هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ذي هيل الامريكية: مصر لا يمكن أن تكون جزءا من أي حل يقضي بنقل الفلسطينيين إلى سيناء

ذكرت صحيفة ذي هيل الامريكية أنه في هذه الأوقات العصيبة، والأحداث المضطربة في غزة وإسرائيل، يشهد المجتمع العالمي تذكيراً مؤثراً بأن الرخاء الدائم لا يمكن تحقيقه على حساب بؤس الآخرين.


في مصر، شهدنا دائرة العنف التي سيطرت على الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأجيال عديدة.

 

ورغم التغاضي عن تحذيراتنا السابقة بشأن عدم الاستقرار الناجم عن الافتقار إلى حل سياسي مستدام للإسرائيليين والفلسطينيين، فإن السؤال يظل قائما: كيف إذن يمكننا أن ننظر إلى ما هو أبعد من اللحظة الحالية، ونبني سلاما عادلا ودائما للجميع؟

 

بالمنطق السليم، يجب على المجتمع الدولي أن يتفق على دعوة منطقية لتهدئة التصعيد نحو وقف إطلاق النار الذي يضع حداً لحالة القتال ويسمح بسرعة للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى سكان غزة، الذين حرموا من أي إمكانية الوصول إلى المياه والإمدادات و الكهرباء.

 

إن دورة العنف تتغذى على مشاعر عميقة بالانتقام، لكن يجب على القادة المسؤولين أن يتذكروا أن التزامات الدول بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يجب التمسك بها واحترامها في جميع الأوقات، وذلك لحماية المدنيين الأبرياء من ويلات الحرب.

 

على هذا النحو، فإن دعوة إسرائيل لإجلاء أكثر من مليون من سكان غزة ليست غير عملية فحسب، بل تتعارض أيضًا مع هذه الالتزامات القانونية لقوة الاحتلال، ومن شأنها أن تعجل بحدوث كارثة إنسانية. إن دعوة الإخلاء هذه تتحدى أيضًا فكرة حل الدولتين القائم على الإنصاف والعدالة.

 

إن تجريد المواطنين من وطنهم وتحويلهم إلى لاجئين دائمين لا يقربنا من الحل السياسي الدائم، بل يصد ويغذي مشاعر الألم وبالتالي ردود أفعال على شكل عنف بدافع الانتقام.

 

إلى أن نتمكن من تنفيذ وقف مبكر لإطلاق النار، يجب أن تكون سلامة المدنيين على رأس أولوياتنا.  وينبغي تمكين الأمم المتحدة من تخصيص ملاذات إنسانية داخل غزة، وتوفير الملاذ والرعاية اللازمة لأولئك الذين وقعوا في مرمى النيران وحماية المدنيين الأبرياء.

وفي ظل تطورات و استمرار الصراع في غزة، كانت هناك ادعاءات كاذبة تربط مصر بفرض الحصار علي غزة. في الوقت نفسه، هناك أصوات تطالب بفتح مصر حدودها، والسماح للاجئين الفلسطينيين بالبحث عن ملاذ في سيناء.

 

دعونا نحلل الوضع بعمق. ولابد من النظر إلى الدور الذي تلعبه مصر في معبر رفح، الذي يعد مجرد واحد من سبع نقاط دخول إلى غزة، بينما ترتبط بقية المعابر بإسرائيل.

 

الحقيقة أن مصر لم تغلق معبر رفح؛  وظل يعمل حتى أدت الغارات الجوية الإسرائيلية على الجانب الغزاوي إلى تعطله.  ومرة أخرى، ما زلنا منخرطين بشكل كامل مع محاورين متعددين لضمان مرور آمن للمساعدات التي تشتد الحاجة إليها في غزة.

موقف مصر واضح: لا يمكن أن تكون جزءاً من أي حل يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء.  إن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى نكبة ثانية، وهي مأساة لا يمكن تصورها لشعب صامد لديه رابط غير قابل للكسر مع أرض أجداده.

 

ولنكن واضحين، مصر ليست في مجال قبول أي اقتراح من شأنه أن يخفف من قضية فلسطين.

 

إن الدبلوماسية النشطة القادرة على خلق أفق سياسي من خلال عملية سلمية، مستلهمة من مؤتمر مدريد في عام 1991، والتي تؤدي إلى حل سياسي عادل، قادرة على إنهاء هذا المستنقع التاريخي.

 

تعمل مصر بنشاط مع جميع الأطراف المعنية لضمان حماية المواطنين الفلسطينيين، وضمان سلامة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى المدنيين الإسرائيليين والأمريكيين والدوليين، وكذلك المعتقلين الفلسطينيين، الذين وقعوا ضحايا لدوامة لا نهاية لها من العنف.

 

ولإنهاء دائرة العنف، يجب علينا أن نعترف بعقود من السياسات التي قللت من الآمال في إقامة دولة فلسطينية عادلة ومنصفة.  وفي الوقت نفسه، يتعين علينا أن نعترف بالسياسات الفاشلة التي سمحت للمتطرفين على الجانبين بإملاء مسار خطير من سياسة حافة الهاوية التي أشعلت النيران التي تجتاح فلسطين وإسرائيل.

 

لقد دافعت مصر دائمًا عن قضية كسر هذه الحلقة المفرغة، والرد على التطرف، وتعزيز المثل العليا التي بدأت في ريادة ومناصرة السلام منذ أواخر السبعينيات، لتهيئة الظروف والبيئة اللازمة لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم.

 

واليوم نقف على الهاوية ونواجه أعمال عنف ودمار لا يمكن تصورهما.  وعلينا أن نغتنم هذه الفرصة ونسعى إلى تحقيق سلام دائم، على أساس الرحمة والعدالة.

https://thehill.com/opinion/international/4266008-egypt-cannot-be-part-of-any-solution-involving-the-transfer-of-palestinians-into-sinai/





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق