الله تعالى بعث نبيه محمداً صل الله عليه وسلم نذيراً وبشيراً وارسله للناس كافة ليبلغ عنه تعالى رسالته الى البشرية جمعاء فقال فى كتابه المحكم اياته
"﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ سبأ: 28
وقد حدثنا النبى صل الله عليه وسلم خلال طريق بلاغه لدعوة الاسلام وتبشيره به العديد من قصص السابقين من الانبياء والامم السالفة فى العصور البائنة
وفى هذا الشأن افاد الدكتور على جمعة المفتى السابق للديار المصرية وعضو هيئة كبار العلماء _ان مِمَّا ذكر من قصص السابقين التى فاقت أكثر من خمسين حديثًا منها ما أخرجه البخاري وأحمد، قال رسول الله ﷺ:«لم يتكلم في المهد إِلَّا ثلاثة: عيسى ابن مريم، ورجلٌ من بني إسرائيل كان يُدْعَى: جُرَيْج».
واشار الى ان ممن نطق فى المهد وفقاً للحديث هو عيسى ابن مريم، -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- فقد جاء فى شأن مولده قول الله تعالى "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا" .
وقال عضو هيئة كبار العلماء ان يوم مولد عيسى عليه السلام ذُكِرَ في القرآن؛ استبشارًا بكلمة الله، نور الأنوار، وسر الأسرار موضحاً ان عيسى عليه السلام اختلف عليه البشر؛ منهم: مَنْ كَذَّب واتهم، ومنهم: مَنْ غالى فعبد، ومنهم: مَنْ عرفَ الحقَّ فآمن.
متابعا فعيسى عليه السلام : حبيب الرحمن، وهو نبيٌّ من أنبيائنا؛ ولذلك فَمَنْ أنكره، أو تطاول عليه فقد كفر، كفر كفرًا ينقله عن الملة، كفر كفرًا لم يبقه بعد ذلك مسلمًا.
ولفت ان عيسى عليه السلام : كان مُبَرَّئًا من كل عيبٍ ونقصٍ وشينٍ، لم يفعل شيئًا في حياته إِلَّا وقد رَضِيَ اللهُ عنه.
واكد المفتى الاسبق ان النبى صل الله عليه وسلم اشعرنا أننا لسنا في صدامٍ مع العالم، وأننا لسنا في صدامٍ مع أحد، وأننا نفتح قلوبنا وأيدينا للناس من حولنا؛ لأن هؤلاء هم عملاؤنا، هم الذين نعمل عليهم، حتى يهديهم الله سبحانه وتعالى على أيدينا.
ولفت ان النبى ﷺ كان يقول: «لئن يهدي الله بك رجلًا واحدًا، خيرٌ لك مِمَّا طلعت عليه الشمس وما غربت».
واوضح ان التاجر يحافظ على عملائه؛ ولذلك فالمسلم يحافظ على كل الخلق، لأن كل الخلق إنما هم من عملائه الذين يريدُ أن تصل إليهم كلمة الله.
اترك تعليق