هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نتائج مذهلة عن مناخ الشرق الأوسط في "العصر الجليدي"

وسط الحر الشديد الذي يضرب منطقة الشرق الأوسط. خلال فصل الصيف. نستعيد دراسة عالمية سابقة. كشفت حال المناخ في منطقتنا. خلال العصر الجليدي.


ونشرت مجلة " كواتيرناري ساينس ريفيو" نتائج دراسة زراعية مناخية تاريخية. كشفت عن نتائج مذهلة حول المناخ والطقس والبيئة الزراعية في منطقة الشرق الأوسط طوال 20 ألف عام مضت.

وأظهرت الدراسة الانتقال من البرودة الجافة للغاية. إلي الأمطار الغزيرة الرطبة. وصولا للاعتدال الحراري. بعد نهاية العصر الجليدي وقتئذ.

وأثبتت كيف أن هذا التحول المناخي كان حدثا أساسيا خلال تلك السنوات. وسمح للبشر الساكنين في هذه المنطقة من التحول من نمط الصيد والالتقاط إلي نموذج الفلاحة والاستقرار الزراعية. وتاليا تأسيس البنية التحتية لتشكل الحضارات الأولي في منطقة الشرق الأوسط.

وانطلقت الأبحاث العلمية التفصيلية من موقع أثري في منطقة وادي الحولة. في الضفة الغربية لنهر الأردن. حيث وجد علماء الآثار عام 1999 موقعا لأقدم مصنع زراعي في التاريخ. حيث وجدوا تراكما لأكثر من 60 نوعا من الرسوبيات الزراعية. التي تعود كُل واحدة منها إلي فترات زمنية متراكمة. تعود لأكثر من 12 ألف عام.

وباستخدام الكربون المُشع. وبعد أخذ مئات العينات من تلك الرسوبيات النباتية. تمكن العلماء من تشكيل نموذج وتصور لكيفية تطور المناخ في هذه المنطقة. التي تقع وسط بلدان الشرق الأوسط. وتشكل أداة لمعرفة الكثير من المعطيات عن التحولات المناخية التي جرت في هذه المنطقة.

وحسب معطيات الدراسة. فأن فصل الشتاء في هذه المنطقة قبل 20 ألف عام كان أبرد مما هو عليه بحوالي خمسة درجات مئوية. بينما كان فصل الصيف أبرد بعشرة درجات. لكن مستويات هطول الأمطار مماثلة لما هي عليه اليوم.

في ذلك الوقت. حيث كان العالم يشهد مرحلة "ذروة العصر الجليدي الأخير". لم تكن منطقة الشرق الأوسط مغطاة بالجليد طوال شهور العام. كما كان الحال في القارة الأوربية وأميركا الشمالية.

وقبل 12 ألف عام. انخفضت درجات الحرارة في أغلب أقاليم المنطقة. بحيث صار الجليد يُغطي أغلبها طوال شهور العام. في مطابقة لباقي مناطق العالم. مع تقلبات مناخية وهطول كثيف للأمطار علي مدار العام.

تلك المرحلة التي تُغرف بـ"يونج درياس". لم تتطور فيها البُنية الزراعية بسبب البرودة الشديدة.

واستمر ذلك المناخ البارد وكثير الأمطار حتي قبل 5 آلاف عام. حيث ارتفعت درجات الحرارة وقتئذ. وصارت تنتشر أشجار الفستق والبلوط والزيتون في أغلب مناطق الشرق الأوسط. خصوصا في الأشرطة الساحلية. حسب الدراسة.

وأثر ذلك التنوع المناخي بعمق علي نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان المنطقة. حسبما يقول البروفيسور جونين شارون. في مقابلة مع صحيفة جورناليزم بوست. وهو أحد الباحثين المُشرفين علي هذه الدراسة الموسعة "في دراسة عصور ما قبل التاريخ. تسمي هذه الفترة بفترة العصر الحجري الحديث. ففي بداية تلك التحولات المناخية. تم تنظيم الناس في مجموعات صغيرة من الصيادين وجامعي الثمار الذين كانوا يجوبون المنطقة. صرنا نشهد تغييراً كبيراً في نمط الحياة: ظهور الحياة المستقرة في القري. وعمليات دراماتيكية إضافية وصلت إلي ذروتها من خلال الانتقال إلي طريقة الحياة الزراعية التي شكلت العالم كما نعرفه اليوم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق