علي الإنسان المكتئب عدم تمني الموت.. فما خفي كان أعظم

حصول بعض المعلمين في مكاتب تحفيظ القرآن الكريم علي هدايا.. جائز بشرط

صلاة المريض بتنقيط البول صحيحة حتي مع وجود مناديل ورقية

قراءة المرأة للقرآن بدون حجاب.. جائزة شرعًا

غلق باب الحمام لا يمنع خروج الشياطين

يجوز للمرأة السفر إلي بيت الله الحرام دون محرم

وردت أسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. عرضنا بعضها علي فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، فأجاب بالآتي:

هل استعمال الحقنة الوريدية أو في العضل للعلاج أو للتقوية مبطلة للصوم؟.. وهل استعمال حقن الفيتامينات سواء في العضل أو الوريد تفطر؟
** تلك الحقن لا تبطل الصوم» لأن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلي الجوف من منفذي طبَعي مفتوح ظاهرًا حِسًّا.. والمادة التي يحقن بها لا تصل إلي الجوف أصلا. ولا تدخل من منفذي طبَعي مفتوحي ظاهرًا حِسًّا. فوصولها إلي الجسم من طريق المسامِّ لا ينقض الصوم.
وكذلك حقن الفيتامينات لا تفطر في نهار رمضان.

هل كره الحياة وعدم حب العيش فيها حرام؟".
** النبي صلي الله عليه وسلم بين لنا كره الحياة وتمني الموت فقال: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه. فإن كان لابد فاعلًا فليقل اللهم أحيني ما دامت الحياة خيرًا لي. وتوفني ما دامت الوفاة خيرًا لي".. والإنسان ربما يكون في حياته بعض ما يكرهه. أو كثير مما يكره ولا يريده. ولكن رُبَ ما عندَ الله من سؤال وحساب أعظم لا يتحمله.
ولا يجب علي الإنسان المكتئب أن يقول أول ما يصاب بشيء: "يا رب أموت"» لأنه لا يعلم ما الذي ينتظره بعد الموت. فمن الممكن أن ما خفي كان أعظم.

بعض المعلمين في مكاتب تحفيظ القرآن الكريم يحصلون علي هدايا دون إذْن الإدارة علمًا بأن هذه الهدية لا تؤثر علي طبيعة ومجريات العمل.. فما الحكم ؟
**پالتهادي أمرى مندوبى حثَّ عليه الشرع الشريف. وهو نوع من أنواع البر والإحسان. وحيث كان الأمر كذلك فالهدية لحامل القرآن ومعلمه مستحب وأوْلي لشرف وعِظم ما يحملونه. ما كان ذلك علي سبيل التكريم والتودد والشكر لهم علي جهودهم التي يقومون بها في تعليم كتاب الله تعالي. أو سدِّ حاجتهم وكفايتها. مع مراعاة ألَّا يكون هذا الإعطاء ممنوعًا مِن جهة الإدارة أو العرف. وألَّا يؤثر سلبًا علي العملية التعليمية. وألَّا يكون سببًا في تضييع الإنسان حقَّ غيره أو حصولِه علي ما ليس له بحقّي.

أعاني من مرض يسمي "التنقيط في البول" والذي لا يتم إلا بعد التبول بـ10 دقائق أو ربع ساعة رغمًا عني. وفي الآونة الأخيرة وضعت مناديل ورقية علي الموضع بعد التبول.. فهل يكفي ذلك للطهارةَ والصلاة؟
** هذه الحالة من حالات العفو التي وجَّهَت الشريعة المكلفين إلي التَّلهي والإعراض عنها. ونَهَتْهم عن الالتفات إليها. ونبَّهتْهم إلي أن تتَبُّعَها والبحث فيها والفحص عنها هو نوعى من الوسوسة التي نُهِيَ الإنسان عنها وعن الاسترسال خلفها» فإن للشيطان فيها مدخلًا كبيرًا في إفساد العبادة.
فما تفعله من الاستبراء للبول. والغسل الجيد للموضع بالماء. هو كافي في حصول الطهارة للصلاة ولغيرها شرعًا. ولا تبالغ. ولا تلتفت إلي أي شيء بعد ذلك. كما أن صلاتك مع وجود المناديل الورقية صحيحةى شرعًا. حتي لو وجدت فيها بعد ذلك أثرًا أو نقطةً من البول. وإن كنا لا ننصحك بوضعها مرة أخري حتي لا تزداد بك حالة الوسوسة والشك في الطهارة. فتقع في التكلف والحرج الشديد. وصلواتك بدون وضع هذه المناديل -سواء فيما سبق أو فيما يأتي- صحيحةى شرعًا. ولا حرج عليك.

ما حكم قراءة المرأة للقرآن الكريم بملابس البيت الصيفية وعدم ارتداء الحجاب ؟
** يستحب للمسلم إذا قرأ القرآن أن يكون ساترًا لعورته. وأن يكون علي هيئةي حسنةي. وقراءة المرأة للقرآن من غير أن تضع حجابًا علي رأسها جائزة شرعًا» إذ لم يرد في الكتاب والسنة ما يأمرها بتغطية رأسها عند تلاوة القرآن. ولو غطته من باب كمال الأدب مع كتاب الله فهو أفضل. فلقراءة القرآن آداب ينبغي مراعاتها لتحصيل أكبر قدر من ثوابها. وقد ذكر الحكيم الترمذي فقال: "من حُرْمَة الْقُرْآن أَن لَا تمسه إِلَّا طَاهِرًا. وَأَن تَقْرَأهُ وَأَنت علي طَهَارَة. وَأَن تستاك. وَأَن تتخلل. وتتطيب. فَإِن هَذَا طَرِيقه. وَأَن تستوي قَاعِدا إِن كنت فِي غير صَلاة. وَلا تكون مُتكئًا. وَأَن تتلبس له كمَا تتلبس للدخول علي الأمير» لِأَنَّك مُنَاجي. وَأَن تسْتَقْبل الْقبْلَة بقرَاءَته".

هل من السنة غلق باب الحمام لمنع انتشار الشياطين؟
** إن الشياطين لا يقتصر تواجدها في دورة المياه وبالتالي غلق الباب لا يمنع خروجها.. إن ما يمنع وجود الشياطين في المنزل هو أن يبقي ذكر الله عز وجل دائمًا موجودا في المكان مع المحافظة علي الصلاة علي وقتها. وتلاوة ما تيسر من آيات الذكر الحكيم في المنزل وهذا ما يحصّنه ويمنع الشياطين من دخوله.

هل يجوز للمرأة السفر لأداء مناسك العمرة وحدها دون محرم؟
** الفتوي في دار الإفتاء المصرية مستقرة منذ زمن بعيد علي أن المرأة يجوز لها أن تذهب إلي بيت الله الحرام. ومن حيث إنها يجوز لها السفر دون محرم فالفتوي مستقرة علي ذلك ما دامت هناك رفقة مضمونة. والعصر تغيَّر عما كان قبل ذلك من حيث ظروف السفر وأمانة الطريق وتوقيتاته. فالفتوي تراعي وتواكب مثل هذا التغير. لكن علينا أن نلتزم بالإجراءات التي تتخذها الدول.
والأحاديثَ الأخري التي تُحَرِّم سفرَ المرأة وحدها بغير مَحرَم» فهي محمولةى علي حالة انعدام الأمن التي كانت مِن لوازم سفر المرأة وحْدَها في العصور المتقدمة.