قال الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس انه بمجرد ظهور نتيجة الثانوية العامة وحصول الطالب على مجموع يؤهله للالتحاق بكلية ما تبدأ سلسة جديدة من الحيرة والتشتت والصراعات النفسية التي تحدث لدى الطالب ووالديه والتي تتعلق باختيار الكلية المناسبة له، وتزداد هذه المشكلات مع حصول الطالب على مجموع مرتفع يؤهله للالتحاق بأكثر من كلية مميزة ( وهنا يشكو الطالب من صراع أو حيرة الاختيار بين أكثر من كلية كلها مميزة)، أو العكس صحيح في حالة حصوله على مجموع منخفض يدفعه الى الاختيار من بين أكثر من كلية تفتقد العديد من المميزات .
وتابع الدكتور تامر شوقي : في كل الأحوال يجب أن يكون قرار اختيار الكلية ناتجا عن عملية تحاورية تشاركية في جو ديمقراطي هاديء بين الطالب ووالديه يبدي خلالها الطالب لوالديه الكليات أو التخصصات التي يرغب في الالتحاق بها بما يتسق مع ميوله ورغباته، ثم يناقشه فيها والداه باعتبارهما الأكثر خبرة منه بحيث يوضحان له مدى مناسبة اختياراته لسوق العمل الحديثة، مع بيان مميزات وعيوب كل كلية من الكليات التي اختارها حتى يصل الطالب الى اقتناع تام بالكلية التي انتهى النقاش اليها، وقد يقنع الطالب والديه باختيار كلية معينة في ضوء تقديمه الأدلة والشواهد والبراهين والأمثلة التي تكفل له النجاح والتقوق فيها والالتحاق فيما بعد بفرصة عمل مناسبة .
وأكد أستاذ علم النفس التربوي انه قد ينتج عن فرض الوالدين رأيهما على الابن بضرورة الالتحاق بكلية معينة العديد من السلبيات منها :
•عدم ملاءمة تلك الكلية لقدرات الطالب الذي يعتبر هو أعلم الناس بقدراته ، وخاصة انه في ظل النظام الحالي للامتحانات في الثانوية العامة قد يحصل بعض الطلاب على مجاميع مرتفعة لا تعبر بشكل حقيقي عن مستواهم الفعلي في ضوء عوامل مثل الغش، والتخمين وبالتالي قد يطمح بعض الاباء في ضوء هذا المجموع الي الحاق ابنهم بكليات مميزة مثل الطب أو الهندسة ثم يُفاجئون بعدم قدرة اولادهم على النجاح في تلك الكليات مثلما حدث في بعض كليات الطب مثل طب أسيوط هذا العام .
•انصياع الطالب لضغوط الديه للالتحاق بتلك الكلية بدلا من اقتناعه بها، مما يولد لديه اتجاهات سلبية تجاه الدراسة بها والاستمرار فيها .
•احتمال تعرض الطالب للاصابة ببعض الاضطرابات النفسية الناتجة عن ضغوط الوالدين مثل الاكتئاب النفسي وفقدان الثقة بالنفس.
•حتى مع استمرار الطالب في الدراسة بالكلية قد يتعرض للرسوب في بعض السنوات أو الحصول على تقديرات ضعيفة.
•حدوث خلافات أسرية طوال سنوات الدراسة بين الطالب ووالديه في ضوء ميل الطالب إلى لوم والديه وتحميلهم مسؤلية اختيار هذه الكلية .
•ميل الوالدين الى اختيار الكليات ذات الوجاهة الاجتماعية ( وهي ما يُسمى بالخطأ كليات القمة) بغض النظر عن مدى ميل الطالب إليها .
وحذر الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس انه قد ينتج ايضا عن انفراد الطالب باختيار كلية معينة العديد من الاشكاليات، منها:
•في ضوء عدم نضج الطالب وعدم امتلاكه خبرات كافية قد يختار الطالب كلية ليس لها فرص عمل في المستقبل.
•قد يسعى الطالب إلى الالتحاق بكلية معينة بهدف البقاء مع زملائه من أيام المدرسة في نفس الكلية، حتى لو التحق بكلية تقبل بمجموع أقل كثيرا من مجموعه.
• قد يميل الطالب إلى اختيار كلية بإعتبارها الأقرب إلى محل سكنه حتى لو لم نكفل له فرص عمل جيدة في المستقبل .
•وقد تكون رغبة الطالب في الالتحاق بأحد كليات ما يسمى القمة بحكم محموعه المرتفع رغم علمه بأنه حصل على هذا المجموع نتيجة للغش .
اترك تعليق