ثلاثة أطفال من محافظة سوهاج خرجوا من منازلهم بحثاً عن الذهب في صحراء قنا علي الطريق الصحراوي قفط- القصير، حيث تعد هذه المنطقه من أهم أماكن البحث عن الذهب وكثيراً من الباحثون عن الذهب ماتوا عطشاً وجوعاً، وبعضهم تمكنت أجهزة الأمن من ضبطهم وصدرت ضدهم أحكام قضائية رادعة، إلا أن هوس البحث عن الذهب ظل يداعب خيالهم بحثاً عن الثراء السريع.
رغم أن جميع المغامرون بحثاً عن الذهب في صحراء قنا يعلمون أن طريقهم وعرة وخطورة مغامراتهم قاتلة تؤدي إلي الهلاك السريع في صحراء قنا القاحلة، ومع ذلك لم يتعظ أحداً ونري كثيراً من الجثث المتعفة علي أطراف طريق قفط- القصير أو العثور علي جثث متحللة وهياكل عظمية لا يستدل عليها أحداً إلا نادراً. وعلي نفس منطقة قفط- القصير، تري الاهالي يسألون عن اقاربهم الذين تاهوا في الصحراء ولا مجيب، ويظل أهلهم يبحثون عن ذويهم وهم لا يعلمون أنهم تاهوا في الصحراء بحثاً عن الذهب.. ولكن القصة هذه المرة أشد مرارة وأكثر غرابة، حيث ان الذين ذهبوا للتنقيب عن الذهب ثلاثة أطفال لا تتجاوز أعمارهم "16 عاما" وجميعهم من محافظة سوهاج وهم: مصطفي محمد الضبع "16 سنة" ومناع محمد الضبع "14 سنة" وعبدالواحد عمر الضبع "14 سنة" جميعهم في سن الزهور وهو ما يجعل الحادث يرتقي للماسأة الإنسانية.
بعدها تبدأ الاسئلة التي يجب أن يجد المجتمع لها حلاً ويأتي على رأسها هل يمكن أن يقوم ثلاثة من الأطفال بمفردهم بعمل تشكيل عصابي للتنقيب عن الآثار وهو ما يعد من المستحيل، حيث ان هذه الأعمال تحتاج إلي رجال أقوياء ولهم خبرة في هذا المجال، والأهم وجود المعدات الخاصة بالتنقيب، بالاضافة إلي ضرورة توافر الأموال وبالتأكيد أن هؤلاء الأطفال لا يستطيعون توفير كل هذه الأموال والمعدات.
يأتي السؤال الأهم: من غرر بهؤلاء الأطفال البسطاء في الدخول إلي طريق المهالك؟! وبالتأكيد أن وراء الحادث عصابات أكبر من قدرة الأطفال ولابد من إجراءات عاجلة لمعرفة المتهمين الحقيقين الذين تركوا الأطفال في قلب الصحراء القاحلة وربما يكون أعضاء عصابات التنقيب عن الذهب كانوا مع الأطفال ولكنهم افترقوا في الصحراء وطبعا فر قادة العصابة واستقلوا سياراتهم وتركوا الأطفال لمصيرهم المحتوم.
كان اللواء مصطفي مبروك درة مدير أمن قنا قد تلقي بلاغاً بالعثور على 3 جثث ملقاة في المنطقة الصحراوية بالقرب من الكيلو 75 على الطريق الصحراوي قفط- القصير.
تبين أن المجني عليهم من محافظة سوهاج وهم: مصطفي محمد الضبع "16 سنة" ومناع محمد الضبع "14 سنة" وعبدالواحد عمر الضبع "14 سنة".
انتقلت علي الفور أجهزة الأمن بمديرية أمن قنا، حيث تبين أن المتوفيين كانوا يبحثون عن الذهب في منطقة الكيلو 75 على الطريق الصحراوي قفط- القصير، وهذه المنطقة يطلق عليها "دهّابة" نسبة إلي كثرة التنقيب عن الذهب، ولكنهم ضلوا الطريق وماتوا من الجوع والعطش.
أشرف مرفق إسعاف قنا علي نقل الجثث لمستشفي قنا العام.. وأشرف مدير إدارة البحث الجنائي على تشكيل فريق لكشف ملابسات الحادث.
اترك تعليق