هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الفتنة الطائفية انتهت.. وأصبحت من الماضي

الدولة نجحت في وأد الظاهرة.. ووحدت بين عنصري الأمة

رفعت شعار "حب الله.. حب الجار.. حب الوطن"

علي مرأي ومسمع من العالم أجمع نجحت مصر في وأد الفتنة الطائفية التي كانت تطل برأسها بين الحين والآخر علي مدار تاريخها.. وقد فشلت كل المحاولات الدنيئة التي تسعي لتأجيج الفتنة بين عنصري الأمة في السنوات الأخيرة حيث أكد علماء الإسلام أن القاسم المشترك بين الإسلام والمسيحية هو "حب الله.. وحب الجار.. وحب الوطن" وأن مصر علي مدار التاريخ مهد للحضارات وعنوان للتسامح والتعايش والود والحب والتفاهم بين أتباع الديانات خاصة المسلمين والأقباط.


يقول د. جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس إن مصر منذ القدم نتيجة لعبقرية مكانها وموقعها الاستراتيجي استهدفت من دول كثيرة ولكل دولة من الدول التي إستعمرت مصر كان لها أسلوبها في التفرقة بين أبنائها.. وقد تعلمت مصر علي مدي تاريخها الطويل أن تتفاعل مع هذه التحديات وتعلمت الدرس الأهم وهو أن تجانسها يقف في مواجهة أي محاولة لتفكيكها وكانت بين الحين والآخر تعطي درسا قاسيا للمستعمر الذي صبرت عليه إلي أن تمكنت من الثورة عليه وطرده فكانت تعطيه درسا في أنها دولة عميقة وأن الشخصية المصرية سبيكة نادرة تكونت عبر آلاف السنين وبالتالي تماسكت لتصبح كتلة قوية لا تتأثر كثيرا بالمستعمرين بل تؤثر فيهم ولذلك قد يندهش من لا يعرف جوهر وتاريخ الشعب المصري والخبرات التي اكتسبتها الشخصية المصرية منذ التاريخ القديم وأورثتها في جينات الأبناء والأحفاد.

أكد أن مصر لم تغلق أبوابها عبر مراحل التاريخ في وجه الآخر بل العكس هو الصحيح ظلت أبوابها مفتوحة دائما لكل الجاليات الأجنبية التي عاشت فيها أو لجأت إليها وتعاملت هذه الجاليات رغم اختلاف عقيدتها بالتسامح والمحبة.. مشيرا إلي أنه عندما فكر المستعمر الإنجليزي في إيقاع الفتنة بين عنصري الأمة اندهش المعتمد البريطاني كرومر من قوة التماسك بين الأقباط والمسلمين ولم ينجح في استخدام لعبة "فرق تسد" وسرعان ما تعرض لمواجهة عنيفة من الأقباط والمسلمين معا إبان ثورة 19 ولقنه الشعب المصري في حينها درسا قاسيا وهو أن شعارنا في مصر "يحيا الهلال مع الصليب" ولا فرق بين جورج خياط وسعد زغلول حيث انطلقت المظاهرات من المساجد والكنائس في آن واحد وخطب الأئمة لجمهور المتظاهرين في الكنائس كما خطب القساوسة في المساجد وفتح الجامع الأزهر أبوابه لأبناء الأمة.

قال د. جمال إن الترابط والانسجام بين عنصري الأمة يمثل حائط صد ضد أي محاولة من هذا النوع وقد ترددت أثناء ثورة 19 مقولة عدلي يكن "مصر وطن يعيش فينا وليست وطنا نعيش فيه" ولقد رددها بعد سنوات البابا شنودة ثم ردد الأقباط إبان حرب الكنائس إبان ثورتي 25 يناير و30 يونيو أن "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن" .

أكد أن المصريين رفعوا شعار التسامح مع الآخر منذ القدم ولما دخل الإسلام طبقوا النص القرآني الذي يقول "لكم دينكم ولي دين" ولذلك عاش الأقباط في مصر بدون أن يتعرضوا لأية مشاكل مشيرا إلي أن الفتن التي وقعت بين عنصري الأمة في مناسبات مختلفة هي فتن صنعها أعداء مصر وهي فتن تخدم أغراض سياسية وليست دينية.

مصر عنوان للتعايش والتسامح

د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر يقول: أنا لا أومن أن هناك في مصر بما يسمي الفتنة الطائفية والتاريخ يشهد بذلك نحن لا نعرف من هو مسيحي ولا مسلم إلا بزي القسيس والشيخ وما عدا ذلك من المحال أن تفرق بين المسلم والمسيحي في مصر فالزي واحد والعادات والتقاليد واحدة وهم متجاورون في مساكنهم وفي قبورهم منذ آلاف السنين وكذلك في أفراحهم وفي أحزانهم وفي تجارتهم فالمصري مسيحي أو مسلم لا تستطيع أن تفرق بين هذا وذاك فمن أين تأتي الفتنة الطائفية! .

أضاف: التاريخ يحدثنا أن في سنة 56 عندما هاجمت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل مصر كان الطيران يدك العمارات في مدن القناة مسلميها ومسيحييها وفي سنة 67 خرج المسلم والمسيحي جنبا إلي جنب لحرب إسرائيل وفي سنة 73 كان الأمر كذلك ومن شواهد القدر أن أي مسلم أو مسيحي يخرج من هذا القطر إلي دولة أخري لا تستطيع أن تميزه هل هو مسلم أم مسيحي.

أكد أن مصر علي مدار تاريخها خاصة في السنوات الماضية كانت أرضاً خصبة وعنواناً للتعايش والتسامح والحب والود والتفاهم والإيثار بين المسلمين والمسيحيين.. مشيرا إلي التطرف والعنف والإرهاب خطر علي المصريين جميعا بل وعلي الأمة الاسلامية في كل زمان ومكان.

شدد علي ضرورة محاربة الفكر الضال وتجريمه لخطورته علي الفرد والمجتمع والوطن بل والأمة الإسلامية جمعاء في آن واحد.. مشيراً إلي أن استقامة الحياة وسعادتها وتحقيق مراد الله -عز وجل- في عمارة الأرض لا يتحقق إلا بالمحافظة علي أمن واستقرار الوطن.. مضيفا أن القرآن الكريم أمر بإظهار المودة والرحمة والقسط في التعامل مع المخالفين في العقيدة حيث قال -جل شأنه- "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" .

الشعب اختار طريقه

أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أن مصر علي مدار تاريخها كانت مثالا للتسامح والتعايش والتفاهم بين أتباع الديانات المختلفة خاصة العلاقة بين المسلمين والأقباط وأن ديننا الحنيف يرفض العنف بكافة أشكاله ويتعامل مع المسيحيين علي أنهم شركاء في الوطن ولن يستطيع أي عمل إرهابي هنا أو هناك أن يغير من هذه المفاهيم.

أشار إلي أن الشعب اختار طريقه والتزم الجميع بوحدة الصف والاتحاد وعدم التفرق لأن الفرقة ضعف يتضح ذلك من الحديث الشريف "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسدالواحد إذا اشتكي منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمي".. مؤكدا علي ضرورة التخطيط السليم للحفاظ علي مصالح الأمة والوصول لتحقيق الرفاهية والرخاء للشعب والحياة الآمنة المستقرة.

أكد أنه يجب علي المسلمين والأقباط أن يتكاتفوا جميعاً لحماية الوطن وتفويت الفرصة علي الأعداء الذين يريدون الشر لهذا الوطن وإحداث الوقيعة بين أبنائه الذين طالما عاشوا قروناً طويلة في سلام وأمان.. مضيفا أن علماء الأزهر والكنيسة مطالبون بالتأكيد علي أهمية دور العقيدة الصحيحة في استقامة الفكر وتقويمه وتوازنه هو وتنقيته من الإفراط والتفريط بما يحفظ المصالح العامة للوطن.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق