هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ختان الإناث ليس له أساس من الشرع ؟.. الإفتاء تجيب 

ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها فضيلةُ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية. رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم.


*    هل الإنسان مخير أم مسير؟

** الإنسان يكون مخيرًا في أمور وتصرفات ومسيرًا في أخري» فلو رأي الإنسان في نفسه قوة ذاتية من صنع يده وقدرة علي الفعل والاختيار فهو مخير. وإذا رأي أن هناك تصرفات أخري ليس باستطاعته فعلها فهو مسيَّر فيها. وفي كل الأحوال يجب علي الإنسان الجِد والاجتهاد بقدر الاستطاعة. مع التسليم والإيمان بقدر ومشيئة الله.

*    ماذا نقول فيمن ينفي إن هناك عذابا في القبر وهل يعد كافرا لإنكاره ثابت؟

** عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنَّة والإجماع. ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينكر عذاب القبر ونعيمه. وينبغي ألا نتهم  من أنكره بأنه خرج من الملة. ويُفضَّل عدم غياب فقه الأولويات عن حياتنا» فانشغال البعض بالتشكيك والإنكار لأمور دينية ثبتت صحَّتها بالقرآن والسُّنة والإجماع. أو بالطعن فيها وتجاهل أقوال العلماء السابقين. لهي أمور من شأنها أن تحدِث الفرقة وعدم الاستقرار في المجتمع الواحد. وتثير البلبلةَ في أموري دينيةي مستقرة في أذهان المسلمين. في وقت المجتمع فيه أحوج ما يكون لأن يتوحَّد أبناؤه حول قضايا البناء والتنمية وتقديم الأهم فالمهم كل ذلك مراعاةً لفقه الأولويات الذي يمنح الآخذ به بصيرة وتوفيقًا. ويعطيه رؤية واضحة فيما هو عام وخاص بدلًا من إنفاق الجهد والوقت في قضايا تشتِّت ولا تجمِّع

*    أقيم في عمارة بها مسجد وقال لي البعض إن صلاتي في بيتي باطلة لأن هناك حديث شريف يقول "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد".. فما رأي الدين؟

** علينا أن نفسِّر النصوصَ بقواعد اللغة العربية. وحديث "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد". ليس معني ذلك أن صلاته مرفوضة أو غير مقبولة. ولكن المعني أنه لا أجر كامل لجار المسجد إلا في المسجد.

*   هل يجوز التداوي والاستشفاء بالحجامة؟

** الحجامة من وسائل الاستشفاء الموروثة. الواردة في السنة النبوية. إلا أن تغير البيئة والزمن مع تنوع الأمراض وتعقدها ومع تطور سبل العلاج في عصرنا الحاضر يوجب الرجوع في معرفة نفعها لمرض معين وكيفية ممارستها إلي الأطباء المختصين المؤهلين المرخص لهم فيها من قِبل الجهات الطبية المعتمدة. ولا مانع أن تخضع الحجامة لمظلة العلم والبحث العلمي لتحديد مدي مواءمتها كعلاج للمرض الذي يشكو منه المريض. وهل تفيده أو لا تفيده. ومن حق الجهة الحكومية المختصة التدخل ومراقبة من يقومون باستخدام العلاج بالحجامة» حرصًا وحفاظًا علي صحة المواطنين.. وإذا كان التداوي مطلوبًا من قِبل الشرع» لقوله صلي الله عليه وآله وسلم: "تَدَاوَوْا عِبَادَ اللهِ» فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنَزِّلْ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً إِلاَّ الْمَوْتَ وَالْهَرَمَ"» فإنه يجب سؤال أهل الخبرة والمعرفة من الأطباء والاستعانة بهم في ذلك» إذ يتوقف عليهم أمر التداوي» لما تقرَّر من أنَّ "الوسائل لها أحكام المقاصد". و"ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".

* ما رأي الشرع في ختان الإناث؟

** دار الإفتاء أوصت وأكدت منذ وقت بعيد بأن ختان الإناث من قبيل العادات والتقاليد لا الشعائر الدينية. والفتوي مستقرة علي عدم مشروعيتها وأن المطلع علي حقيقة الأمر لا يسعه إلا القول بمنع الختان بسبب أضراره الطبية والنفسية بإجماع الأطباء والعلماء» فرجوع علماء الشرع لقول المتخصصين في مختلف المجالات هو فهم للواقع ومن سعة الأفق والاجتهاد.

