هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"الخنزير" في القرآن

بيَّنت النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة. ما يحل وما يحرم من الأطعمة والأشربة. وأكد الحق جل وعلا في كتابه العزيز حقيقة أزلية خالدة إلي يوم الدين. مؤداها أن كل طيِّب حلال. وأن كل حرام خبيث.


وجمع الله تبارك وتعالي الأمرين معًا "الترغيب في الطيبات والتنفير من المحرمات". في جزء من آية واحدة. حين قال "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ".

وقد حرَّم الله تعالي الخنزير. والدراسات المنشورة - علي كثرتها - لا تظهر إلا نزرًا يسيرًا من مضار أكل لحم الخنزير. والتعايش مع هذا الحيوان الموغل في القذارة. فأورد القرآن الكريم تحريم لحم الخنزير في أربعة مواضع فيپقوله سبحانه وتعالي: "إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله"پوقوله تعالي: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ" وقوله تعالي: "قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَي طَاعِمي يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيري فَإِنَّهُ رِجْسى"پوقوله تعالي: "إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغي وَلَا عَادي فَإِنَّ الله غَفُورى رَحِيمى".

ولم يورد القرآن الكريم كلمة "خنـزير" بصيغة الإفراد. إلا في هذه المواضع الأربعة. لكنَّه أوردها بصيغة الجمع في موطن آخر لا غير. وهو قوله تعالي معرضًا باليهود الذين تنكَّروا لدعوة الرسول الكريم: "قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرّي مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ الله مَنْ لَعَنَهُ الله وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرّى مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ".

ولو رجعنا إلي الآيات الأربع. لوجدنا أن تحريم لحم الخنـزير كان قطعيًّا فيها جميعًا. من أول آية نزلت إلي آخر آية. فلم يحرم المشرع سبحانه لحم الخنـزير بالتدريج. كما حرَّم الخمرة مثلاً. ليدلل بذلك علي مدي الضرر الذي يُسببه هذا الحيوان لآكليه من البشر.

وبالنظر إلي الآيات الأربع. نجد أن آية سورة الأنعام هي الوحيدة التي تعلِّل سبب تحريم لحم الخنـزير. حيث قوله تعالي: "أَوْ لَحْمَ خِنْزِيري فَإِنَّهُ رِجْسى" فوصف الخنـزير بأنّه "رجس". وسُمِّي بذلك. لتعوُّده أكْلَ النجس.

أما ما يحرم من الخنزير. فلا خلاف بين علماء المسلمين قاطبة في تحريم الخنزير بجميع أجزائه. الشحم واللحم. والأحشاء والعظم. والجلد والغضاريف. وغير ذلك. لكنهم اختلفوا في بعض الجزئيات اليسيرة - كالشعر مثلاي - هل يجوز استخدامه أم يحرم ذلك؟

ومنذ آلاف السنين ظهر حيوان الخنزير كحيوان ملعون. محرم ومكروه في كل الأديان الإبراهيمية. حتي الحضارات القديمة لم يسلم الحيوان من كرهه له حيث كان يعتبر المصريون القدماء الخنزير حيواناً نجساً. فإذا لمس خنزير أحد الأشخاص وهو سائر. يجب عليه أن يغطس في النهر هو وثيابه وبالنسبة لرعاة الخنازير فكانوا فئة منبوذة في المجتمع المصري القديم وممنوعين من دخول المعابد المصرية ولا يتزوجون أو يُزوّجون إلا من رعاة خنازير مثلهم.

وفي الميثولوجيا الكنعانية. يمثل الخنزير رمزاً للشر والكره.. والإغريق حرموا أيضا في إحدي عصورهم أكل لحم الخنزير. اعتقادا منهم أن أدونيس الإله الإغريقي قتله خنزير بري. وفي أسطورة دلمون السومرية التي تصف جنة عدن تؤكد خلوها من الخنزير.. وفي الديانة اليهودية. ترفض أكل أنواع مختلفة من اللحوم. من بينها لحم الخنزير. ورغم أن المسيحية لا تحرم صراحة أكل الخنزير. لكن أيضا عدد كبير من المسيحيين لا يفضلون لحمه.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق