هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الجمهورية اونلاين تنفرد.. اكتشاف بقايا زاحف بحري عملاق طوله 10 أمتار (صور وفيديو)

وحش الأعماق عمره 65 مليون سنة الأول من نوعه فى القارة

الصدفة وحب الاستطلاع صنعت تميمة حظ الشاب.

منطقة الاكتشاف غنية بالفوسفات وانواع كثيرة من الحفريات ..

تعتبر صحراء الوادي الجديد ، واحدة من أهم البقاع الاستراتيجية الغنية بمقومات الكنوز الطبيعية على مستوى القارة الأفريقية ، ومنطقة فريدة تعج بالاسرار والمكتشفات التى لم تبح بكامل أسرارها حتى الآن ، وذلك لأنها لم تكن هكذا منذ ملايين السنين ، بل كانت بحارا ومروجا خضراء تعيش فيها أنواع لاحصر لها من الكائنات الأسطورية العملاقة لما يقرب من 165 مليون سنة عبر ثلاثة عصور مختلفة أطلق عليها الترياسي والجوراسي والطباشيري كالديناصورات والزواحف وأسماك القرش الفتاكة..


رئيس جامعة الوادى الجديد:  الكائن يعرف "بالبليسيوزور" طويلة العنق وصغيرة الرأس 


طنطاوى لـ الجمهورية أونلاين: الزاحف عاصر الديناصورات وعمره  ٦٥ مليون عام 

مدير مركز الفقارية لبوابة الجمهورية : وزن الزاحف طن والعينات المكتشفة لعظام المعدة..

جبيلي : المنطقة بها ثروات هائلة من الحفريات ولا مثيل للكائن فى افريقيا..


عضو إتحاد المؤرخين العرب: المحافظ أول الداعمين للاكتشاف ويقف خلف كل إنجاز..

مكتشف الحفرية: اتمنى تسجيل المنطقة كمحمية طبيعية حفاظا على مقوماتها الطبيعية 

وعلى الرغم من مرور ملايين السنين عبر العصور والأزمنة السحيقة منذ فجر التاريخ ونشأة البشرية ، تبقي أسرار الخليقة الساكنة أسفل حبات الرمال وفى بطن الجبال ومتخلالات الصخور على امتداد صحراء مصر الغربية بمحافظة الوادى الجديد إحدى عجائب الطبيعة الخلابة التى لا تزال تستقطب أنظار العالم ليشاهد قدرة الخالق وجمال الطالع ، حيث يقف التاريخ على أعتاب الماضي متأملا شمس الأصيل وهى تعانق قمم الجبال فوق بحر الرمال ومعارج السهول التى كانت يوما من الأيام سكنا آمنا وبيئة خصبة تعيش فيها أضخم الكائنات البحرية والبرية على وجه الأرض.

 

أكثر المتفائلين حظا لم يكن يتخيل أن الصدفة وحدها ، وحب الإستطلاع نحو إعادة كتابة التاريخ واذهال العالم قد تمنح ذلك الشاب العشريني من عمره شرف لقاء أقدم الزواحف البحرية العملاقة ، وأندرها على مستوى القارة الأفريقية بنحو ٦٥ مليون سنة أثناء تجوله بمنطقة كثبان رملية فوق ربوة عالية تعج بالتباب ومنحدرات الجبال الممزوجة بطبقات خام الفوسفات على بعد كيلومترات قليلة عن محل إقامته بقرية الهنداو التابعة لمركز ومدينة الداخلة.

بوابة الجمهورية اونلاين ، تابعت اللحظات الأولى للكشف العلمي الأول من نوعه على مستوى القارة الأفريقية برفقة الدكتور جبيلي عبدالمقصود مدير مركز الحفريات الفقارية بجامعة الوادى الجديد ومعاونه د.محمد كامل جيولوجي متخصص ، والدكتور محمود صالح باحث أثري عضو إتحاد المؤرخين العرب ، وأحد أبناء قرية الهنداو المجاورة لمنطقة الكشف التاريخي بالتنسيق مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة الداخلة.

بدأت احداث القصة المثيرة، عندما عثر الشاب محمد فوزى من أبناء قرية الهنداو بمركز الداخلة على بقايا بعض العظام المتحجرة بمنطقة الظهير الصحراوي على بعد كيلومترات غرب مدينة موط بالداخلة ، وعلى الفور تحرك فريق بحثي يقوده الدكتور جبيلي عبدالمقصود إلى موضع الاكتشاف لاستخلاص بقايا الحفرية وتنفيذ أعمال مسح شامل للمنطقة بالكامل بناء على توجيهات اللواء د. محمد سالمان الزملّوط محافظ الوادى الجديد.

أعلن أ.د عبد العزيز طنطاوي ، رئيس جامعة الوادي الجديد ، فى تصريحات خاصةً  عن اكتشاف أجزاء من بقايا هيكل لزاحف بحري عملاق وجد بطبقات خام الفوسفات غرب مدينة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد يرجع عمره لأكثر من 65 مليون سنة بواسطة أحد شباب قرية الهنداو بالداخلة ، مشيرا إلى أهمية الحدث ضمن سلسلة اكتشافات قسم الحفريات الفقارية بالجامعة في محاولة للتعرف علي طبيعة الحياه منذ ملايين السنين والأسباب والتغيرات المناخية التي أدت لانقراض تلك المخلوقات من على سطح الأرض.


أوضح طنطاوى ، أن الاكتشاف يتمثل في عدد من فقرات زاحف "البليسيوزور" البالغ طوله ١٠ أمتار تقريبا ، وهو نوع من الزواحف البحرية المنقرضة التي عاصرت الديناصورات وكانت تعيش خلال حقبة الحياة المتوسطة بداية من العصر الجوراسي وانقرضت نهاية العصر الطباشيري المتأخر بنحو (65 مليون سنة) ، والتى يمكن تصنيفها الي مجموعتين رئيسيتين وهما البليسيوزوريا (طويلة العنق وصغيرة الرأس) والبليوسوريا (قصيرة الرقبة وكبيرة الجمجمة).

أكد رئيس الجامعة أن بقايا عظام "البلزيوسوريا" المكتشفة مؤخرا غرب مدينة الداخلة تقع ضمن المجموعة الأولي طويلة العنق وصغيرة الجمجمة ، فضلا عن استدارة أجسامها نسبيا ، مشيرا إلى امتلاك هذه المجموعة من الزواحف علي أربعة زعانف قوية ورقبة طويلة تمكنها من السباحة ، أما الذيل فليس له دور كبير في توجيه جسم الكائن لصغر حجمه ، لافتا إلى إجراء بعض الدراسات التشريحية ، والتى أثبتت أن محاجر العينين كانت كبيرة في "البليسيوزور" لضمان مستوى رؤيته أثناء الصيد ، مثمناً جهود اللجنة العلمية التى استغرقت ٧ أيام للوقوف على ماهية الكائن فى سجل عامر بالإنجازات على صعيد الاكتشافات المتتالية لمركز الحفريات الفقارية بالجامعة.


وقال الدكتور جبيلي عبدالمقصود مدير مركز الحفريات الفقارية بالجامعة ، أنه علي الرغم من ضخامة حجم "البليسيوزور" يعتقد أنه كان له رئتين صغيرتين نسبيا للغوص فى الماء واصطياد فرائسه وذلك بالمقارنة مع مثيله في الحجم من ذوى الرئات الضخمة والذي كان يعيش علي اليابسة ولا يستطيع السباحة فى الأعماق ، مضيفا بأن أعمال اللجنة أسفرت أيضا عن وجود بعض الحجارة في معدة هذه الزواحف وتم تفسير ذلك بغرض إضافة وزن ثقيل للكائن لمساعدته على الغوص وتيسير عملية الهضم.

 

أضاف الجبيلي ، أن وزن مثل هذه الزواحف البحرية المنقرضة قد يصل إلى ما يقرب من الطن وطوله أكثر من عشرة أمتار في بعض الأنواع ، حيث كانت تعيش هذه الكائنات في البحار الضحلة والبحيرات العذبة وكانت لا تميل للغوص في الأعماق وذلك لحاجتها للتنفس كل فترة ، مشيرا إلى أنها كانت تتغذى على الأسماك واللافقاريات وبعض الزواحف المائية في الماء ، لافتاً إلى ندرة وجود حفائر لمثل هذه الزواحف البحرية  بشكل كبير على مستوى القارة الأفريقية ، مما يعطي أهمية كبيرة لاكتشاف اية بقايا عظام أو حفريات خاصة بها.

وتابع  بأن العينات التي تم اكتشافها ودراستها تتمثل في أجزاء من الجزء السفلي لمعدة الكائن وفقرات عظمية صغيرة وأجزاء من باقي الجسم والتي تم اكتشافها من نفس الطبقة لنوع وجنس الزاحف البحرى "البليسيوزور"، لافتاً إلى ماتتمتع به الصحراء الغربية من مقومات طبيعية وبخاصة فى حوض الداخلة الكبير نظرا لاحتوائه علي عدة طبقات متتالية تزخر بالعديد من بقايا الزواحف البرية والبحرية مثل الديناصورات والزواحف البحرية الأخرى والتي تجمعت علي اليابسة وداخل المياه الضحلة بالبحر التيثي القديم ، حيث جذبت تلك الإحياء الي جنوب مصر حيث المياه الضحلة الهادئة والغذاء الوفير. 


وفى نفس السياق ، أكد الدكتور محمد كامل جيولوجي متخصص بقسم الحفريات التابع لجامعة الوادى الجديد على أهمية اكتشاف مثل هذه الحفرية "البليسيوزوريا" لكونها أول حفرية بحرية يتم اكتشافها في مصر وإفريقيا ”لافتا إلى أن تلك الكائنات كانت موجودة حتى نهاية العصر الطباشيري، ثم انقرضت بشكل مفاجئ، هي وحوالي 95% من الكائنات التي كانت موجودة على سطح الأرض ، 

أضاف أن المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق وخاصة عندما يتعلق الأمر بمهمة البحث عن عظام وحش ساكن لم يتبقى منه سوى رفاته وبعض عظامه المتناثرة هنا وهناك والتى قد تتطلب أيام وربما أسابيع ، معربا عن تقديره للجهود المبذولة وتوفير الجامعة كافة سبل الدعم والامكانيات لتوثيق حياه تلك الكائنات المنقرضة منذ ملايين السنين وعرضها أمام الزوار لتبادل الخبرات وتنشيط السياحة المعرفية بين المؤسسات العلمية المختلفة.


أشار الدكتور محمود صالح ، باحث تاريخي ، أحد أعضاء اللجنة العلمية ، إلى نتائج الاكتشافات العلمية بمركز الداخلة لما تساهم بشكل كبير في التعريف بمقوماتها الطبيعية والجيولوجية، مؤكدا أهمية الاكتشاف والذى يعد فريد من نوعه دوليا وقاريا ، فضلا عن العائد من لإتاحة المجال امام الباحثين لاستكشاف المواقع الجبلية بتلك المنطقة وغيرها، الأمر الذى يتطلب ضرورة توفير مقر دائم أو مركز للحفريات بمدينة الداخلة للعرض امام الجمهور .

أعرب صالح عن تقديره لجهود المحافظة ووعى ابنائها بقيمة مثل هذه الاكتشافات الجاذبة لتنشيط السياحة الداخلية وجلب الزوار ، مشيداً بدور الشاب الذى ينسب إليه الفضل في العثور على بعض أجزاء بقايا عظام الزاحف البحرى طوال فترة عمل اللجنة العلمية على مدار يومين ، وهذا يعطي مدلولا هاما على الوعي الشديد لدى ابناء مركز الداخلة نحو الحفاظ على تلك المقدرات النادرة وتوثيقها بهدف نشرها علميا، مثمنا دور محافظ الوادى الجديد اللواء. د . محمد سالمان الزملّوط واهتمامه الشديد بمجال الحفريات وغيره من الاكتشافات التاريخية الداعمة لمقومات الجذب السياحي نحو مسيرة حاشدة بالإنجازات في شتى المجالات بالتنسيق مع الجامعة.

وبدوره ، أعرب الشاب محمد فوزى ، مكتشف الحفرية ،عن سعادته لما أسفرت عنه أعمال اللجنة العلمية من نتائج مذهلة تصب فى صالح الاكتشافات التى تزخر بها المحافظة صاحبة الأرقام القياسية والمقومات الطبيعية التى تميزها عن سائر محافظات مصر ، مناشدا المحافظ ورئيس الجامعة بالتنسيق مع الجهات المعنية دراسة تسجيل موقع اكتشاف الزاحف البحرى كمحمية طبيعية حفاظاً على خصوصيتها وما بها من كنوز ومكتشفات لا مثيل لها على الإطلاق  ، نظرا لاتساع مساحتها وتنوع ما بها من حفريات وطبقات فوسفات غنية بالزواحف وربما عظام ديناصورات واسماك فريدة من نوعها.

تجدر الإشارة إلى ما أسفرت عنه الاكتشافات الأخيرة بمختلف مراكز محافظة الوادى الجديد من تسجيل عدد كبير من الكائنات البحرية والبرية التي عاشت بالبحر التيثي القديم الذى يمتد لمسافات كبيرة بالصحراء الغربية بمصر منها هياكل لبعض الزواحف العملاقة والديناصورات بالإضافة إلي العديد من أنواع الأسماك وأسنان القرش والتي شكلت طبيعة الحياة خلال تلك العصور الجيولوجية السحيقة والتى بدأت أوائل شهر ديسمبر لعام ٢٠٠٨م عندما كانت صحراء محافظة الوادى الجديد الغربية على موعد مع أعظم الإكتشافات لأقدم المخلوقات عمرا افتراضيا وفقا لتقديرات كبار العلماء والباحثين بلغت قرابة ال 73 مليون عام في صورة حفرية فريدة لجمجمة عظمية ومجموعة من الأسنان الحادة لأشرس الأسماك البحرية على وجه الأرض والتى يرجع تاريخ نشأتها إلى العصر الطباشيرى قبل ظهور البشرية.






تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق