هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"الجمهورية أون لاين".. في منازل أهل الجنة

سجلنا ونقلنا ملحمة العطاء والتضحية لأبطال الوطن

استمعنا إلي قصص شهداء الشرطة من داخل بيوتهم وعلي لسان أسرهم

بدأوا رواية تفاصيلها بالدموع والألم.. وختموها بـ "نموت وتحيا مصر"

انفرط العقد ومازالت مصر  شامخة في قلبه درة.. وإن حاكوا لها المكائد أبدا الضهرِ.. أغشاهم الله وأخرجها عزيزة مرفوعة الرأس حرة.. فدوما لها رجال يقسموا من مس ترابها من علي وجه الأرض مُحي وولي.. صقور علي حدودهِا بالمرصاد لمن لاح في خيالِه من قربها مرا.. وبواسل الشرطة علي رأس كمائنها تقنص من لا دين لهم ولا مِلة.. في الواحات سطروا البطولة.. ولو نالتهم يدي الغدر هتفوا مصر  وكلا.. أرواحنا لها فِداء ولو ذهبنا لأوكارهم جمعا وعدنا قِلة.. وعند المنصةِ في وجه المحظورة تمركزوا.. وفي العريش وبئر العبد بمدرعاتهم تشبثوا.. وبفض رابعة فرسانُ نبلاءُ .. أشاروا بممرات أمنة للأطفال والنساء .. ولكن الخسة ونقض العهد صفة الجبناء.. وإن في الشيخ زويد ورفح وزِعت أسماؤهم.


بقوائم الاغتيالات.. قالوا بلي فإلا حبة القلب.. إلا سيناء.. أبدا لن نتركها وإن خرجنا فجثثا شهداء.. وأن بكت أمهاتنا وأباؤنا لكوننا في النعش أشلاء.. فقد تبسمنا لهم علي الغُسلِ وبشرهم الله بعظيم الجزاء.. وعلي العهد لقطع دابركم وإكمال المسيرة من بعدنا الأبناء.. لتحيا مصر العزة والكرامة.. وطنا آمناً مستقرا شامخ الرأس مرفوع الهامة.

في عيد الشرطة الـ 72 "الجمهورية أون لاين" مازالت تسجل وتنقل ملحمة العطاء والتضحية. تسمع قصص الأبطال شهداء الشرطة من داخل بيوتهم وعلي لسان أسرهم. بدأوا رواية تفاصيلها بالدموع والألم والفخر. وختموها بــ "نموت جميعا وتحيا مصر"..

حرم الشهيد اللواء عصام الخولي:

كان مقبل علي مناقشة رسالة دكتوراه عن الإرهاب وطرق مكافحته ... لكن الله أراد له لقباً أعظم

الله يعينك علي شيلتك ياريس.

كانت شهور قليلة ويناقش الشهيد اللواء عصام الخولي مساعد مدير أمن المنيا رسالة الدكتوراه التي أعدها عن الإرهاب الدولي وطرقه وكيفية مكافحته. ولكن الله أراد حصوله علي لقب أعظم وأكبر مكانة دنيا وآخرة وهو لقب "الشهيد".
السيدة لمياء حرم الشهيد قالت: كان مشهودا له بالكفاءة وحسن الخلق وتم تكريمه أكثر من مرة في2006 و2011 أثناء الثورة وهو في مباحث القاهرة. كان مصليا وعابدا ومؤمنا. و دائما يوصي أبناءه بالصلاة والحفاظ علي علاقتهم بالله. في آخر إجازة له قبل الاستشهاد كان دائم النظر لنا أنا وأبناءه الخمسة. وكان محمد في ذلك الوقت 7 سنوات وقاله بابا نفسي أشوف الريس رد عليه: "وأنا بوعدك هخليك تشوفه وتسلم عليه كمان". وقبل الاستشهاد بنصف ساعة اتصل بنا تحدث لنا واحد واحد وسلم علينا وكأنه يودعنا. سألته اتغديت ولا لسة .. ؟ قالي لما أخلص مرور علي الدير إن شاءالله هرجع اتغدي غدا حلو أوي وكان مبسوطاً وسعيد. ووصاني علي كل زملائه وحبايبه ... ولم يعود بعدها للبيت وتناول غداءه في الجنة... تابعت حرم الشهيد الحديث بمرارة أكبر عندنا عادت بالذاكرة للحظة الاستشهاد فقالت: كان يمر علي دير الأنبا صموئيل بالمنيا بعد انتهائه من الإشراف علي حملة الازالات وقتها. وقامت سيارة نقل بمقطورتين بالتضييق علي سيارته وقلبتها علي عمود ضغط عال وفرت هاربة علي الصحراوي الغربي. واستشهد في لحظتها ليسجل عندالله من الشهداء وهو يقول الحمد لله الحمد لله ... لحظة تلقي خبر استشهاده شعرت بزلزلة الأرض تحت رجلي وخدت ولادي في حضني وكانت نهاية العالم بالنسبة لنا ولكنه قضاء الله وقدره ولازم نرضي.. بدعي ربنا يحفظ مصر وبقول للريس الله يعينك علي شيلتك وأبناءك في ضهرك واطمئن فنحن جميعا نتمني لو قدمنا أرواحنا فداء تراب الوطن. ولازال "محمد" ابن الشهيد ينتظر سلامه علي الريس كما وعده الشهيد. وأرجو حمل لقب حرم الشهيد بالرقم القومي بدلا. من "أرملة".

