تسعي الدولة بكل امكانياتها لتطوير الرعاية الصحية والارتقاء بمستوي خريجي كليات الطب لكي تواكب التطور في الدراسة والتدريب العملي لذلك جاء قرار المجلس الأعلي للجامعات بالموافقة علي مقترح مجلس الوزراء بتعديل عدد سنوات الدراسة في كليات الطب البشري. وتخفيضها إلي. 5 سنوات بدلا من 7 سنوات.
وأعلن المجلس الأعلي للجامعات. منذ أيام اعتماده قرار مجلس الوزراء بتعديل المادة 154 من قانون تنظيم الجامعات واستبدلها بالنص الثاني. مدة الدراسة لنيل درجة بكالوريوس في الطب والجراحة خمس سنوات دراسية بنظام الساعات أو النقاط المعتمدة يعقبها سنتان للتدريب الإجباري في مواقع العمل التي يحددها المجلس الأعلي للمستشفيات الجامعية ويعتمدها المجلس الأعلي للجامعات. علي أن يطبق القرار علي الملتحقين بالكلية في العام الدراسي 2024-2023.
وجاء التعديل في عدد سنوات دراسة الطب ليواكب التطورات العالمية في مجال دراسة الطب. فلم يتم تطوير نظام تدريس الطب في مصر منذ مئات السنين. وظل لمدة طويلة يعتمد علي نظام تعلم الطالب لفترات طويلة للعلوم الأساسية. ودراسته للعلوم الإكلينيكية عامًا واحدًا فقط. وهو نظام عكس ما يسير عليه العالم كله. مما تسبب في العديد من الأزمات في منظومة الصحة وهجرة الأطباء ولم يقتصر التعديل علي مدة الدراسة فقط لتصبح 5 سنوات بدلا من 7 سنوات. ولكن شمل أيضا أسلوب التدريب وتطوير المحتوي. لإكساب الطلاب المهارات الإكلينيكية التي يحتاجونها كأطباء تؤهلهم لسوق العمل وتقديم خدمة طبية لائقة للمواطن. بجانب ربطه باحتياجات النظام الصحي لتغطية الرعاية الأساسية.
وتختلف مدة الدراسة وفق نظام الساعات المعتمدة الجديدة. حسب قدرات الطالب. ويوجد حد أدني للسنوات الدراسية في كلية الطب. فيمكن التخرج بعد 5 سنوات كحد أدني وسنتين تدريب. نظام الساعات المعتمدة يمكن الطالب من اختيار المواد. وعددها خلال كل فصل دراسي وذلك مع إمكانية دراسة بعض المواد خلال فصل الصيف. إضافة إلي إعداد الطالب بأسلوب يتلائم مع احتياجات سوق العمل الحديث. ليصبح نيل درجة بكالوريوس في الطب والجراحة. خمس سنوات دراسية بنظام الساعات أو النقاط المُعتمدة. يعقبها سنتان للتدريب الإجباري. يعمل علي زيادة خريجي كليات الطب.
ردود فعل الأطباء حول قرار المجلس الأعلي للجامعات المصرية جاءت متباينة فهناك المؤيد للنظام الجديد وهناك من يعارض ان تكون مدة الدراسة لنيل درجة بكالوريوس في الطب والجراحة 5 سنوات دراسية بنظام الساعات أو النقاط المُعتمدة.
د.ايهاب الطاهر أمين عام نقابة الاطباء السابق يقول العديد من دول العالم حاليا قامت بتعديل نظام الدراسة بكليات الطب ليصبح خمس سنوات دراسة+ سنتين تدريب "امتياز".. وذلك بدلا من ستة دراسة+ سنة واحدة امتياز.
ولكن هذه الدول بها نظام تدريبي دقيق وحقوق معروفة لاطباء الامتياز..
أضاف: لقد صدر بمصر القانون رقم 153 لسنة 2019 بتعديل بعض أحكام قانون مزاولة مهنة الطب رقم 415 لسنة 1954. بحيث فتح الباب لتعديل عدد سنوات الدراسة بكليات الطب ليصبح خمس سنوات دراسة+ سنتين امتياز "تدريب".
ويشير للأسف لدينا مشكلة بمصر في أن سنة الامتياز الواحدة يضيع فيها أغلب الوقت في أعمال ليس لها علاقة بالبرنامج التدريبي حيث إنه يتم استغلال أطباء الامتياز في القيام ببعض أعمال التمريض وأحيانا العمال. بالإضافة لعدم وجود أي تغطية تأمينية لأطباء الامتياز وعدم وجود استراحات لهم علي الرغم من تكليفهم بالعمل فترات تزيد عن 24 ساعة متصلة في كثير من الأحيان.
