولوجيا غاية في الأهمية لأنها تتفق مع التوجهات العالمية التى تؤكد على تصنيع التكنولوجيا فهو أحد مصادر الدخل القومي لأى بلد، كما أنها تمثل توجيه لأولياء الأمور بضرورة التوقف عن النظرة الاستهلاكية السلبية التكنولوجيا والتحول إلى دور الفاعل.
وتابع: ولا شك ان بداية تكوين ميول واتجاهات إيجابية لدى الطلاب نحو التكنولوجيا يبدأ من الأسرة ، فى مراحل الطفولة المبكرة من خلال اتباع الأسرة بعض الأساليب التربوية.
وأوضح الدكتور تامر شوقي ان هذه الأساليب التربوية تشمل التالي:
.توفير اجهزة اتصال ذكية للطالب مثل الكمبيوتر أو اللاب أو التاب.
.إتاحة الفرصة للطالب لتعلم الاستكشاف من خلال فك وتركيب بعض الأدوات أو الالعاب في المنزل.
.عدم عقاب الطفل حال كسره احد الالعاب أثناء فحصها لان ذلك قد يؤدى إلى خوفه من الاستكشاف فيما بعد.
.مكافأة الطفل على قيامه باى سلوكيات استكشافية من خلال فك وتركيب بعض الأشياء بشكل ناجح.
. استغلال الإنترنت في عرض افلام كرتونية لاطفال يقومون باللعب والاستكشاف مما يدفعه إلى تقليدهم.
.إتاحة الفرصة للطفل للاشتراك في أندية العلوم بالمدرسة.
. إتاحة الفرصة للطفل للاشتراك في بعض الدورات عن البرمجة والتى تناسب سنه
معركة الوعي
و أكدت الدكتورة أسماء مراد الفخراني استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية ان الأم تستطيع ذلك ولكن لابد أن يكون لديها من الوعى والخبرة والاستعداد لتعليم أولادها ذلك .
وهذا لا يشترط مستوى تعليم الأم فهناك بعض الأمهات، تكون "أمية " لكن لديها الرغبة في أن يكون أولادها افضل منها ، كما أن بعض الأمهات المنفصلات يحاولن بكل ما يملكن تطوير أولادهن في كل المجالات المتاحة رياضيا أو علميا، فالام عندما يكون وعيها عالياً ولديها الرغبة والشغف حتى اذا كانت غير متعلمة فإنها توفر ذلك لأولادها و الرغبة مؤكد موجودة لدى كل أم ولكنها تتفاوت.
واعتقد انه على المدارس دور في تقديم هذه التوعية لأولياء الأمور من خلال اجتماعات أو دورات تدريبية مجانية بحيث تكون مبادرة تنفذها كل المدارس الحكومية والخاصة والدولية أي تصل لكل الطبقات الاجتماعية.
من الممكن ايضا أن تقوم المدارس بهذا الدور التوعوى من خلال بعض المنشورات التوعوية و من الممكن كل فترة عقد ندوات بالجامعات للطلاب بحيث تكون ندوات توعوية يسأل فيها الشباب ويجيب الخبراء على اسئلتهم .
ولكن الأساس هنا يكون الطفل فما يتعلمه الطفل في صغره يظل معه طيلة عمره.
استغلال التكنولوجيا
وعن كيفية بدء الأم مع طفلها قالت الدكتورة أسماء مراد : على الأم استغلال حب الطفل للتليفون فلم يعد المنع ممكناً كما تحاول بعض الأمهات مع اطفالهن ولكن عليكِ استغلال شغف طفلك به .. بمعنى" تعالى تذاكر على التليفون " أو "تعالى نفكر ازاي عملوا اللعبة دى " بحيث أقوم بتحفيز الخيال الإبداعى لديه ، وأحفز ذكاؤه ، اسأله اسئلة تحفزه على التفكير.
مثلا : "شايف اللعبة اللى بتلعبها دي .. نفسك تعمل زيها لما تكبر؟ نفسك تبقى صانع العاب .. و بالطبع سوف يتحمس ويجيب آه يا ماما " لانه يحبها .. هنا عليكِ استغلال الفرصة و اقتياده في رحلة بحث بالمواقع عن كيفية صنع هذه هذه اللعبة.. لابد من تحفيز الطفل بالتشجيع والمكافآت عن الإجبار.
وأنصح الأمهات بالاستفادة من الوقت فى القراءة والتعلم وتطوير الذات من أجل تطوير أبنائهن.
الدور التوعوي
ولا بد على مؤسسات الدولة والمختصين القيام كل بدوره سواء في التوعية أو التدريب كل فى تخصصه، فالتخصص يساعد في التركيز على المشكلة ثم حلها.
وبشكل عام تساعد وسائل التواصل الحديثة في تنمية الوعى لدى قطاع عريض من الأشخاص
سمة العصر
وأكد الدكتور أحمد علام استشاري العلاقات الأسرية والتنمية البشرية ان المرأة يمكن أن تكون اول من ينفذ دعوة رئيس الجمهورية من خلال توجيهاتها لأبنائها تجاه هذا المجال خاصة انه مجال محبب للأطفال فى الصغر وكذلك المراهقين باعتبار أن التكنولوجيا الحديثة اليوم هي سمة العصر الذي نعيشه واي طفل صغير اصبح يحمل موبايل ويستطيع التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وبالتالى تستطيع الأم استغلال هذه الفرصة وتوجه أبناءها نحو هذا المجال .
وفي الوقت الحالي، الأم نفسها تستخدم هذه التكنولوجيا وتتعامل معها بشكل واسع ، واستخدامها لهذا الأمر بصفة مستمرة يمكنها من توجيه أولادها بالتعامل مع هذا الأمر.
أيضاً لا بد أن ندرك كما أشار ئيس الجمهورية أن هذا المجال أكثر المجالات المطلوبة في الوقت الحالي في العالم كله .
وايضاً هو مجال يدر مبالغ كبيرة على مستخدميه من خلال الابتكار والابداع واستخدام التكنولوجيا بأشكالها المختلفة.
لماذا الأم
والأم تستطيع بصفتها متواجدة اكثر الوقت مع الأبناء بشكل أكبر من الأب الذي يكون في عمله لكن الأم أكثر تواجدا مع أبنائها و أكثر اتصالا بهم والأكثر تواصلاً معهم وهذا كله يمكنها من توجيههم نحو هذا المجال
ومن الممكن أن تبدأ الأم في هذا الأمر مع أطفالها من سن ٤ أو٥ سنوات كتعليم بسيط أو تعليم أولي وليس للإبداع والإبتكار.
كما يمكن أن تلحقهم بالكثير من الأماكن المتخصصة.
أيضاً اذا كان لدى الأم الوقت والامكانيات فتستطيع هي نفسها أن تتدرب على استخدام التكنولوجيا والتعامل معها بطريقة مميزة.
ممكن تبدأ مع أطفالها بالألعاب وبعض المواقع العلمية التي تتناسب مع عقلية الأبناء.
ايضاً من خلال الأفلام والدراما التي تشجع على ذلك.
دور المتخصصين
وعلى المختصين في هذا المجال دور كبير في ذلك لتنفيذ دعوة رئيس الجمهورية فلا يمكن ترك الأم وحيدة تواجه هذا الأمر ولكن على المختصين دور خاصة انها دعوة من رئيس الجمهورية ان نهتم بهذا المجال ونتعامل معه وندرك انه مجال العصر الذي نعيشه .. فلا يمكن تحميلالأم وحدها هذا الأمر..
هنا أشير إلى أن بعض الجامعات والمراكز البحثية والعلمية أدركوا تماماً أهمية هذا المجال في سوق العمل وقاموا باستحداث تخصصات وأقسام تكنولوجية حديثة لان سوق العمل يتطلب هذا المجال ولا بد من التواكب مع سوق العمل وتقوم هذه الأماكن بتوجيه الطلاب إلى أهمية هذه التخصصات من خلال توعيتهم بأهميتها وتقديم بعض المميزات التي تجذب الطلاب مثل تخفيض الدرجات المطلوبة لدخول القسم، وإلحاق الطلاب بتدريبات فى بعض الأماكن ، كذلك الدورات التدريبية المجانية فى بعض الأماكن الخاصة بالتكنولوجيا.
اترك تعليق