"مي" ابنة الشهيد العميد مالك مهران:

كان أعظم أب في الدنيا.. ملأ قلوبنا بالخير والحب وعشق الوطن ... ودم الشهداء مش هيروح هدر...ونموت كلنا وتحيا مصر"

أعظم أب في الدنيا. كل حاجة حلوة قدمها لينا. ملأ قلوبنا بالخير والحب والحنان وعشق الوطن. نتألم لفراقه ونفتقده في كل لحظة. والفرحة بدونة معدومة لكن فخورين ببطولته وعلي سيرته الطيبة مكملين حتي نلقاه يوم الدين .. هذه هي كلمات "مي" خريجة الألسن ابنة الشهيد العميد مالك مهران الذي لقي ربه صباح 14 أغسطس 2013. علي يد الجماعة الإرهابية في أحداث العنف والتخريب التي قامت عناصر الجماعة في محافظة بني سويف في ذلك الوقت.. مي مالك مهران قدوة ومثل لأبناء شهداء الشرطة التي وقفت أمام الرئيس السيسي يوم تخرج شقيقها في كلية الشرطة "مصطفي" مالك مهران. لتؤكد أنهم أبناء الشهيد علي العهد.
"مي" بشموخ أبناء الأبطال قالت: حق الشهداء مش هيروح. والرئيس السيسي والشرطة والجيش يعملون ليلا ونهار حتي لا تذهب تضحيات الشهداء هباء.

نجل الشهيد المقدم مصطفي عبيد:

بحبك يابابا وفخور بيك

.. وحرم الشهيد: أوصاني بعدم رؤية جسده لأنه سيكون أشلاء

ولم يكن الطفل " سليم مصطفي عبيد" نجل الشهيد المقدم مصطفي عبيد خبير مفرقعات بمديرية أمن القاهرة. والذي استشهد خلال تفكيكه عبوات ناسفة بمحيط كنيسة أبو سيفين بمدينة نصر في 5يناير 2019 لم يكن سليم أقل عمرا في الحقيقة حتي يطلب الحديث عن والده الشهيد فقد أصر علي أن يوجه إلي روحه رسالة حب وفخر واشتياق. ولا عجب في هذا و هو ما عهدناه دوما في لقاءات أبناء الأبطال حتي لو صغيري السن فتراهم صغار في العمر كبار في العقل يحدثونك بلسان الرجال. فقد قال "سليم" أنا عارف بابا إن في الجنة وهو بطل فكك القنبلة عشان يحمي خواتنا الأقباط في الكنيسة ومات من العبوة المتفجرة وأنا هطلع ظابط زيه أحمي الناس من قنابل الإرهابين وأقبض علي المجرمين وأحبسهم. وعايز أقوله أنا بحبك يا بابا وحشتني قوي .
لم يولد "سليم" في حياة والده البطل.  بل جاء إلي الدنيا بعد استشهاده بـ 32 يوما. وأخذت والدته عاتقها حمل رعايته وترييته وتنشأته علي الأخلاق والتدين وحب الوطن ليكون بطلا مثل والده الشهيد ...وقالت : مصطفي استشهد في يوم 5 يناير منذ خمس سنوات. وهو يفكك قنابل ناسفة وضعها إرهابيين أعلي سطح مسجد بجوار كنيسة "العذراء" بمدينة نصر ليلة عيد القيامة. تركني في الشهر الثامن من حملي في سليم.  كنت أتمني أن يكون هو أول من يحمل إبنه يوم ولادته. لكن الله قدر له الأمنية الأكبر والتي كان يتنمناها دوما من الله. سليم أخذ من والده كل شيء الشبه والصفات. رغم أنه لم يراه يوما لذلك أشعر إن روحه موجودة معي. كنت أتعجب من كم "مصطفي" كان محبا للحياة وفي نفس الوقت يقبل علي تفكيك القنابل ويتقابل مع الموت كل يوم. عندما سألته "بتحس بإيه في لحظات تكفكيك كل قنبلة"؟ رد وقالي "بكون في عالم تاني خالص مالوش علاقة بالأرض. بشوف كل حاجة حلوة عند ربنا وشايف مكاني في الجنة". ودايما كان يقول أنا عايز أروح لربنا مرة واحدة مافيش حتة من جسمي تسبقني. وأوصاني لو مات بسبب انفجار أي عبوة اثناء تفكيكها مزعلش عليه عشان هو مش هايتألم لأن الموجة الإنفجارية في أول لحظة بتوقف القلب وباقي الجسد مش بيحس بحاجة مهما كانت الحالة التي عليها الجسد وتفرق إلي أشلاء.

والدة الشهيد مجند هشام عوض:

كان يقول لنا.. نفسي أموت شهيد

والده لم يتحمل الصدمة.. ولحق به بعد شهور

والدة الشهيد مجند هشام عوض: بقول للإرهابين حرمتونا من ولادنا ليه ... أذاقكم الله من مر ما سقيتمونا..

وها هي والدة الشهيد مجند هشام عوض السيدة هبة عنتر رغم مرور 6 سنوات علي واقعة استشهاده في رفح في انفجار مدرعة خلال مداهمة أوكار إرهابية عام 2018. إلا أن نار الفراق لازالت مشتعلة في صدرها ودموع عينيها لم تجف فقالت: عمره ما زعلني ولا يحب حد يزعلني. كلمني قبل ما يستشهد بيومين. وقالي يا أمي أنا هاجي الخميس. أعملي لي الأكل اللي بحبه لكن مالحقش و جه ملفوف في علم مصر. اسشتهد في مكافحة الإرهاب في رفح يوم 24/1/2018 كان سمكري عربيات وبيقضي فترة تجنيده في الجيش. وكان ملتزم ماعندوش ولا يوم غياب. وفي أخر أجازة ليه قال لجَدِه نفسي أموت شهيد يا جدي. الحياة بعده سودا وعدم. عايشين بالجسد بدون روح. هو راح وراحت روحنا معاه. والده لم يتحمل صدمة فراقه ولحق به بعد شهور .. التقطت نفسها ومسحت دموعها وتسالت بحُرقة : بقول للإرهابين ولادنا عملوا لكم ايه .. ليه حرمتونا منهم ..؟. أذاقكم الله من مر ما سقيتمونا وحرق الله قلوبكم علي ضناكم كما فعلتم فينا. وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم .... وعايزة أقول لـ هشام نفسي أشوفك بعيني يا حبيبي وأنت عارف أنت روحي اللي كنت عايشة بيها وعيني اللي كنت بشوف بيها وبعدك مُولع فيا. مبنامش الليل من يوم فراقك من 6 سنين واليوم بيعدي كأنه سنة. لكني بحمد لله الذي نولك ما كنت تريد وتتمني. فزار جده لوالدته في أخر مرة وقال له نفسي أموت شهيد. أنا مش مصدقة إنك موت حاسه إنك مسافر وجاي ..

والدة الشهيد محمود مجدي:

استُشهد قبل زفافه بشهرين.. كان يقطع رأحته المرضية بإرادته ليعود لسيناء .. ابتسم في وجوه الناس وداخلي حزن كبير وكسرة قلب

الحمد لله الذي برد قلوبنا بقوله " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. .. أخر كلماته ياماما ادعيلي .. أنا طالع كمين في مكان لأول مرة يتعمل فيه كمين ...
بهذه الكلمات بدأت السيدة ميرفت محمود والدة الشهيد محمود مجدي عبد العظيم. شهيد كمين العريش في انفجار عبوة ناسفة بشمال سيناء وهو صائما في رمضان 2018 فقالت : استُشهد قبل زفافه بشهرين وهو صائم رمضان. أتصل بي من خدمته قال ادعي لي يا ماما رايح كمين أول مرة يتعمل في مكان خطر عرفت بعدها أنه علي مدقات الجبل بشمال سيناء لمداهمة أوكار إرهابية داخل الجبل ... وقال لوالده شكلي مش راجع تاني ... وراح فعلا ومرجعش تاني.  لكن نحن مؤمنين بقضاء الله وقدره ونعلم أن الله كرمه بالشهادة وجعله في مكانة عالية. ولكن أيضا بعده الحياة أصبحت تمثيل. فأراني ابتسم في وجوه الناس وداخلي حزن كبير وكسرة قلب لا يعلمها إلاالله ...كان يعشق عمله في الأمن المركزي خاصة في سيناء. حتي إنه رفض استكمال فترة علاج حصل خلالها علي إجازة رسمية 6 أشهر. ليعود إلي عمله بشمال سيناء مرة أخري.
محمود كان أصغر أولادي له أخت وأخ وهو كان أصغرهم وأكثرهم تعلقا بي وبوالده وأخواته.
كان اجتماعي جدا منذ صغره وله أصحاب كُثر ودائما يحب تحمل المسئولية ويدافع عن أصحابه. كان خدوم لكل الناس يحب عمله ويتفاني فيه بكل إخلاص إرضاءا لله وحب الوطن حتي أنه ترك والده في المستشفي أثناء إجراءه عملية جراحية وعاد إلي خدمته في سيناء ... محمود كان خاطب ويستعد للزواج وتجهيز شقته دفع قيمة أخر ماتبقي من أجهزة كهربائية و وصلت ليلة استشهاده. وكان يقضي إجازته في خدمة أصحابه وأهله وتوصيل المبالغ المالية لأسر العساكر ... وأنهت والدة الشهيد : راضين بقدرنا والحمد لله الذي برد قلوبنا بقوله " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون.

حرم الشهيد المقدم أحمد متولي:

كنت أوصيه خد بالك من روحك يقولي " العمر واحد والرب واحد ... قال عنه رؤساؤه "قلبه ميت"في المأموريات الخطرة

وروت السيدة ريهام حرم الشهيد مقدم أحمد السيد متولي عن زوجها البطل المعروف لرؤساءه بأن "قلبه ميت" لإصراره علي الخروج علي رأس أخطر المأموريات فقالت: كان طيلة حياته يحب عمله ويفضله علي كل شيء لم يقضي معنا المناسبات والأعياد دائما مشغول بالخروج للمأموريات. كان محبوب من الجميع وأصدقائه من كل الفئات يشيع جو البهجة والفرح في أي مكان يتواجد فيه. لم يكن متكبرا. ووقت الثورة زادت عليه أعباء العمل. كنت شديدة القلق عليه فترة الاضطربات والهجوم علي المديريات وأقسام الشرطة لأنه دائما في الشارع وسط الناس. كان يرفض الجلوس في مكتبه ويفضل التواجد الميداني. وكنا قد فقدنا تواجده معنا في البيت ولا أعرف عنه أو مأمورياته أي شيء لأنه لايتحدث عنها فقط اتصال تليفوني كل بضعة أيام يطمئني عليه لمدة لحظات ..قال لي زملائه بعد استشهاده زوجك كان شجاع وقلبه ميت لا يهاب الموت قالوا نصا " أحمد كان ابن موت " لم نري مثله في تصديه وتصدره المأموريات لايعرف الخوف لقلبه طريق. أصيب في أكثر من مأمورية. منها إصابة شديدة بمفصل الفخذ كان يفضل له الأطباء العمل المكتبي بعدها لكنه كان يصر علي التواجد في المأموريات. حتي في إحدي المأموريات أصيب إصابة شديدة بالظهر بعد إنقلاب دراجة نارية كان علي متنها خلف مجند وتعرض لسحل قوي علي الظهر مزق أفارول العمل وما أسفله وكانت الإصابات تستحق فترة راحة لكني فوجئت أنه قرر يخرج في مأمورية أخري في اليوم التالي. طلبت منه أن يهتم بصحته ويستكمل علاجه رد قائلا لازم نقضي عليهم عشان الناس ترجع تمشي بأمان في الشارع. وكثيرا كانت المأموريات الخطرة التي يتقدمها ويخرج علي رأسها كنت أوصيه خد بالك من روحك يقولي العمر واحد والرب واحد. ايه لازمة الحياة واللي بيموتوا أحسن مني في ايه ياريت أنول الشهادة .. طلبها من ربنا ونالها ... ويوم استشهاده كان 13/12/2011. في مأمورية مهاجمة وكر أخطر العصابات بميت غمر. ومطاردة رئيس العصابة الشهير بـ "قطامش" أحمد تمكن من ضبطه وقتله في تبادل النار. لكنه أصيب ورحل عند بارءه شهيد. رحيل أحمد كان ولازال صدمة كبيرة لي أصبت بذهول حتي الأن لم استوعب ما جري. لم أكن اتصور أن عمله بكل هذه الخطورة. وهو يعشقه ويؤديه يوميا وسط كل هذا الإجرام والعصابات شديدة الخطورة نظرت وقتها في عيون أبناءه الثلاثة وأنا عاجزة عن الكلام ماذا أقول لأطفال أكبرهم بنت ندي 10سنوات أحمد 5 سنوات ونور سنة. لم تنطق بعد كلمة بابا تعرفه فقط من صوره. لكن عزائي أن بسبب دماء أحمد وروحه التي حرمنا أنا وأولاده منها يسود الأن الأمن والأمان وهو ما كان يتمناه وهو يحمل روحه علي كفه كل يوم وهو خارج لمهاجمة أوكار العناصر الإجرامية والخارجين عن القانون. ورجائي أن يقدر المصريين تضحيات الأبطال ويصونوا دماء الشهداء .

والدة الشهيد المقدم مصطفي حمدون:

تفوح من مدفنه رائحة الجنة.. وقال لي "يا ماما أرضي أنا هموت شهيد" .. ولُقب بـ"أسد أسيوط" لشجاعته في المأموريات

وبقلب ينفطر حزنا علي الضنا روت السيدة سميرة حسن والدة الشهيد المقدم مصطفي حمدون: تنتابني الحيرة عندما أطالب بالحديث عن "مصطفي". فهل أتحدث عن مصطفي الطفل الجميل الهادئ الوديع في طفولته. أم مصطفي المُطيع طيب القلب الودود في صباه. أم مصطفي الرجل الخلوق المحترم الشهم في شبابه. فكان يتميز بمجموعة من الصفات أجمل من الأخري في كل مرحلة من عمره. كان عندما يدخل البيت في إجازته من المأموريات يرج طوابقه بصوته الذي ينادي به علي الكبير والصغير من أخواته وأولادهم.  والجميع يأتي مهرولا عليه ويلتفوا حوله. كان شديد الحب لهم جميعا يقضي وقته القصير معهم بكل الفرحة والمزاح واللعب مع صغارهم ... واستكملت والدة الشهيد باكية: مصطفي راح وراحت معاه الفرحة. هو ابن من بين 6 أبناء منذ طفولته وهو يحب الشرطة ويطلب شراء الألعاب المتعلقة بها ويجيد تجسيد دور ضابط الشرطة لأقرانه الصغار وهو سعيد. وعندما حقق حلمه بدخول كلية الشرطة. أبدي تفوقا خلال سنوات دراسته. وبعد تخرجه برز بين زملائة كضابط كفئ. وخدم بالقاهرة في أول سنة له. وعندما تقاضي أول مرتب قام بتوزيعه علي جميع أخوته وأولادهم كذكري سعيدة. ثم صرف كل راتبه في مرة لاحقة في شراء طعام ومشروبات لتوزيعها علي المجندين تحت قيادته في خدمة تأمين إحدي مباريات كرة القدم. تدرج في الترقيات حتي عمل بتدريب قوات الأمن المركزي بأسيوط وحصل علي شهادات تقدير وترقيات في جميع العمليات الخاصة التي قام بها ولقب بـ"أسد أسيوط". كان دائم الحديث عن الشهادة. وكان يطلب مني الرضا في حالة اختاره الله شهيد وقالي "يا ماما أرضي أنا هموت شهيد". شارك في العملية الشاملة في 2018 في سيناء وتمني أن يستشهد هناك. لكن الله اختار له الشهادة يوم 29/4/2018 بعد الرجوع منها إلي أسيوط أثناء مداهمة واقتحام وكر مجموعة من العناصر الإجرامية الخطرة بقرية المعابدة. بمركز أبنوب في أسيوط ..قبل استشهاده. شاهدته في رؤية كنت احتضنه وأقبله و شَممت منه رائحة الجنة فانقبض قلبي.  بعدها تلقيت خبر استشهاده بصدمة وذهول ولكن عندما شاهدت ابتسامته و وجهه الذي يشع بالنور وهو في كفنه وكأنه بدر منور ايقنت أنه في مكانة عالية عند ربه وفاحت منه نفس رائحة الجنة التي جاءت بالرؤية. وحتي الأن وعند زيارة مقابره تفوح من مدفنه نفس الرائحة الجميلة. استودعت ابني عند الله وأعلم أن أبنائه محمد وأحمد سيكونا في رعاية الله وولايته. وبكل الفخر أشهدالله أني أنجبت بطلا عاش ومات علي حب الوطن. ورسالة شكر أبعث بها لرئيس الجمهورية لرعايته أسر الشهداء وأتمني مزيد من التقدير لأمهات الشهداء فهن من أنجبن وربين رجالا عشقوا تراب الواطن وقدموا أرواحهم فداه.

والدة الشهيد الرائد أشرف إبراهيم:

طلب نقله إلي سيناء ليثأر لزملائه

وشارك في عملية حق الشهيد وتطهير جبل الحلال

الشهيد الرائد أشرف إبراهيم جاد. رواية فخر جديدة قصت والدته السيدة حنان محمد سطورها قائلة: ابني البطل وقف صامدا كالأسد في وجه 14 إرهابيا وأفشل محاولة اقتحامهم كمين القسيمة وسط سيناء وتفجيره .وقتل منهم  مفخخين قبل تسللهم لداخل مقر القوات وأسقطهم بطلقاته الصائبة وأصيب هو بنزيف داخلي بالمخ  ولقي ربه شهيدا علي إثرها في 14/4/2018 والدة الشهيد بكل الفخر والشوق تحكي: ابني بطلا كان مخلصا في أداء واجبه . تمني من الله الشهادة علي أرض سيناء الغالية. وحقق الله له أمنيته. تمتع بكل الصفات الطيبة فالأخلاق والتدين والتواضع عنوانه. أحبه كل أهالي قرية  البرامون  بالمنصورة وسيرته عطره حتي اليوم. كان وحيدي علي شقيقتين.
اتم تعليمه الأساسي  بمدارس القرية وبعدها التحق بكلية  الشرطة. تخرجفي 2013. والتحق  بقطاع الأمن المركزي بمدينة جمصة وبعداستشهاد بعض  زملائه بشمال سيناء طلب نقله إلي هناك. واشترك في جميع مراحل عملية "حق الشهيد" وقتل الكثير من الإرهابين. كرمه رؤساءه وتم ترقيته ولشدة إخلاصه في أداء واجبه تم نقله لوسط سيناء بقطاع الكونتيلا للأمن المركزي الذي شاء القدر أن يطلق عليه اسمه بعد استشهاده . وكان علي رأس أولي المجموعات التي دخلت وحررت جبل الحلال مع أبطال الجيش وأبلي بلاءا حسنا في مداهمات أوكار اختباء العناصر الإرهابية  ولذلك لقبه  زملائه بـ "أسد سيناء" وكرمه الرئيس السيسي في عيد الشرطه الـ67 بوسام الجمهورية وفي عيد الشرطة هذا العام أبعث لروحك السلام وأطمئنك أننا نحيا بفضل تضحيتك في أمن وأمان.

والدة الشهيد الرائد محمد جودة السواح:

وقف في بيت الله الحرام يطلب الشهادة

مصر باقية رغم كيد الكائدين بفضل هؤلاء الأبطال

وحشتني يا محمد غيابك صعب قوي عليا. تركتني وحدي. بعدك تايهة في الدنيا. بوصيك علي أخوك "عمار"  ولو كان ربنا وهبني أغلي هديتين واستردها تاني  فلا أقول إلا ما يرضي ربنا.  ولكن سيظل القلب موجوع إلي أن القاكم .. بهذه الكلمات اللمزوجة بالدموع ولوعة القلب روت السيدة منال والدة الشهيد الرائد محمد السواح.  الذي راح ضحية تفجير مدرعة الشرطة في رفح  ذكرياتها عن البطل محمد. بل وشقيقه عمار الذي لحق به في حادث تصادم ...والدة الشهيد قالت : محمد وقف أمام باب الكعبة في بيت الله الحرام ودعاه أن ينوله الشهادة. ويشاء العزيز القدير أن يستجيب دعوته ..كان متزوج منذ 3 سنوات ولديه بنت تدعي "الباتول " عام ونصف وبعد استشهاده بـ6 شهور وضعت زوجته إبنته الثانية "فريدة". ولم تجد من يحملها ويضمها إلي صدره وتناديه بابا "  .. والدة  الشهيد ضابط العمليات الخاصة بالعريش  استكملت :  كان محافظا علي الصلوات وقراءة القرآن. وبارا بي وبوالده  وسندي بعد والده. وأب لأخوه وأخته. تخرج من كلية الشرطه 2011 كتب رغبته سيناء . طلب مد خدمته بها لكي يثأر لحق  الشهداء. لولا تضحياتكم ماكنا نحتفل بعيد الشرطة في كل عام جديد. ومصر باقية رغم كيد الكائدين مدام لها رجال يروي ترابها دماهم.

أرملة شهيد العريش الرائد محمد السولية:

فقدت القلب الحنون والسند .. وأدع الله أن يبارك لي في "محمد" نجل الشهيد ويكون بطلاً ابن بطل

