لا شك ان افضل الاعمال ما كان سبباً لذكر المولى عز وجل فما امر الله تعالى بالاكثار من شئ الا لعظيم شأنه و قدره   

وقد امر الله تعالى بالاكثار من الذكر فال فى كتابه الحكيم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا _ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا "الأحزاب:41-42 

 فى شأن الذكر قال ابن القيم "أن أفضل أهل كلِّ عملٍ أكثرهم فيه ذكراً لله عز وجل ؛ فأفضلُ الصوَّام أكثرهم ذكراً لله عز وجل في صومهم ، وأفضل المتصدقين أكثرهم ذكراً لله عز وجل ، وأفضل الحجاج أكثرهم ذكراً لله  عز وجل، وهكذا سائر الأعمال"

ومن فضائل الذكر التى اوردها العلماء والتى تُعد غيضُ من فيض 

_ انه يطرد الشيطان ..ودليل ذلك نجده فى قوله تعالى " وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ "الزخرف:36  وقوله جل شأنه "إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ "الأعراف:201 

_يحطُ الخطايا ويُنجى من عذاب الله تعالى ..فعن مُعاذ بن جبل رضى الله عنه نقل عن النبى صل الله عليه وسلم قوله "مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ"

_رغم انه ايسر العبادات الا انه عظيم الثواب والفضل ....فقد ورد عنه صل الله عليه وسلم " مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ "

_الذكر غرس الجنة ...لما ورد فى صحيح الترمزى عنه صل الله عليه وسلم "لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْ : أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ "
 
_ سبب لذكر الله تعالى للعبد والصلاة عليه من ملائكته ..فالله تعالى يقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا "_ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا" الأحزاب:41-43 
 
_أنه من الطاعات التى تجعل لصاحبها نور يسعى به في الدنيا  والاخرة  فالله تعالى يقول عمن احيا قلبه بالايمان  " أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا "الأنعام:122 

 _ شفاء للقلب من النفاق وصمام امان له منه  فهو الذى قال فى شأن المنافقين " وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا "النساء:142 ..وقد ورد فى قول السلف الصالح "ذكر الله شفاء، وإن ذكر الناس داء"

_يقوم مقام بعض الطاعات البدنية والمالية ..ففى حديث شكوى الفقراء للنبى صل الله عليه وسلم حينما قالوا أن أهل الدثور قد ذهبوا بالأجور فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً

 كذلك عن الطاعات البدنية كالحج والعمرة ففى حديث الترمزى  "أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ ؟ قَالَ لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ"