بقلم ليلى جوهر
تكاليف ونفقات الزواج بين الإعتدال والمغالاة فى تكاليف الزواج وإقامة أسرة أطرافها مازالوا فى مقتبل العمر.
فتكوين بيت الزوجية يتطلب التوازن والإعتدال فى نفقات وتكاليف الزواج مع الحفاظ على الحقوق والواجبات بين أطراف العلاقة الزوجية المستمدة من العقائد والأديان والقوانين والأعراف المجتمعية الصحيحة..
الزواج شرعة الله سبحانه وتعالى لتكوين أسرة وجعل الرباط بين الزوج والزوجة المودة والرحمة
قال تعالى
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)
صدق الله العظيم
هذا هو قوام هذه العلاقة الزوجية المودة والرحمة من أجل تكوين أسرة سعيدة ..
وكذلك شرع الزواج
لحماية الشباب من مخاطر الانحراف فالزواج وقاية للشباب وحماية لهم.
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَة فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ..
كذلك شرع الزواج لإنجاب ذرية صالحة ليعبدوا الله ويعمروا الأرض فيشكلوا أسرة صالحة تكون نواة المجتمع..
من وجهة نظرى أن فى التيسير على الشباب الوقاية وفى التعسير الانحراف عن السلوك الصحيح ..
من هنا نحث الأسر على حسن اختيار للزوج والزوجة طبقا لما يتحلوا بهما من خلق ودين وعلم وأن يتحقق بينهما الايجاب والقبول وأن يكون الزوج كفء للزوجة فالإيجاب والقبول شرطا لعلاقة زوجية صحيحة ومستقرة بعيدا عن بريق المال..
فالخلق والعلم والدين أساس الاختيار الصحيح..
والسؤال هنا هل حدث تغير فى تكاليف ونفقات الزواج ؟
فى الواقع لقد حدثت بعض المتغيرات نتيجة للحياة العصرية
فاصبح هناك بعض المغالاة من بعض الأسر فى تكاليف ونفقات الزواج...
وهنا لابد من بحث هذه المتغيرات من علماء النفس والقانون والدين والإجتماع والاقتصاد والإعلام للحد من المغالاة فى نفقات وتكاليف الزواج ووضع رؤية معتدلة لتتحقق معها الرسالة والغاية من إقامة رابطة الزوجية ..
مما لاشك به أن العالم يمر بأزمة اقتصادية عالمية وألقت بتداعياتها على الظروف الاقتصادية المحلية وبعض المشكلات المحلية نتيجة الاستيراد للمنتجات مع أرتفاع سعر الدولار مما ترتب عليها زيادة الأسعار لمستلزمات الزواج وأقامة وتشيد بيت الزوجية..
ولذا يجب أن نبحث عن سبل تيسير الزواج بدون مغالاة أى الإعتدال فى نفقات الزواج وتكاليف أقامة حياة زوجية مستقرة...
ولنبدأ بطرح هذا السؤال
ما هى الاسباب التى أدت إلى ارتفاع تكاليف ونفقات الزواج؟
هناك العديد من الأسباب المتعددة ومنها..
الحالة الاقتصادية وارتفاع أسعار مستلزمات إقامة بيت للزوحية ومنها السكن والأثاث ومصروفات إقامة الحفلات والمهر والشبكة وغيرها من نفقات الزواج..
حفلات الخطوبة والزواج وما يصاحبها من نفقات باهظة فى بعض الأحيان وبثها عبر وسائل الإتصالات..
بث الحفلات عبر مواقع الانترنت وتقليد الأخرين برغم الاختلاف بين الطبقات المجتمعية..
عدم المراعاة البعض لطبيعة اختلاف المستوى المادى بين أفراد المجتمع فبطالبوا الشاب بنفقات أكثر من مستواه أسوة بالأخرين..
مغالاة بعض الأسر فى طلبات الزواج من مهر وشبكة ومسكن ومستلزماته وحفلات الخطوبة والزواج.
ضعف تحقق مستوى دخل عال ليستطيع الشاب من خلاله توفير نفقات وتكاليف الزواج..
هذه بعض أسباب المغالاة فى نفقات وتكاليف الزواج مما يؤدى إلى تأخر سن الزواج بالنسبة للشاب والفتاه..
فما هى الحلول المقترحة للحد من الإنفاق والإعتدال من تكاليف الزواج؟
هناك بعض الحلول ومنها..
المشاركة بين أطراف العلاقة المقبلين على الزواج وأسرهم فى إقامة وتأسيس بيت الزوجية ..
عدم المغالاة فى المهر والمؤخر والشبكة و السكن والاثاث والأجهزة بحيث لا تمثل عائقا فى توفير متطلبات الزواج..
اقامة حفلات خطوبة وزواج باعتدال طبقا لمستوى دخل الشاب والفتاه بدون إسراف بتكاليف بسيطة تحقق الإعلان عن الزواج ..
الأخذ بنظرية فقه الأولويات فى تأسيس منزل الزوجية فلا للرفاهيات ونعم للأولويات..
استبدال المنتج الأجنبى بالمنتج المصرى فى حال توافره وجودة المنتج وانخفاض سعره عن المنتج المستورد..
اقامة معارض للشركات المصرية بسعر فائدة مخفض ولمدة طويلة لمستلزمات البيت المصرى..
الاستفادة من القوانين التى تتعلق بمنظومة الإسكان الاجتماعى وتملك وحدات السكنية عن طريق الإيجار الذى ينتهى بالتملك..
الاستفادة من المبادرات البنكية للشباب محدودى الدخل التى تتطلب ألا يزيد القسط عن 50 فى المئة من مستوى الدخل للشباب لتملك وحدة سكنية لمحدودى الدخل ولمدد زمنية طويلة الأجل للتقسيط..
اقامة المزيد من المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر والتشجيع عليها لايجاد فرص عمل تحقق دخلا أضافيا ليستطيع الشباب تحمل نفقات وتكاليف الزواج..
اقامة برامج عبر وسائل الإعلام عن مفهوم الزواج والحقوق والواجبات كما أقرتها الأديان والقوانين المستمدة من الشرائع السماوية..
منع البرامج التى تحرض على افساد العلاقة بين الشاب والفتاة بمفاهيم خاطئة بعيدا عن المفاهبم الصحيحة للأديان والأعراف والتقاليد المجتمعية..
بث برامج إعلامية من خلال علماء الدين والنفس والاجتماع توضح المفهوم الصحيح للعلاقة الزوجية وكيفية تأسيس بيت الزوجية .
الفهم والإحتواء ومراعاة ظروف الأخر فهى علاقة روحية ستمتد عبر سنوات الحياة ..
هذه بعض الحلول لمواجهة المغالاة فى نفقات وتكاليف الزواج وعلى كل أطراف العلاقة الزوجية مراعاة الأخر فالتوافق بين أطراف العلاقة أساس علاقة زوجية سليمة بعيدا عن المغالاة فى تكاليف ونفقات الزواج من أجل إقامة أسرة سعيدة تمثل نواة المجتمع ..
فأساس إقامة أسرة سعيدة السكن والرحمة والتعاون والمحبة والمودة والاحترام ومعرفة الحقوق والواجبات ، فبالحب نبنى وبالتعاون نؤسس وبالعطاء تمتد الجسور وبالحنان تسقى ينابيع المحبة بين أدم وحواء.
اترك تعليق