أماني عاطف. أرملة الشهيد رائد محمد عادل السولية : محمد ليس له مثيل. كان يحمل كل صفات الشهامة والرجولة والجدعنة والاحترام. حب الناس له شاهدا علي سيرته الطيبة منذ استشهاده في 2016 وحتي اليوم. وهو بالنسبة لي كل الحياة. تزوجني وأنا في السنة الثانية بالجامعة
26/8/2014 وكان نعم الزوج. رغم عمله الشاق كان معي في كل وقت يعاوني في مذاكرتي ويحرص علي توصيلي من وإلي الجامعة. كنت أشعر أني ابنته قبل أن أكون زوجته. استمر زواجنا سنه و4 شهور كانو من أجمل أيام حياتي.  في ذلك الوقت كانت خدمته في دمياط وأيام ثورة يناير وقف بكل شجاعة ومنع محاولة دخول مركز الشرطة وسرقة السلاح وقام بإخفاء السلاح كله تماما. ثم انتقل لـ"سيناء" خدم فيها 6 شهور. وأثناءها تعرض لمحاولة انفجار سيارة مفخخة ونجح في إفشالها وقتل سائقها وتم تكريمه من مدير أمن شمال سيناء .كان يتمني الشهادة وربنا نولهاله. فراقه وجع قلبي وكسرني. فهو لايعوض أبدا في حبه وحنانه وغلاوته ولكن عزائي أنه شهيد مكانه في الجنة في أمان الله وحفظه حبيب عمري حتي ألقاك. وأخر أيام قبل سفره للعريش عرفت أني حامل وكان منتهي الفرحة. كان حاسس أنه سيتشهد. ذهب إلي سيناء يوم 27/1/2016 وقالي "لو جه ولد ... وأنا حاسس بكده سميه محمد ". ورجع تاني يوم شهيد 28/1. في واقعة انفجار مدرعة بالعريش أثناء تمشيطه منطقه خدمته ليلا. وكانت الفاجعة والصدمة لناجميعا. الحياة بعده ليست حياة. فهو كان لي الأب والزوج. فراقه كسر قلبي فقدت أجمل وأحن سند ولكنه يستحق الشهادة وأن يكون في أعلي منازل الجنة في أمان الله وحفظه حبيبي وعمري وربط الله علي كل قلب أم وأب وزوجه فقدت زوجها ويعوضنا وكل زوجات الشهداء الخير في أولادنا وأدع الله أن يبارك لي في "محمد" نجل الشهيد ويحفظه ويكون بطل بن بطل ويكتب له السعادة والفرح ويكون مثل والده ولدا صالحا يدعو له بإذن الله.

حرم الشهيد الرائد علي خالد:

قبلته وهو ملفوف بعلم مصر ودعيت ربنا "أجبر بخاطره زي ما جبر بخاطري"

بنته جت الدنيا بعد رحيله .. وكل يوم تسألني فين بابا

"نور" حرم الشهيدالرائد علي خالد صلاح الضابط بقطاع الأمن المركزي وقصة حب جمعتمها الصدفة وفرقها القدر. فهو ابن محافظة البحيرة وهي من الإسكندرية. تزوجا سبع سنوات لم يقدر الله لهم قرة عين إلا قبل استشهاده بقليل فبعد أن تأكد وجود جنين في رحمها وها هي بضعة أشهر ويأتي إلي الدنيا ويملئها بالفرحة والبهجة عليهما أبي إخوان الشيطان أن تعم الفرحة فجاءت "نور" ابنة الشهيد حملت نفس أسم والدتها كما تمني والدها. ولكن بعد رحيله بأربعة أشهر لا تعرفه إلا من صوره المعلقة علي جدار البيت ....

"نور" الزوجة رغم مرور 4 سنوات علي استشهاد زوجها لازالت في طور الصدمة وعدم استيعاب ما جري. روت بداية حياتها مع الشهيد وكأنه حيا يرزق أمامها فقالت: "علي" يعني أحلي قصة حب في الوجود. علي القلب الطيب. الانسان النضيف. الرحيم بالحيوان قبل الانسان. الذي لم يردني في أي عمل خير. هو من يأومني في صلاة الفجر يوميا في رمضان. "علي" كان مشروع شهيد عرفت ذلك من نقاءه ونضافة قلبه ونضافة يداه وحنيته وحبه لبلده واجتهاده في عمله.. تعرفنا علي بعضنا بالصدفة خطبني 9 شهور وتزوجنا سبع سنوات لم يقدر الله لي الخلفة. ثلاث مرات افقد المولود عقب الولادة و" علي" لم يستطيع ترك مأمورياته سواء وقت الولادة. أو الحضور لدفن المولود وكان والده هو من يتولي امر دفنهم. طلبت من "علي" أن يتزوج غيرب ليكون له ابن رفض بشكل قاطع. وبعد رحلة علاج طويلة قدر الله أن يدب في أحشائي روحا جديدة عرفنا أنها بنت فرح"علي" ودعونا الله أن يهبها لنا ويتم ولادتها وتبقي علي قيد الحياة. وفي الشهر الخامس خرج "علي" علي رأس مأمورية يوم 21 رمضان 2019. وعلمت بعدها إنه كان خدمة مع زملائه علي سيارة سلاح متجهة إلي سيناء. واسنيقظت علي صراخ أمي في البيت. وهي تقول " أبني مات " قولت لها أبنك مين. قالت : الفيس بوك عليه أخبار عن استهداف وتفجير سيارة شرطة محملة بالسلاح في طريقها لسيناء. لم أصدق ما سمعت. حتي أحضروني بجوار صندوق اسود ملفوف بعلم مصر وداخله" علي ". قبلت الصندوق ولم أتذكر سوي إني دعوت الله وقولت اللهم أجبر بخاطره كما جبر بخاطري ... "علي" كان يعشق عمله في أحداث العنف في يناير 2011. تصدي لمجموعة مخربين حاولوا اقتحام قسم شرطة المنتزه وكان مكلف بتأمين الشخصيات الهامة. والمنشآت الحيوية. ومأموريات تأمين السجون الكبري. كسجن الأبعادية بدمنهور. ومنع عدداً من السجناء من الهروب. وشارك في تأمين أول انتخابات رئاسية عام 2014 وختمت حرم الشهيد: لازلت حتي اليوم في انتظار "علي". ليس وحدي ولكن "نور" ابنته أيضا في انتظاره فكل يوم تسألني .. فين بابا..؟ فها هي اليوم 4 سنوات ولم أستطيع حتي الأن أن أجيبها علي سؤالها. فهي تعرفه من صوره فقط لم تراه ولم يراها وتتحدث معه وتنتظر أن يبادلها الحديث لكنها لم تستوعب بعد أنها صورة ..علي " يستاهل الجنة وكل حاجة حلوة بس اللي بيوجع قوي إننا لوحدنا من غيره حتي لو كل الدنيا حوالينا أحنا لسة لوحدنا من غيره.

أرملة الشهيد الرائد شريف السباعي شهي د أحداث المنصة :

كان ملاك من الجنة ...وأصاني : لازم تعتمدي علي نفسك .. أنا بنزل وشايل روحي علي كفي " .. ترك ابنه " فارس " عمره سنة ... ربنا ينتقم منهم خدوا مني نور عيني

وفي 21 رمضان 2013 أسلم الشهيد الرائد شريف السباعي من قوات الأمن المركزي. روحه إلي بارئها متأثراً بإصابته في أحداث المنصة علي يد أحد أفراد جماعة الإخوان الإرهابية .. يارا أرملة الشهيد وأم ابنه الوحيد " فارس " جلست تحكي بدموع العين عن الشهيد فقالت : شريف كان ضمن القوة الأمنية تصدت لمحاولة أنصار الرئيس المعزول لقطع الطريق أعلي كوبري أكتوبر في أحداث المنصة. وأطلقوا النار تجاه رأسه. وأصيب بطلق خرطوش بالعين اليمني وانفجرت مقلة عينه وتهتكت أنسجة مخه. لم يعلموني وقتها أنها إصابة شديدة كنت أري الخرطوش في يداه وأظنها إصابة خفيفة ولكنه كان تحت الملاحظة في غرفة العناية المركزة وغائب عن الوعي مربوط العين اليمني. جلست جواره أناجيه " فوق يا شريف إصابتك خفيفة قوم أنا وفارس منتظرينك " وبكل تلقائية قمت برفع الغطاء الطبي عن عينه فلم أري عين رأيت" تجويف " صرخت بأعلي صوت حتي فقدت الوعي وعندما أعادوني لوعيي علمت أن شريف في غيبوبة تامة وبين يدي الله بسبب تهتك في الجمجمة وتزيف المخ. وانفجار العين. دعوت الله أن يلطف به وأنا سأكون راضية بأي حالة صحية سيكون عليها. لكن الله اختار له ما يستحق وما يليق به اختار له الشهادة. تركني بطفل رضيع عمره عام "فارس "وطفلة أخري بعمر 21 سنه وهي أنا يارا. فأنا كنت اعتبره كل شيء لي في الحياة أبي وأخي وزوجي وصديقي راح فارس وراح كل شيء معه .
لازالت" يارا " تبكي وتأبي دموعها أن تجف : شريف كان أجمل انسان شوفته في الدنيا وحشتني حياتي معاه وكل ركن في البيت أراه فيه. وكل مكان رحناه سوا. عشت معاه أيام حلوة قوي نفسي ترجع تاني. ترك لي فارس في عمر الشهور فارس الأن كلما كبر عاما تزيد حصرتي ويزيد احتياجه لوالده. كنت أتمني أن يفرح به وهو في أول يوم له بالمدرسة. كنت أريد أن يذهب معه لشراء متعلقاته الدراسية مثل كل أب مع ابنه. كان فارس بالنسبة له حبا كبيرا كان يلاعبه ويحكي معه وهو عمره شهور ويقول له يا "أبو الفوارس أنت روحي مش مصدق إن ابني جميل كدة" أنا كنت طفلته أيضا فكنت متعلقة به في كل خطوة مثل تعلق الأطفال بأبائها. كان بيطلب مني اعتمد علي نفسي. يقول لي: لازم تعتمدي علي نفسك .. أنا بنزل وشايل روحي علي كفي. ولكن اللهم لا اعتراض قبل وفاته اتصاب في أحداث "عبد المنعم رياض" في الاشتباكات كنت بفتح التليفزيون واشوفه في الاضطربات وهم بيضربوا عليه خرطوش. أعيط وأتصل بيه وهو يقولي عادي متخافيش اطمني. وكنت أقوله ربنا نجاك عشان خاطري أنا وفارس ويرجع يقولي خلي بالك من نفسك واعتمدي علي روحك.. لبس ونزل بعد الفطار قالي هاجي بعد الفجر عندي خدمة 12 ساعة تمركز بجوار المنصة. لكن مارجعش. عشان نصلي الفجرا سوا. كان محافظ علي الصلوات ويقول "صلاة الفجر بتنور القبر " وصاني وقالي خدي بالك من نفسك وأعرفي إني نفسي أخلي الدنيا كلها تحت رجلك ولو أطول أجيب لك نجمة من السماء ... لكن الله قدر صعد هو إلي السماء. شريف ماكانش زوج كان ملاك من الجنة حاسبي الله ونعم الوكيل في كانوا السبب ربنا ينتقم منهم خدوا مني نور عيني.

حرم الشهيد العقيد سامح السعودي:

اغتالوه أعداء الوطن من لا دين لهم ولا ملة.. والحياة من غيره ملهاش طعم رحيله ترك ألم وحزن عميق

كان انسان محترم وضابط شرطة نزيه وشريف. أب حنون يحب أولاده بشكل غير طبيعي كان يشعر بأنه سيتركهم مبكرا ويرحل. فكان ينتهز أي فرصة لقضاء أي وقت معنا. افتقدناه جدا. الحياة من غيره ملهاش طعم رحيله ترك ألم ووجع وحزن عميق لم يمح من قلب أولاده وكل مناسبة يمرون بها يتمنوا لو كان معهم ... هذه هي كلمات السيدة نشوي محمود عن زوجها الشهيد العميد سامح السعودي مدير الرقابة الجنائية بمديرية أمن الدقهلية. الذي استشهد اثناء تأدية مهام عمله اثر انفجار إرهابي غاشم بمديرية أمن الدقهلية في الـ 24 من شهر ديسمبر عام 2013 نشوي محمود حرم الشهيد قالت عيد الشرطة هو عيد للتضحية. لأجل الحفاظ علي أمن واستقرار البلاد.
العميد سامح خرج كعادته كل يوم حاملا روحه علي أكفه ليؤدي واجبه نحو الوطن في أخطر فترة تصدي فيها رجال الشرطة الشرفاء لجماعة إرهابية بذلت أقصي ما لديها لاختطاف الوطن. ولما فشلت استمات لأجل اسقاطه وإشاعة الفوضي ومن ضمن جرائمها كان انتقامها من رجال الشرطة التي وقفت لها بالمرصاد فجاء تفجيرها لمديرية أمن الدقهلية التي راح فيها الشهيد سامح السعودي أثناء تأدية مهام عمله داخل مكتبة بالمديربة في الـ 24 من شهر ديسمبر عام 2013 ولديه... حرم الشهيد بعد 10 سنوات من الواقعة لازالت تبكي علي رحيل شريك العمر الضابط الانسان الذي حفظ كتاب الله وأحبه أهالي المنصورة لنزاهته وتواضعه مع الجميع فقالت : قبل انفجار المديرية بدقائق معدودة تلقيت منه اتصالا هاتفيا علي غير العادة وكأنه كان يودعنا اطمئن علي أمورنا واستودعناه في حفظ الله وماهي إلا لحظات وسمعنا صوت انفجار كبير رج جدران البيت انخلع قلبي من موضعه وكنت متيقنة أنه أكيد استهداف لمديرية الأمن فراح سامح و13 من زملائه في الانفجار وهم أمنين في مقر عملهم. نالتهم يد الغدر اغتالوهم أعداء الوطن من لا دين لهم ولا ملة. لكن عزائنا أنه في جنات عرضها السموات والأرض وهم في الدرك الأسفل من النار... ترك الشهيد أبناء ثلاثة "محمد" الكبير كان 18 عاما وقت استشهاد والده. والأن مهندس مدني. "ندي" ماجستير إدارة الأعمال كانت وقتها 15عاما و"سما" كانت 7سنوات الأن بكلية طب الأسنان ..رغم الوجع فهم قمة الفخر بوالدهم الذي لقي ربه شهيدا من أجل الوطن.

 حرم الشهيد الرائد محمد السحيلي: 

رغم تأكده أنه علي قوائم الاغتيال.. إلا أنه رفض ترك سيناء .. سعي للشهادة وكان يمهدني لتحمل المسئولية بعده ... لو بكت بناته أحدثهم عن بطولته

"السحيلي البطل" طالما تلقي تهديدات بالقتل واختطاف بناته عبر هاتفه من عناصر الجماعات الإرهابية. كان لهم في سيناء والعريش بالمرصاد. فرح فرحة الأبطال يوم نجاحه في القبض علي عادل حبارة وظل يردد بأعلي صوت "رجعنا حق المجندين الغلابة ". كتب علي صحته الشخصية علي موقع التواصل "يشهد الله أني باشتغل المهنة دي لوجه الله وإذا حصل لي نصيب في الشهادة فأنا ماتركتش لبناتي ولا مراتي فلوس. بس سبتلهم علي قد ما قدرت اسم محترم".. هذا هو الشهيد البطل الرائد "محمد خالد السحيلي" رئيس مباحث قسم ثالث العريش. بمديرية أمن شمال سيناء. الذي استشهد في الثاني والعشرين من أبريل عام 2015. في واقعة تفجير قسم ثالث العريش علي يد العناصر الإرهابية... السيدة "همت" حرم الشهيد بكل تماسك وفخر روت: ربنا يصطفي من عباده أناسا معينون ليختصهم بالشهادة من دون باقي الخلق وهم من من أخلصوا النية في عملهم لوجه الله تعالي. ورغم الألم فأنا وبنات الشهيد "جميلة. جنة " فخورون ببطولته. فهو من سعي للشهادة وكل يوم كان يؤهلني لتحمل المسئولية بمفردي من بعده وكنت أندهش لماذا يعلمني كل شيء ويطلب مني أن أجيد التصرف في كل المواقف علمت بعدها أنه كان علي يقين أنه سيرحل عنا ويتركنا بدونه .. واستكملت حرم الشهيد: بعد زيادة العمليات الإرهابية خاصة في سيناء واستهداف رجال الشرطة طلبت منه
يقدم طلب لنقله من سيناء قالي "لو كلنا هنمشي مين يحميها" رغم تأكده أنه علي قوائم للاغتيال ومرصود من عناصر الجماعات الإرهابية رفض ترك سيناء. وبكيت له ولكنه أصر. وفي اليوم التالي ذهب إلي عمله بقسم ثالث العريش ووقت صلاة العصر سمعت صوت انفجار رهيب لم استوعب أنه في قسم ثالث ورغم قربي من قسم أول إلا أن لشدة الانفجار سمعت صوته. وعلي الفور تواصلت هاتفيا معه لكن الاتصال كان مفقودا.. وبعد وقت قصير حضرت مأمورية لتأخذني عنده بالمستشفي. شاهدتها مصاب في كل أجزاء جسمه حالته كانت خطره ويوم 22/4/2015 نوله الله الشهاده لأنه أطلع علي قلبه علم صدق نيته وتابعت حرم الشهيد.. وإذا بكت بناتي أحدثهم عن بطولته. أقول لهن " أبوكم رجل عظيم ومخلص دفع روحه من أجل أمن وأمان الوطن. وكل استقرار وتنمية وبناء الأن في البلد بسبب تضحياته هو جميع الشهداء. وأنتن أيضا مشاركين لأنكم صابرين علي بعاده وحرمتم من حضنه... وأتمني عرض تضحيات الأبطال الشهداء في فواصل الإعلانات بالقنوات الفضائية والإذاعة لتكون قدوة للأجيال الجديدة.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق