صحابية اليوم هي إمراة زهدت الدنيا آمنت بالله فزادها هدي وآتاها تقواها فجعلت الآ خرة مبلغ همها وأيقنت أن الطريق الي الجنة يحتاح الي الغالي والنفيس فبذلت كل ما تملك من مال وجهد وأولاد لنصرة دين الله .
هي عفراء بنت عبيد الانصارية صحابية جليلة ضرب بها أروع الأمثال في البطولة و الصبر علي البلاء فهي مدرسة لتخريج رجال مما قال عنهم القرآن الكريم "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " صدق الله العظيم.
كانت من السابقين في الاسلام حيث أسلمت مع مما أسلموا من الأنصار وبايعت رسولپ الله صلي الله عليه وسلم علي السمع والطاعة . وأخلصت لله في القول والعمل.
* قد تميزت عفراء بنت عبيد بين قومها بالخلق الكريم والسلوك القويم فهي ذات عقل راجح حيث لم تتردد لحظة في أرسال أبنائها للجهاد في سبيل الله ورفع راية الإسلام .
* تزوجت مرتين وكان لديها سبعة من الأبناء هما معاذ ومعوذ وعوف" ابناء الحارث بن رفاعة وبعد وفاته تزوجت البكير بن ياليل الليثي وانجبت له اربعة ابناء هم " أياس وعاقل وخالد وعامر" وقد شهدوا أبنائها السبعة وهي معهم غزوة بدر الكبري مع النبي صلي الله عليه وسلم .
* إن هذه المرأة التقية جاهدت جهاد الأبطال مع فلذات كبدها الذين ربتهم علي يديها وزرعت فيهم مكارم الأخلاق والشجاعة وكانت تحثهم دائما لنصرة الحق حتي شبوا علي الإيمان والتقوي وعملوا بكل عزم وثبات ويقين.. وأنطلقت معهم وأسهمت في صد صناديد قريش عن ايذاء رسول الله صلي الله عليه وسلم وعن المسلمين الضعفاء الذين عذبوا اشد انواع العذاب منهم .
لم تترك عفراء بنت عبيد اي غزوة او معركة إلا وترافق أبناؤها السبعة الي ساحات القتال حيث تمكن أبنيها معاذ ومعوذ من قتل "فرعون" ذلك الزمان أبا"جهل" لسبه الرسول الله صلي الله عليه وسلم قبل ان ينالا الأثنين الشهادة في تلك المعركة رضي
الله عنهما.
* قال عبد الرحمن بن عوف : إني لواقف يوم بدر في الصف فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا بغلامين من الأنصار حديثه سنهما فسألني احدهما وقال ياعم هل تعرف اباجهل بن هشام قلت نعم .وما حاجتك إليه قال بلغني أنه يسب رسول الله والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتي يموت الأعجل منا .. و الأخر قال مثل الأول .. فدللت الغلامين عليه فسارعا إليه فضرباه فصرعاه
لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتي يموت الأعجل منا .. والأخر قال مثل الاول.. فدللت الغلامين عليه فسارعا إليه فضرباه فصرعاه .
* أما ابنها خالد فاستشهد يوم الرجيع عندما أرسل رسول الله فيها الصحابي مرثده بن أبي مرثد مع عشرة من الصحابة وكان معهم ابنها خالد سنة أربعة من الهجرة وغدر بهم عند بئر الرجيع .. فيما استشهد " عامر" يوم بئر معونة "و" أياس" يوم اليمامة .. ومضي سائر اولادها يجاهدون في سبيل الله حتي نال كلا منهم الشهادة.
ولم تجزع فصبرت واحتسبت وتحلت بالرضا بقضاء الله ولقبت عفراء بنت عبيد الا نصارية " بأم الشهداء ".
* ورغم فقدانها لفلذات كبدها الواحد تلو الآخر إلا انها كانت مثالا يحتذي به في الصبر والإحتساب.. وظلت تأزر المسلمين في جهادهم وتدخل ساحات المعارك تمد سواعد
العون لهم حتي وفاتها رضي الله عنها وأرضاها.
اترك تعليق