هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أماكن ذكرت في القرآن.. المسجد الأقصي

شرفت بعض الأماكن والبلدان بالذكر في كتاب الله الحكيم إما لحدث وقع فيها أو لحكمة اقتضاها الذكر ومنها المسجد الأقصي الذي له المكانة الكبري في الإسلام بعد الحرمين الشريفين: المسجد الحرام والمسجد النبوي» فهو ثالث الحرمين الشريفين. وقبلة المسلمين الأولي. وهو منتهي إسراء سيدنا ونبينا محمد المصطفي صلي الله عليه وسلم. وهو بداية المعراج إلي الملأ الأعلي. وهو فوق ذلك كلِّه المسجد الذي شرفه الله وبارك حوله. كما قال تعالي في مستهلّ سورة الإسراء: "سُبْحنَ الَّذِيْ أَسْري بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلي الْمَسْجِدِ الأقصي الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ".


والبركة التي ذكرتها الآية الكريمة - كما يصرح المفسرون - بركة دينية تتمثل في النبوة والشرائع والرسل الذين ضَمَّهم هذا المكان المبارك. فكان مُتَعَبَّدًا للأنبياء وقبلةً لهم. كما هي بركة دنيوية تتمثل في كثرة الزروع والثمار والأنهار.

وقد حشد الله سبحانه لنبيه ليلة الإسراء في المسجد الأقصي جميعَ الأنبياء والرسل. فاجتمع بهم وتحدث إليهم وأَمّهم في الصلاة. وبذلك آلت إليه الخلافة للرسالات جميعاً.

وقد اتفق العلماءپعلي أن المراد بالمسجد الأقصي بيتُ المَقْدِس. وقد ذكر "الزركشي" سبعة عشر اسماً للمسجد الأقصي. منها بيتُ المَقْدِس وبيتُ القُدْس والبيتُ المُقَدَّس ومسجد إيلياءَ.

وعلي الرغم من أن كتاب الأمان الذي أعطاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أهلَ هذا البلد عام 17هـ يذكر المدينةَ باسم "إيلياء" حيث كانت تعرف لديهم بهذا الاسم. وقد يكون في ذكر هذا الاسم في وثيقة الأمان تطييبى لخاطر أهل البلد وخاصة أنه كان اسماً غير مُسْتَنْكَري» لأن معناه "بيت الله" - علي الرغم من ذلك فقد كان المسلمون في حياة النبي صلي الله عليه وسلم يعرفون تسميتَها أيضاً بيت المقدس. فقد روي البخاري ومسلم والإمام أحمد أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لما كَذَّبتني قريشى حين أُسْرِيَ بي إلي بيت المقدس طفقتُ أخبرهم عن آيات وأنا أنظر إليه".

والمقصود بالمسجد الأقصي في القرآن الكريم هو جميع ما أحاطه السُّورُ وفيه الأبواب. ويشمل المسجد المعروف الآن المسجدَ الأقصي ومكانَ الصخرة المشرفة والساحاتِ المحيطة بهما. وقد قُدِّرَتْ مساحة المسجد الأقصي بنحو 260650 مترًا مربعاً يحيط بها سور يبلغ طوله في الجانب الشرقي 424 مترًا. وفي الجانب الغربي 490 مترًا. وفي الجانب الشمالي 321 مترًا. وفي الجانب الجنوبي القبلي 283 مترًا.

وقد وردت في فضل المسجد الأقصي آيات وأحاديث. منها إلي جانب ما جاء في سورة الإسراء قوله تعالي: "يَا قَوْمِ ادْخُلُو الأرضَ الْـمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوْا عَلَي أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوْا خَاسِرِيْنَ".. وقوله جل شأنه "وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوْطاً إلَي الأَرْضِ الَّتِيْ بَارَكْنَا فِيْهَا لِلْعَالَمِيْنَ" وغيرها من الآيات المحكمات.

أما الأحاديث. فقد روي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لا تُشَدُّ الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد: مسجدي هذا. والمسجد الحرام. والمسجد الأقصي".. كما روي ابن ماجة عن أنسپ-پرضي الله عنه - مرفوعاً أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "صلاة الرجل في المسجد الأقصي بخمسين ألف صلاة. وصلاته في مسجدي بخمسين ألف صلاة. وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة".. وهناك روايات أخري في مقدار فضل الصلاة في المسجد الأقصي. 

والمسجدُ الأقصي ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام» فعن أبي ذر رضي الله عنه. قال: قلتُ يا رسول الله: أيُّ مسجد وُضِعَ في الأرض أولاً؟ قال: المسجد الحرامُ. قال: قلت: ثم أيّ؟ قال: المسجد الأقصي. قلتُ: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة. 
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق