سؤال ورد لفتاوى وأحكام الأزهر الشريف جاء فيه ماحكم الإقتراض بغير ضرورة يجيب علي هذا السؤال فضيلة الشيخ عبد الحميد السيد الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد؛ فالقرض هو: هو أن يستدين إنسان من آخر مقدارًا من المال إلى أجل، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من عاقبة الدَّيْن عند عدم السداد، فقد أخرج النسائي في سننه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ رضي الله عنه قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ؟ فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ؟ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَوْ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ، ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ" .
ولذا استنبط العلماء كراهية القرض إذا كان لغير ضرورة، وأما إذا كان القرض بفائدة فيحرم، وعليه فالاستدانة لأجل الكماليات يُعَدّ ضربًا من السَّفَه، فعلى السائل الكريم أن يقنع بما آتاه الله تعالى، وأن يستعيذ بالله من الدَّيْن كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
اترك تعليق