يقول الله تعالي: "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ" "سورة النحل :81 ".
من نعم الله في هذه الآية الكريمة "السرابيل ومفردها سربال" وهي الثياب من القطن والكتان والصوف كما فسرها ابن كثير رحمه الله، والسربال كل ما ستر باللباس من ثوب، و"الحر" يقصد به حر الشمس كما بينه المفسرون، ومعني "تقيكم الحر" تدفع عنكم ضرر الحر .
وقد أثبت العلم الحديث أن شعاع الشمس عبارة عن طيفي مرئي، وآخر غير مرئي حيث تلعب الإشعاعات فوق البنفسجية دوراً كيميائياً في الجلد، بينما تلعب الإشعاعات تحت الحمراء دوراً حراريـاً. والأشعة فوق البنفسجية أشعة خطيرة لأن 30% منها تتعمق في الطبقة الداخلية للجلد وتدمر الخلايا وتتسبب في الشيخوخة والسرطان، وقد أثبتت الأبحاث أن أشعة الشمس هي السبب الرئيسي وراء الإصابة بكل أنواع سرطانات الجلد مثل السرطان القاعدي و السرطان الحرشفي و السرطان القتامي، وقد دلت الإحصاءات أن سرطان الجلد عادة ما يصيب أجزاء الجلد الأكثر عرضة لأشعة الشمس كالوجه واليدين والقدمين والصـدر وأعلي القدمين.
و نطاق الأشعة فوق البنفسجية لم تكن مفهومة أو معروفة حتي عام 1842 م، والأضرار الناتجة عنها لم تعرف إلا من زمن قريب وقد تبين أن الوقاية من هذه الأمراض هو خير علاج لها» وذلك بارتداء الملابس الساترة للجسد.. لذا كان التعبير القرآني في قوله تعالي : ''وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر '' تعبيرا معجزاً حقا» حيث ثبت أن الملابس تعكس وتشتت موجات الأشعة فوق البنفسجية الضارة فتقي الإنسان من الهلاك. وهذا يدل علي إعجاز القرآن العظيم وسبقه العلمي وبيانه لأهمية الستر والتحذير من التعري الذي يدعو إليه إبليس وأعوانه وحذرنا الله منه بقوله تعالي "يَابَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ منَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ " "الأعراف: 27".
"من أبحاث المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة"
أخطاء لغوية شائعة
يقولون: هذا طالب شاطر، والصواب هذا طالب فَطِنى، لأن الشاطر هو الخبيث الفاجر، ورجل شاطر، أي : أعيا أهله خبثًا وشرًا
يقولون : إذا كانت اللوائح والقوانين تسمحان بذلك، والصواب: إذا كانت اللوائح والقوانين تسمح بذلك، لأن مرجع الضمير جمع لغير العاقل، فحقه ـ حينئذي ـ الإفراد والتأنيث.
اترك تعليق