أما حديث أم عطية الخاص بختان الإناث ضعيف. ولم يرد به سند صحيح في السنة النبوية. وعلي فرض صحته فيُحمل علي حالات الضرورة العلاجية التي يحددها الأطباء المتخصصين. وهي حالات قليلة للغاية.

ومن الأدلة علي أن ختان الإناث ليس له أساس من المشروعية أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم لم يختن بناته رضي الله عنهن. ولم يثبت أنه أمر به. برغم ثبوت تفاصيل دقيقة عن المأكل والملبس والزينة في البيت النبوي الشريف. فترك النبي صلي الله عليه وسلم الختان للإناث يدل علي عدم المشروعية. ويؤيد هذا حديث أم عطية. علي فرض ثبوته. فإنه صلي الله عليه وسلم بيَّن لها طريقة الختان» مما يعني أنها كانت تعالج حالة خاصة.

لذلك يجب قصر ختان الإناث علي حالات الضرورة العلاجية التي يحددها الأطباء المتخصصين وهي حالات قليلة للغاية. فالنص الشرعي يؤصل ويهدف لعدم المساس بجسد الإنسان إلا بمبرر طبي وهو أمر يتفق مع مقاصد الشرع ومصالح الخلق.. وغالبية الأطباء والبحوث والدراسات المعتمدة تقول بضرر ختان الإناث. وعند النظر لأماكن ممارسته في العالم نجدها مناطق معينة ومحدودة كما كان يحدث في مصر وبعض الدول الأفريقية وغيرها» مما يبرهن علي أنها ثقافة وعادات. وكما هو معلوم فإن الشرع الشريف لا يوافق علي العادات التي لا يؤيدها الشرع أو التي تتعارض أو تتصادم مع العلم والطب الحديث.

*   هل يجوز للزوجة تفتيش موبايل زوجها؟

** لا ينبغي ولا يجوز للزوجين تجسس أحدهما علي الآخر ويجب دعم الثقة وتعزيزها بينهما. ويجب الاحتفاظ بالخصوصية.. فمؤسسة الزواج ليست مواجهة بين طرفين. ولكن فيها قَدْر من الشفافية والمواءمة بين الزوجين. فلا داعيَ لظهور الكذب والخداع والشقاق بينهما.. والأصل يجب أن يسود الصبر والوئام وتغليب جانب الفضل بين الزوجين. فهناك حالات أسرية بها عقم لأحد الطرفين أو مرض شديد وحياتهما سعيدة.

والشرع الشريف يحرص علي أهمية وجود عنصر الرضا بين الزوجين في الحياة الأسرية. وضرورة مراعاة مقتضياته في سائر شئونها من قِبل الشريكين في هذه الحياة» وأن تنتشر البشاشة من كل طرف تجاه الآخر حتي يصفو الجوُّ الأسريُّ بينهما بسلامة ونقاء قلب كل طرف تجاه الآخر. مع وجود توافق في الجملة بينهما حول المواقف والقضايا المتعلِّقة بعلاقتهما ذات الميثاق الغليظ

*  ما هو ضابط الغيبة في قوله تعالي: "وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا"؟ وهل ما يقوم به بعض الناس من الحديث مع غيرهم بما تضيق به نفوسهم وهو ما يُسمي بالتنفيس عن النفس "الفضفضة" يُعدُّ من الغيبة الممنوعة شرعًا؟

** ضابط الغيبة المنهي عنها في الآية الكريمة هو ذكر المرء بِمَا فيه مما يَكْرَهُ في دينه أو دنياه أو أهله أو غير ذلك مما يتعلق به» سواء كان ذلك باللفظ أو بالإشارة أو الرمز.. وإذا ذكره بما ليس فيه كان بهتانًا» وهي محرمة شرعًا.

وحديث الإنسان مع غيره بما يضيق به صدره ويصعب عليه تحمله -وهو ما يسمي بالتنفيس عن النفس أو الفضفضة-» فلا يدخل في معني الغيبة المحرمة ما دام أنَّه من قبيل الاستشارة المنضبطة لغرض إيجاد الحلول وطلب النصيحة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق