نخصص تلك المساحة لبعض الكلمات التى تتحرر فيها من الاحكام الشرعية والفتاوى الفقهية لنجعلها رشفة تختلط بوجدان القلب فتسمو بها النفس وتعلو بها الهمم وترتقى بمعانيها المشاعر .
ومن جميل ما قرأنا اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
ونحنُ داخلين إلى 2024 لازال يوجَد ناس يتشاءمون مِن البومة أو القطّ الأسود أو يتشاءمون من أشياء "كالمرآة المكسورة" أو حتى من أيامٍ معيّنة "كالثلاثاء" فلا يشتغِلون فيه، و لا يسافرون ..و هذا شِركٌ و العياذ بالله.
فقد قال -صلى الله عليه وسلم- :" من ردّتهُ الطَّيْرة عن حاجته ، فقد أشرك"
[صحيح الجامع]
-وأكّد رسول الله ، في حديثٍ آخر ..فقال :"الطّيرةُ شرك ، الطّيرةُ شرك ، الطّيرةُ شرك" [صحيح الترغيب]
-وزاد صلى الله عليه وسلم : ( لا عَدوى ولا طَيرة و لا هامةَ و لا صفر، و لا نَوء ولا غول، ويُعجِبني الفأل)[صحيح الجامع]
شرح الحديث :
- لا عدوى : والمعنى هنا ، إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية
مِن أنّ الأشياء تُعدي بطبعِها ، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنّ هذا الشيء باطل، و أنّ المتصرّف في الكَون هو الله وحده
- و أمّا الهامة: فهو طائرٌ يسمى البومة، يزعم أهل الجاهلية ( و بعضٌ منالناس) أنه إذا نعقَ على بيت أحدهم فإنه يموت فردٌ من هذا البيت، فأبطل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك
- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا صفر)) فهو الشَّهر المعروف وكان بعض أهل الجاهلية يتشاءمون به.
فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وأوضح صلى الله عليه وسلم أنه كسائر الشهور ليس فيه ما يُوجِب التشاؤم
- وأما النوء : فهو أحَد الأنواء، وهي النجوم
وكان بعض أهل الجاهلية يتشاءمون ببعض النجوم
فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك
- وأما الغول: فهو جنسٌ من الجِن يتعرّضون للناس
في الصحراء، و يُضلُّونهم عن الطرق و يخوِّفونهم،
وكان بعض أهل الجاهلية يعتقدون فيهم،
وأنها تتصرف بقدرتها، فأبطل الله ذلك.
أما الفأل: فهو أن يسمع الإنسان الكلمة الطيبة، فتسُرُّه،
و لا ترده عن حاجته، وقد فسّر النبي صلى الله عليه وسلم الفأل بذلك فقال صلى الله عليه وسلم: ((ويعجبني الفأل))
قالوا: يا رسول الله وما الفأل؟قال: ((الكلمة الطيبة))
ومن أمثلة ذلك أن يسمع المجاهِد في سبيل الله : من ينادي : يا منصور ، يا فاتح أو غير ذلك ..فيتفاءل به ويمضي بهمّة أعلى.
أخيراً ، ثبت عنه -صلى الله عليه و سلم- أنه قال :"إذا رأى أحدُكم ما يكره فليقُل : اللهم لا يأتي بالحسناتِ إلا أنتَ ، ولا يَدْفَعُ السيئاتِ إلا أنتَ ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بكَ"[صحيح النووي].
اترك تعليق