ويكمل الطاهر وبالتالي فإن مضاعفة هذه السنة لتصبح سنتين دون وضع ما يضمن تنفيذ برنامج تدريب حقيقي "عدد المدربين وبروتوكول ملزم وإشراف حقيقي" مع مراعاة الحقوق الأساسية لأطباء الامتياز. تصبح لا معني لها بل ستزيد فترة إهدار وقت التدريب ليصبح إهدار لعامين بدلا من عام واحد.
أضاف لذلك يجب وضع بروتوكول موحد لكيفية التدريب خلال سنتي الامتياز. وتشكيل لجان لمتابعة تنفيذ البروتوكول بجميع جهات التدريب وفي حالة مخالفة البرتوكول يتم إلغاء تدريب الأطباء بهذه المستشفيات لحين توفيق أوضاعها مع ضرورة تغطية أطباء الامتياز بمظلة التأمين الصحي مع ضرورة وجود أماكن استراحات لائقة لأطباء الامتياز بالمستشفيات التي يتدربون بها.
د.أسامة عبدالحي الامين العام للاتحاد الاطباء العرب ووكيل نقابة الاطباء يري أن التعليم غير مرتبط بالمدة. ولكنه مرتبط بطريقة التدريس وطرق التقييم والتدريب العملي. وهذا أهم بكثير من الارتباط بمدة. ولابد أن تبتعد المناهج عن الحشو والتدريب العملي وتحسين أدوات العرض والتدريب وتنوع المستشفيات الجامعية الخاصة بكل كلية.
واشار الي أنه يجب أن يكون لكل كلية طب مستشفي جامعي خاص بها. وأن تتوافر بها أقسام داخل كلية الطب تستطيع الإطلاع علي كل ما هو جديد والابتعاد عن أجزاء غير مواكبة للعصر الحديث. وإذا حدث كل هذا سيعمل علي تعويض عامل الوقت ويصبح الطالب المتخرج متمكنا في ممارسة المهنة بشكل جيد..
ويشير د.عبدالحي طبقا لمنظمة الصحة العالمية. فإن المعدل الطبيعي هو طبيب لكل 334 مواطنا. بينما وصلت النسبة في مصر إلي طبيب لكل 1162 مواطنا. ويرجع الأطباء ذلك إلي تكالب دول العالم علي الطبيب المصري الذي أثبت جدارته وتفوقه. وعلي الجانب الآخر أن الدخل المادي للأطباء في مصر غير مجدي ما يجعلهم يتجهون للهجرة لذا نحن مطالبون سواء دولة أو مجتمع بالسعي للارتقاء بمستوي العملي والمهني للطبيب المصري لكي تستمر مصر تقدم للعالم أفضل أطباء.
د.خالد سمير. أستاذ جراحة القلب وعضو مجلس نقابة الأطباء يقول الحقيقة ان مصر كانت مجبرة علي تعديل عدد سنوات الدراسة لتبقي الدرجة المصرية معترفًا بها عالميا فهناك نظاميون في أغلب دول العالم النظام الأوروبي وفيه يدخل الطالب الكلية مباشرة بعد التعليم الثانوي وفي النظام الامريكي والكندي حيث يمر الطالب بمرحلة دراسية تمهيدية تؤهله للحصول علي بكالوريوس في العلوم البيولوجية البشرية "3 سنوات" قبل الالتحاق بكلية الطب للحصول علي الدكتوراة المهنية في الطب "4 سنوات" ولا يوجد في هذا النظام ما يسمي بسنة أو سنتي الامتياز.
ويضيف اعتقد ان النظام الجديد سيؤثر سلبا حيث تم تخفيض عام من الدراسة وسيكون ذلك اما بتوزيع الحمل التدريسي لهذا العام او الغاء اجزاء من الحمل التدريسي لتقليل مدة الدراسة مذلك فإن هناك نقاشًا كبيرًا حول سنة الامتياز واذا كانت مفيدة او تكفي للتدريب وجدواها و جدوي زيادة المدة الي سنتين.
قال: معظم دول العلم لا تسمح للطبيب بممارسة المهنة قبل التخصص والتدريب لمدة 3-5 سنوات بعد التخرج للحصول علي درجة التخصص ويجب علينا مناقشة الوضع الحالي بتروي وأثره علي المرضي.
الدكتور علي مهران رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ يري أن التعديل جاء ليواكب التطورات العالمية في مجال دراسة الطب والتي اصبحت متغيراتها كثيرة في الفترة الأخيرة وهو الامر الذي لم يتوقف عند مدة الدراسة. ولكن شمل أيضًا اساليب التدريب العملي وتطوير الاداء ورفع الكفاءة والجودة لطالب الطب ليكون علي مستوي مهني يؤهلة ليكون امينًا علي صحة المواطنين لذلك نسعي لإكساب الطلاب المهارات الإكلينيكية التي يحتاجونها كأطباء تؤهلهم لسوق العمل وتقديم خدمة طبية لائقة للمواطن.
يشير رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ إلي ان نظم الدراسة عالميا تتغير في جامعات العالم و أن الـ5 سنوات تعتبر مناسبة وهناك جامعات اوروبية وبدول كثيرة في آسيا وامريكا تستخدم نظام الـ5 سنوات لتدريس الطب ولكن مع ضرورة توفير التطبيق العملي السليم. وايجاد تدريب فعلي للمستشفيات الجامعية أو العامة لأطباء الامتياز. ويجب تطبيق التعديل بشكل احترافي لتخريج طالب واعي متمكن في ممارسة مهنة الطب والقدرة علي الاستيعاب..
تري د.إيناس عبدالحليم عضو لجنة الصحة بمجلس النواب ان مسألة تقليل عدد سنوات دراسة الطب ليس له علاقة يمستوي ومهارات الطالب وليس يؤثر علي خروج خريجين دون المستوي كما يتخوف البعض وهذا كلام غير صحيح تماما فأغلب دول العلام المتقدمة في تدريس الطب نظام الدراسة عندها 5 سنوات ونحن نسعي ليكون لدينا افضل خريجي الطب في العالم لذا ضرورة الاهتمام بتطبيق نظام الساعات المعتمدة في تدريب الأطباء وتنظيم سوق عمل الأطباء. حيث إن نظام الساعات المعتمدة يساعد الطلاب في الفهم والاستيعاب بدلا من الحفظ والتلقين.
وتضيف نحن أمامنا ملف للعديد من المشاكل التي تؤرق الاطباء منذ سنوات منها نظام التدريب القديم من خلال سنة واحدة فقط "امتياز" يعتبر من أهم أسباب هجرة الأطباء للخارج. وذلك بسبب كثرة عدد الأطباء المتدربين في المستشفيات. فالطبيب في بداية عمله يحتاج إلي التدريب فترة طويلة تؤهله لسوق العمل. لذا تعد فترة التأهيل والتدريب من أهم مراحل إعداد الأطباء لسوق العمل وهناك امور كثيرة نعمل علي تنقيتها من أمام طريق كل طلاب كليات الطب الفترة المقبلة.
وشددت الدكتورة إيناس. علي أهمية تطبيق قرار المجلس الأعلي للجامعات بالشكل السليم. الذي يضمن حصول هؤلاء الطلاب علي تدريب يحوي قدرا عاليا من الجودة تؤهلهم لسوق العمل. محذرة من أماكن التدريب غير المجهزة بالطرق الحديثة وبما يناسب تطورات العصر الصحية والطبية.
وتؤكد أن هذا التطور في دراسة الطب سينعكس بالإيجاب علي المنظومة الصحية في مصر. حيث إنه سيكون الطبيب أكثر جدارة واحترافية عما سبق. ولكن يحتاج الأطباء إلي زيادة في الدخل الخاص بهم لمنع هجرتهم للعمل في الخارج.
قالت الدكتور مني السباعي. أستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس. إن مدة الدراسة وفقا نظام الساعات المعتمدة الجديدة تختلف حسب قدرات الطالب.
وأوضحت. أنه يوجد حد أدني وحد أقصي. للسنوات. يمكن التخرج من كلية الطب بعد 5 سنوات كحد أدني وسنتين تدريب مشيرة إلي أن نظام الساعات المعتمدة يمكن الطالب من اختيار المقررات. وعدد المقررات الدراسية خلال كل فصل دراسي. مع إمكانية دراسة بعض المواد خلال فصل الصيف. إضافة إلي إعداد الطالب بأسلوب يتلاءم مع احتياجات سوق العمل.
قالت الدكتورة مني السباعي. إن نيل درجة بكالوريوس في الطب والجراحة خمس سنوات دراسية بنظام الساعات أو النقاط المُعتمدة يعقبها سنتان للتدريب الإجباري يعمل علي زيادة خريجي كليات الطب.
اترك تعليق