ان العبادات تنقسم الى نوعين احدهما ظاهراً بالجوارح كالصلاة والصيام واخر غير ظاهر قلبى كالتوكل على الله والخوفُ منه سبحانه والرضا يقضاءه والثقة فيه
والثقة فى الله هى من صفات الانبياء والاولياء والصالحين ومن مشاهدها ثقة ابراهيم عليه السلام عندما اُلقى فى النار فقال "حسبنا الله ونعم الوكيل"_فما كان منه تعالى المُطلع على قلوب العباد الا ان اعقب يقين الخليل بقوله تعالى "قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ" [الأنبياء(69)]._ليكفيه تعالى شر ما اُحيك له من كيد فحفظه من النار بقدرته تعالى
ومن مشاهد الثقة فيه سبحانه ايضاً موقف موسى لما تبعه فرعون عند شروق الشمس الى البحر الاحمر فكان جند فرعون من خلفه والبحر من امامه الا ان ثقته بالله لم تهتز فأعقب الله تعالى يقينه بأن شق له البحر
ومن المشاهد التى يجب ان لا تغفل عنها القلوب والعقول عن الثقة بالله تعالى ما كان من نبينا صل الله عليه وسلم عندما فر من كقار قُريش وتوارى بغار ثور هو وخليله ابوبكر الصديق رضى الله عنه فلما قدمت قُريش قال ابو بكر يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه، فقال: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما" رواه البخاري_او كما قال القرآن "لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا" التوبة(40)_فأعقبه الله تعالى النصر والرشاد وكفاه شر ما ارادوا به من كيد وجعل العز والنصر ايضاً والعاقبة له وللمؤمنين ولمن تبعه
ومن المُناجاة التى اُثرت عن السلف الصالح ما جاء فى كتاب اسرار المحبين _"اللهم إن ثقتي بك وإن ألهتني الغفلات عنك وأبعدتني العثرات منك بالاغترار أنا نعمة منك أجري في نعمك لا أزداد على سابقة علمك و لا أنتقص من عزيمة أمرك فأسالك يا منتهى السؤلات وارغب إليك يا موضع الحاجات سؤال من قد كذّب كل رجاء إلا منك ورغبة من رغب عن كل ثقة إلا عنك أن تهب لي إيمانا أقدم به عليك وأوصل به عظم الوسيلة إليك وأن تهب لي يقينا لا توهنه بشبهة إفك ولا توهنه خطرة شك ترحب بها صدري و تيسر به أمري ويأوى إلى محبتك قلبي حتى لا ألهو عن شكرك ولا أنعم إلا بذكرك."
اترك تعليق