من المعلوم أن الواجبات على قسمين: حقوق الله تعالى، وحقوق العباد: أما حقوق الله تعالى فمبناها على المسامحة؛ لأنه تعالى غنيٌّ عن العالمين، وأما حقوق العباد فهي التي يجب الاحتراز منها؛والأصل في استيفاء الحقوق أن يتم برضا واختيار مَن عليه الحق .
ويوضح لنا فضيلة الأستاذ الدكتور شوقى علام مفتي الديار المصرية صيام شهر رمضان واجبٌ على كل مسلمٍ مكلَّفٍ صحيحٍ مُقيم، وله فضلٌ عظيمٌ وثوابٌ جزيلٌ؛ وهو من أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات؛ فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفقٌ عليه، واللفظ للبخاري .
رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع محمول على من لم يخلص النية، أو لا يتجنب قول الزور والكذب والبهتان والغيبة ونحوها من المناهي، فيحصل له الجوع والعطش ولا يحصل له الثواب] اهـ.
وفي لفظ آخر: «رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.
قال العلامة المُناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (2/ 29، ط. مكتبة الإمام الشافعي): [يعني أنه لا ثواب له لفقد شرط حصوله من نحو إخلاصٍ أو خشوعٍ، أما الفرض فيسقط طلبه] اهـ. أي أنه يوجد فرق بين أداء فرض الصيام وقبوله؛ بمعنى أن أداء أيٍّ من فروض العبادات الواجبة يسقط فرض أدائها عمن قام بها، فمن صام ولم يخلص في صومه، أو يخشع في صلاته، سقط عنه أداء الفرض، فلا بد أن نفرق بين الأداء والقبول؛ الذي يحصل به الأجر والثواب.
اترك تعليق