ما العمر الا قنطرة بين الدنيا والاخرة فكل لحظة تمر فيه ما هى الا مسافة تُقربنا من الدار الاخرة لذلك علينا استثمار لحظات الزمن والاعتبار بها
وبتدبر الوقت المار بحياتنا نجد اننا على وشك وداعُ عام سيولى بخيره وشره يحمل اعمالنا دون عودة فما هى الا ايام تفصلنا عن العام الهجرى الجديد 1445 والذى يبدأ بشهر الله المحرم فكيف يُمكن الترتيب لاستقباله بما يعود علينا بالنفع وعظيم الحسنات
وفى هذا الشأن وضع اهل العلم روشتة استقبال يستطيع بها المرء الاستفادة من عامه الجديد منها
_التفاؤل والاستبشار بالخير ...فقد ورد عن ابى هريرة رضى الله انه انه قال "كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يُعجبُهُ الفَألُ الحسَنُ، ويَكْرَهُ الطِّيرةَ_كما ورد عنه صل الله عليه وسلم قوله "إذا قالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهو أهْلَكُهُمْ." فنظرة التفاؤل تبعث الى الامل فى النفوس وان مر الانسان بالمحن والصعاب
_التخطيط بأغتنام الاوقات بما هو مفيد وبما يوفر الاستفادة من الاعمار بالطاعات فالله تعالى يقول "أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [فاطر:37]
وقوله عز وجل"كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ" [الحاقة:24]..وهو مدح للمؤمنين بما احسنوا من استفادتهم بأعمارهم فى الدنيا
_العزم بصدق على استغلال ايام وليالى العام الجديد فى فعل الخيرات والتوبة وعدم الاجتراء على تكرار الذنوب والاثام فالله تعالى يقول "فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ"آل عمران:159
حكم صيام اول ايام العام الهجرى الجديد
ومن اعمال الخيرات الالتزام بالصلوات واخراج الصدقات والصيام وقراءة القرآن _وقد افادت الافتاء انه يجوز التطوع بصيام أول يوم من أيام شهر الله المحرم الذي هو أول شهر من شهور السنة الهجرية، ويستحب الإكثار في هذا الشهر من الصوم؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ» رواه مسلم.
اترك تعليق