بين رحى مشاغل الدنيا وسندان همومها تدور النفس تبحث عن ملاذ آمناً لها يُطمئنها ويروح عنها ويضمن لها الهدوء والسكينة
ولا يتأتى هدوء القلب والنفس والاطمئنان والسكنُ الا باللجوء الى جنب الله تعالى بالذكر والدعاء وتفويض الامر له سبحانه
ولهذا نبدأ يومنا بطلب العفو والمغفرة لما فرطناه فى امر انفسنا و جنبه سبحانه فندعوه بما ورد ذكره فى كتابه
"وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " البقرة: 286 _" وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ " البقرة: 286
ولا يجبُ ان ييأس الانسان من نفسه او من رحمة الله تعالى عليه فأعتياد تقويم النفسُ واجب كل مُسلم كما ان رحمة الله تعالى واسعة وصبره على عباده لا ينفد فهو القائل "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ " الأعراف: 156
وكذلك نساله سبحانه ونعوذ به من جَهْدِ البلاءِ ودركِ الشقاءِ وسوءِ القضاءِ وشماتةِ الأعداءِ
و اشار العلماء ان من اداب وشروط الدعاء ان يكون الانسان مستقبلاً للقبلة رافعاً يديه مستحضراً قلبه موحداً بالله فى الوهيته وان يثنى عليه سبحانه قبل الدعاء وان يصلى ويسلم على نبيه وان يسأله تعالى بأسمائه الحسنى وان يخلص الانسان لله فى حاجته وان يوقن فيه سبحانه بالاجابة مع الالحاح فى الدعاء واخيراً اطابة المأكل والمشرب
اترك تعليق